مطعم بكفر الدوار يوزع وجبات على روح «ضحية غدر صديقتها»: كانت بتعمل خير

لا صوت يعلو فوق قضية "غدر الصديقة" في مدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، من شدة وقع الحدث وعلاقة الجاني والمجني عليه، والتي بدت أنها قوية من خلال تداول منشوراتهما على مواقع التواصل الاجتماعي، والملابسات التي كشفتها التحقيقات، وبينت الخطة الشيطانية لفتاة للتخلص من صديقها بدافع "الغيرة" أو الحصول على مكانها بالعمل.

الاستنكار والدعاء والترحم على الفقيدة "نجلاء نعمة الله" كان الشغل الشاغل لمدنة كفر الدوار طوال اليومين الماضيين، وتطوع البعض لتقديم بعض أعمال الخير بتوزيع وجبات مجانية على المحتاجين، صدقة على روحها، كونها كانت من رواد العمل الخيري في كفر الدوار وكانت تجمع التبرعات وغيرها من المواد الغذائية وتوزعها على الفقراء والمحتاجين، وأعلن مطعم "شباب الخير" بالمدينة أنه سيجهز وجبات وبكميات كبيرة لتوزيعها على روحها على الفقراء والمساكين، حتى الخميس المقبل.

وقرر المستشار أحمد عادل، رئيس نيابة كفر الدوار، أمس السبت، حبس المتهمين بقتل سكرتيرة طبيب العيون بالمول التجاري بمدينة كفر الدوار أربعة أيام على ذمة التحقيقات.

وكانت مدينة كفر الدوار شهدت الأسبوع الماضي، جريمة قتل بشعة داخل المول التجاري، حيث تم العثور على جثة فتاة عشرينية، داخل عيادة طبيب عيون بالطابق السادس تعمل بها سكرتيرة.

وعلى الفور انتقل ضباط المباحث بقسم شرطة كفر الدوار لمكان الواقعة، وبالانتقال والفحص تبين العثور على جثة فتاة تدعى نجلاء نعمه الله بدوي، 25 عاما.

وتبين من التحقيقات قيام صديقة المجني عليها بالاستعانة بشابين أحدهما قريبها، بعد أن أوهمتهما بوجود مبلغ مالي كبير معها سيقومون بالاستيلاء عليه وسرقة مصوغاتها الذهبية. 

واعترف المتهمين أمام النيابة العامة قيامهم بسرقة مبلغ 1200 جنيه وسلسلة ذهبية وخاتم من المجني عليها، وأضافوا أنهم وضعوا مادة مخدرة لها في كوب عصير، إلا أنها لم تتناوله، فقاموا بالإجهاز عليها وخنقها بإيشارب كانت ترتديه، ثم بادروها بعدة ضربات على الرأس حتى خارت قواها وقاموا بسرقة ما تحوزه من أموال ومصوغات.

وكانت المباحث الجنائية وضعت خطة محكمة لضبط الجناة مرتكبي الواقعة، وبتوسيع دائرة الاشتباه والفحص تبين أن وراء الحادث صديقتها وتدعى "نورهان" وشهرتها "نور" واثنين آخران أحدهما تربطه صلة قرابة بالمتهمة يدعى الأول "محمد" وصديقه "أحمد" مقيمين بمركز كفر الدوار، بدافع السرقة والانتقام من المجني عليها لرغبة صديقتها في العمل بدلا منها في العيادة وسرقتها.

وبتقنين الإجراءات تم القبض عليهم واعترفت المتهمة الأولى في التحقيقات أنها ارتكبت الجريمة بدافع السرقة والانتقام، موضحة أنها أثناء أداء المجني عليها الامتحانات بالكلية كانت تقوم بأعمالها في العيادة، ولرغبتها في الاستمرار بالعمل بالعيادة بدلاً منها قررت التخلص منها بقتلها وسرقتها.

واستعانت المتهة باثنين من أقاربها من مركز كفرالدوار لارتكاب الواقعة نظير مبلغ مالي لكلاً منهما، وجلست المتهمة مع المجني عليها قبل ارتكاب الجريمة بربع ساعة، وأحضرت لها كوبا من العصير.

وجلستا تتبادلان الحديث، ثم أرسلت لصديقيها رسالة بأن العيادة خالية فتوجها إليها وقامت صديقة المجني عليها بمغافلتها بحجة أنها ستتحدث معها في موضوع خاص، بينما قام المتهمان اللذان ادعيا أنهما مرضى، بمحاولة سرقة الإيراد، فاكتشفت المجني عليها ذلك وحاولت الصراخ. 

وقال المتهمون في اعترافاتهما أنهما قاما بتكميم فم المجني عليها بينما كانت المتهمة تستغيث بصديقتها قائلة لها: "حرام عليكي حوشي عني أنا معملتكيش حاجة"، لكنها أشارت إلى أحد المتهمين الذي قام بخنق المجني عليها بعد أن قاموا بضربها بقوة على رأسها إلى أن أودوا بحياتها وفروا هاربين.