مقرر لجنة الثقافة الرقمية: «حياة كريمة» تخلق فرص لشباب القرى المصرية في مجال ريادة الأعمال (حوار)
يعيش العالم اليوم ثورة حقيقية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ولم يعد بإمكان أي دولة تتطلع إلى الإنجاز والتطوير، بهدف تحقيق التنمية المستدامة على كافة الأصعدة، أن تحقق ذلك دون أن يكون هذا القطاع أحد ركائزها الأساسية.
وتشمل استراتيجية التنمية المستدامة ثلاثة أبعاد منها البعد الاقتصادي الذي يسلط الضوء على التنمية الاقتصادية، أما البعد الاجتماعي فيسلط الضوء على التعليم والتدريب والصحة والثقافة والعدالة الاجتماعية.
وفى هذا الإطار وتزامنا مع مبادرة السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي بتطوير الريف المصري؛ حاولنا أن نتعرف على ملامح آليات التحول الرقمي، وذلك من خلال الحوار مع المهندس زياد عبد التواب مقرر لجنة الثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية الثقافية بالمجلس الأعلى للثقافة، والتى انطلقت فى شهر مارس 2020، وإلى نص الحوار:
• ماذا أنجزت لجنة الثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية والثقافة بالمجلس الأعلى للثقافة منذ تأسيسها؟
لجنة الثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية فى دورتها الأولى عقدت 10 اجتماعات بحضور كافة أعضائها الممثلين للقطاع الخاص، والحكومى، بالإضافة إلى قيام اللجنة بعقد مجموعة من الندوات المرتبطة بالتعريف بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ودورها في المناحي الثقافية المختلفة.
كانت أول ندوة من ندوات اللجنة بعنوان “استشراف وظائف المستقبل ودور التكنولوجيات الناشئة”،، ناقنشنا نوعية الوظائف الجديدة التي فرضها مجتمع المعلومات والتى ترتبط ما يطلق عليه بتحليل البيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي، إضافة إلى أن هناك العديد من الوظائف التي ستندثر منها الوظائف التقليدية مقارنة بالوظائف المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وأيضاً قلة الاعتماد على العامل البشرى مقارنة ما قد تقوم به الآلة وتقنيات الذكاء الاصطناعي.
كما عقدنا ندوة أخرى بعنوان “ تأثير الثقافة الرقمية فى المنظومة التربوية وثقافة الطفل المصري”، ناقشنا كيفية استخدام الأطفال لشبكات التواصل الاجتماعي وشبكة الانترنت بصفة عامة، والمحاذير الموجودة أثناء تجولهم فى تلك الشبكات وكيفية استفادتهم منها بصورة كبيرة، ودور الأسرة.
أما الندوة الثالثة كانت بعنوان “التحديات القانونية للتحول الرقمي والثقافة الرقمية” إضافة إلى ندوة أخرى بعنوان “تأثير الثقافة الرقمية فى مرحلة التعليم الجامعي”.
ونظمنا عدة ندوات أخرى جميعها تحدثت عن دور التحول الرقمي في كافة المجالات المختلفة للحياة، كما ناقشنا دور الثقافة الرقمية فى الحفاظ على التراث المصري،
كما ناقشنا فى ندوة أخرى بعنوان “المراة المصرية والثقافة الرقمية.. الحاضر والآفاق المستقبلية” كيفية دمج المرأة المصرية فى تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات والعالم الرقمي.
إضافة إلى الندوة الأخيرة التي عقدناها بعنوان “الثقافة الرقمية وتطوير القرية المصرية فى ظل مبادرة حياة كريمة”، وهو جزء من أعمال اللجنة.
