بعد عقوبات واشنطن.. هل يتوغل داعش والقاعدة في القرن الأفريقي بمساعدة الإخوان؟
قرارٌ أمريكي جديد يلقي بظلاله على مصير التنظيمات الإرهابية في القرن الأفريقي بعد إدراج الولايات المتحدة الأمريكية، 5 أسماء جُدد ضمن قائمة الإرهاب العالمي، الأمر الذي يطرق في الأذهان تساؤلات عدة حول مدى إمكانية توغل تلك التنظيمات الإرهابية خاصة «داعش» و«القاعدة» في دول القارة السمراء وذلك بمساعدة جماعة الإخوان الإرهابية.
إعلان «الخارجية الأمريكية»
جاء إعلان وزارة الخارجية الأميركية حول إضافة خمسة أشخاص إلى قائمتها الخاصة بالإرهاب العالمي، ضمن سلسلة من العقوبات الأمريكية التي تفرضها الولايات المتحدة على قادة التنظيمات الإرهابية، مما يقضي بالضرورة حجب أي ممتلكات أو مصالح لهم في الولايات المتحدة.
وذكر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في بيان أمس الجمعة، أن من بين هؤلاء بن ماضي عمر، القائد العسكري الكبير لفرع تنظيم «داعش» في موزمبيق، والذي قاد مجموعة من المتطرفين قتلوا العشرات في هجوم على فندق أمارولا ببلدة بالما في مارس الماضي، وقال بلينكن، إنه مسؤول أيضًا عن شن هجمات في مناطق أخرى في موزمبيق وتنزانيا.
وأوضح بلينكن، أنه تم إدراج كلا من؛ سيدانج حيتا وسالم ولد الحسن، وهما من كبار قادة جماعة إرهابية مرتبطة بتنظيم «القاعدة» في مالي، كما أُضيف للقائمة الأمريكية علي محمد راجي وعبدالقادر محمد عبدالقادر وهما من قادة جماعة «الشباب» في الصومال.
عرقلة تمويل داعش
وبموجب القرار الأمريكي الجديد، يمكن فرض عقوبات أميركية محتملة على الأفراد أو المؤسسات المالية الأجنبية التي تقوم بتعاملات معينة مع الأشخاص الخمسة.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي، في بيانه التزام واشنطن بعرقلة تمويل (داعش) في موزمبيق و(جبهة النصرة) و(حركة الشباب) مما يحد من قدرات الجماعات الإرهابية على شن مزيد من الهجمات ضد المدنيين ولدعم شركائنا في جهود وقف تمويل الإرهاب.
وأضاف أن مواجهة التهديد الإرهابي عبر القارة تتطلب العمل عن كثب مع شركائنا لتقويض قدرة وعمليات هذه الجماعات الإرهابية، ومحاربة سيطرتها ونفوذها في غرب وشرق وجنوب إفريقيا.
مكافحة نفوذ الجماعات الإرهابية
ويُتهم الخمسة بشغل مناصب قيادية في الجماعات الإرهابية داعش- موزمبيق وجي إن إي إم، التي كانت تعمل في منطقة الساحل في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وحركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، التي تسيطر على أجزاء كبيرة من جنوب الصومال ووسطه.
وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس- في تغريدة عبر تويتر- إن بلاده اتخذت إجراءات اليوم ضد القادة الإرهابيين في إفريقيا الذين يقوضون السلام والأمن في القارة.
وأضاف: "سنواصل العمل مع شركائنا لإضعاف قدرة هذه الجماعات الإرهابية ومكافحة سيطرتها ونفوذها".
تحذيرات سابقة
وفي آواخر يوليو الماضي، قال خبراء أمميون إن إفريقيا أصبحت المنطقة الأكثر تضررًا من الإرهاب في النصف الأول من عام 2021، حيث نشر تنظيما داعش والقاعدة والجماعات التابعة لهما نفوذهما فيها.
وقالت لجنة الخبراء في تقرير إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة آنذاك، إن تنظيمي «القاعدة» و«داعش» باتا يتباهان بقدرات متزايدة في جمع التبرعات والأسلحة، بما في ذلك استخدام الطائرات بدون طيار، والتباهي بمكاسبهم في أعداد أتباعهم ومؤيديهم ومساحة الأراضي التي استولوا عليها.
وأضافت اللجنة أن من أنجح الجماعات التابعة لتنظيم داعش توجد في إقليم وسط وغرب إفريقيا، وهناك العديد من تنظيمات القاعدة في الصومال ومنطقة الساحل.
وأوضح الخبراء أنه من «المثير للقلق» أن هذه الجماعات الإرهابية تنشر نفوذها وأنشطتها بما في ذلك عبر الحدود من مالي إلى بوركينا فاسو وساحل العاج والنيجر والسنغال، وكذلك التوغل من نيجيريا إلى الكاميرون وتشاد والنيجر في غرب إفريقيا.
ولفت التقرير إلى أن أحد «الأحداث الأكثر إثارة للقلق» في أوائل عام 2021 هو اقتحام فرع تنظيم داعش المحلي واحتجازه لفترة وجيزة لميناء موزمبيق الاستراتيجي في موسيمبوا دا برايا، في مقاطعة كابو ديلجادو بالقرب من الحدود مع تنزانيا "قبل الانسحاب مع الغنائم.
في سياقٍ متصل، حذر التقرير من أن الجماعات المتطرفة قد تنقل عددًا من مقاتليها إلى أفغانستان، إذا أصبحت البيئة هناك أكثر ملاءمة لداعش أو الجماعات المتحالفة معها.
انسحاب القوات الأجنبية
وفي يونيو الماضي، حذرت وكالات استخبارات من تجدد العنف الإرهابي وظهور ما يسمى بدول «الخلافة» في جميع أنحاء غرب أفريقيا حيث يستغل تنظيما «داعش» و«القاعدة» وميليشيات أخرى انسحاب القوات الأجنبية، حسبما أفادت صحيفة «التايمز» البريطانية آنذاك.
وبحسب التقرير، بعد سنوات من الحرب في أفغانستان والعراق وسوريا، أعادت الجماعات المتطرفة والجماعات التابعة لها تجميع صفوفها في منطقة الساحل الغربي الأفريقي، لا سيما بعد أن علقت فرنسا، التي كانت القوة الغربية الرئيسية في المنطقة، المساعدات العسكرية لمستعمرتها السابقة (مالي).
يأتي ذلك فيما أشار خبراء دوليين إلى تأثير جائحة فيروس كورونا المستجد على على النشاط الإرهابي، لافتين إلى أن عمليات الإغلاق وخاصة إغلاق الحدود في أوروبا وغيرها من المناطق غير الخاضعة للنزاعات، أدت إلى إبطاء حركة وتجمع الناس «مع زيادة خطر التطرف عبر الإنترنت».
وحذر الخبراء من أن الهجمات ربما تم التخطيط لها في مواقع مختلفة أثناء الوباء، وسيتم تنفيذها عند تخفيف القيود.