• كيف ساهمت لجنة الثقافة الرقمية في محو الأمية الرقمية؟
مجموعة الندوات التي أشرنا إليها لنشر الوعي بالجوانب المختلفة للثقافة الرقمية، وأدوات التحول الرقمي، وهو دور اللجنة المرتبط بتخطيط التحول الرقمي، ونشره كل ذلك جزء من استراتيجية الدولة المصرية الرقمية التي تتسق مع استراتيجية مصر "2020_2030" التى تقوم بها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وباقي الوزارات والجهات المشاركة، بالإضافة إلى ذلك نجد أنه بنهاية الدورة الخاصة بهذه الندوة نحن أمام إقامة مؤتمر كبير لنشر أهم نتائج تلك الندوات، بالإضافة إلى عقد مجموعة من الندوات الأخري وما يستجد من موضوعات مرتبطة بالثقافة الرقمية.
• فى ظل تنامي تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل انترنت الأشياء، والطابعة ثلاثية الأبعاد، والروبوت، ما المطلوب من وزارة الثقافة حيال رصد قواعد بيانات الموهوبين فى القرى المصرية؟
تعد وزارة الثقافة حاليا مشروعاً مع وزارة الاتصالات لرقمنة الأنشطة الثقافية والمحتوى الثقافي المصري، بالإضافة إلى أنشطة قصور الثقافة فى التعرف على واكتشاف المواهب فى محافظات ومراكز وقري مصر، وربما فى فترة من الفترات قد يوجد ما يطلق عليه بقواعد بيانات كبيرة للمواهب المصرية، وهو ما بدأته الدولة بجائزة الدولة للمبدع الصغير والتى تقدم إليها أكثر من 4 الآف مبدع فى كافة ربوع الوطن فى كافة مجالات الإبداع والعمل الثقافي والابتكار.
• هل هناك إحصائيات رصدتها لجنة الثقافة الرقمية حول واقع البنية التحتية تمهيدا للتحول الرقمي في قرى مصر؟
دعني أشير إلى أن الإحصائيات الموجودة بعضها يوجد فى وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والمرتبطة بتغطية الشبكات الأرضية والموبايل، ومدى جودة الخدمات المقدمة فى القرية المصرية حاليا، وهي تشكل انطلاقة لوضع التطوير والمشاركة فى حياة كريمة رقمية بصورة أكثر فعالية، ومن خلالها يتم عمل التصميم الفني للقدرات وإعداد تلك القرى.
• هل هناك تعاون بين لجنة الثقافة الرقمية وباقي لجان المجلس؟
بالفعل يوجد تعاون كبير بين لجنة الثقافة الرقمية وباقي لجان المجلس الأعلى للثقافة، خاصة وأن التحول الرقمي والدخول فى عصر المعلومات لم يعد يقتصر على العاملين فقط في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ولكنه يغطي كافة مناحي الحياة المختلفة، وعلى سبيل المثال كان هناك تعاون مع لجنة حماية الملكية الفكرية حيث عقدنا ندوات مشتركة لمناقشة كيفية استخدام تقنية البلوك تشين فى حماية المنتج الثقافى الرقمي، وحماية حقوق المؤلف، والحقوق المجاورة، وحماية المصنفات الفنية من التداول غير المرخص، أيضاً عقدنا فى هذا الإطار ندوة اخرى مع لجنة الموسيقى والأوبرا والباليه لمناقشة كيفية استخدام تكنولوجيا المعلومات فى التعليم المرتبط بتلك المجالات فى ظل جائحة كورونا وتأثيراتها وأبرز التحديات التي تواجهها معاهد الموسيقى والباليه واستخدام شبكة الانترنت للدراسة والتعليم عن بعد.
• كيف نرتقي بالثقافة الرقمية عند الرأي العام الجمعي فى مصر؟
الارتقاء بالثقافة الرقمية عند الرأي الجمعي في مصر هي مسؤولية مشتركة من الجميع، بداية من الدولة بمؤسساتها المختلفة، وشركات القطاع الخاص العاملة فى هذا المجال، والجامعات والمعاهد التكنولوجية، إضافة إلى دور وسائل الإعلام المختلفة للتواجد بقوة فى العالم الرقمي وإظهار مميزات ومخاطر التعامل فى هذا العالم الرقمي الكبير، خاصة واننا ننتقل الآن الى الاقتصاد الرقمي بالكامل، وانتقال كافة الأعمال من العالم المادي إلى العالم الرقمي وهو ما يطلق عليه بالتحول الرقمي الحقيقي بالإضافة إلى التحول الرقمي المرتبط بالخدمات؛ سواء الخدمات المقدمة من الحكومة أو القطاع الخاص وما ترتبط به أيضاً من معاملات إلكترونية وهو ما يطلق عليه بالشمول المالي، أو الدفع النقدي.
• هل هناك تعاون من قبل الجمعيات والمؤسسات الثقافية الأهلية لإنجاز العدالة الثقافية في القرية المصرية؟
المبادرة مفتوحة أمام كافة منظمات المجتمع المدني، وأيضاً أمام دور النشر للمشاركة فى المهمة الخاصة بنشر الثقافة الرقمية فى القرية المصرية، أو نشر الثقافة بصورة عامة، وهناك مجموعة من المبادرات مرتبطة بهذا الأمر منها المكتبات المتنقلة، ومنها مجموعة من المنصات الرقمية التي تحتوي على أنظمة وأنماط جديدة للثقافة منها الكتاب الرقمي، والكتاب الإلكتروني، والكتاب المسموع، وسيكون لها تأثير كبير فى الفترة القادمة، إضافة إلى مد شبكات البنية التحتية في القرية المصرية التي تساهم في وصول هذا المنتج الثقافي لكافة ربوع الوطن وخاصة فى القرى المشاركة فى مبادرة “حياة كريمة”.
• ما أبرز التحديات التي تواجه التحول الرقمي وأثره على ثقافة القرية المصرية ؟
التحديات التي تواجه التحول الرقمي كبيرة جداً، أولها الوعي بأهمية وفوائد التحول الرقمي، وثانياً التحديات المرتبطة بالقوانين والتشريعات، وضرورة معرفة كافة المستخدمين بهذه المحددات الموجودة فى تلك القوانين لحماية أنفسهم وأبنائهم أثناء تعاملهم فى تلك الشبكات، بالإضافة إلى قانون حماية البيانات الشخصية الصادر هذا العام، وصدور اللائحة التنفيذية لمكافحة جرائم تقنية المعلومات الصادر عام 2018، بالإضافة إلى التحديات المرتبطة بالأجهزة التى تساهم فى دخول أبناء القرية المصرية إلى تلك الشبكات.
• ما رأيك في المبادرات الرقمية المستقلة التى أطلقها بعض الفاعلين الثقافيين فى محافظات وقرى مصر؟
ربما يكون الأكثر قدرة للإجابة على هذا السؤال مرتبط أكثر بوزارة الثقافة نفسها وأجهزتها المختلفة، ولكن الصورة والرؤية العامة لأى مبادرة يقوم بها سواء القطاع الخاص أو المجتمع المدني.
وأظن أن جزء من العدالة الثقافية يتحقق من خلال وجود فرصة متساوية للجميع للظهور عبر منصة أو شبكة واحدة فى عالم رقمي واحد.
• ما أبرز سيناريوهات التحول الرقمي على مستوى المستقبل فى القرى المصرية ؟
على المستوى القريب بوجود البنية التحتية من خلال مد كوابل الألياف الضوئية وتغطية شبكات المحمول بقدرتها من خلال تكنولوجيا الـ"4 G "، بالإضافة إلى تواجد أجهزة الاتصال التي تمكن أبناء القرية من الدخول إلى تلك الشبكات ستكون هى المرحلة الأولى، يتبعها مرحلة أخرى تحتاج من تدريب العنصر البشري للاستخدام الأمثل لتلك التقنيات، وتمهيدًا للمرحلة الثالثة التي تتمثل في قدرة استخدام تلك التقنيات في كافة مناحي الحياة والوصول الى الخدمات الحكومية فى القرية المصرية.