جابر طايع: إدراك العلاقة بين العمل والعبادة يحقق الصلاح والإصلاح
قال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني السابق بوزارة الأوقاف، إن الشريعة الإسلامية بمنهج وسطي متكامل، يقيم التوازن في حياة الناس بين العبادة والعمل، ويحرص على ما ينفعهم في عاجلهم وأجلهم، ومعاشهم ومعادهم.
وأضاف طايع في خطبة الجمعة من مسجد السلطان حسن، التي جاءت تحت عنوان "من دروس الهجرة النبوية "المسجد والسوق والعلاقة بينهما"، أن النبي "صلى الله عليه وسلم" بعد هجرته المشرفة، واستقراره بالمدينة المنورة، هو بناء المسجد، وإقامة السوق؛ ليكونا أول قواعد بناء الدولة، ليؤكد على معنى العلاقة بين العبادة والعمل، ففي المسجد يربى المسلم على تقوية علاقته بخالقه، كما أن المسجد مصدر لبث روح التآلف بين الناس، وتعميق معاني الأخوة، والألفة والرحمة بينهم.
وأوضح طايع، أن السوق أهميته كبيرة في الاقتصاد لبناء الدول؛ مشيرا إلى حرص النبي " صلى الله عليه وسلم" أن يكون مجتمع المدينة مجتمعا متوازنًا لا يطغى فيه شيء على حساب شيء آخر، فيؤدي فيه المسجد دوره الديني والتعليمي، ليتحقق إعمار الدنيا بالدين،
وأكد طايع أن النبي كان يتفقد السوق بنفسه، ويتابع حركة البيع والشراء، ويوجه الناس إلى ما فيه صلاح حالهم، لفتا إى أن هناك في الفقه الإسلامي ما يعرف بالولاية على الأسواق؛ للرقابة عليها، ومنع وقوع الغش، واحتكار البضائع، وغير ذلك من المخالفات.
وشدد على ضرورة إدراك العلاقة بين العبادة والعمل، حتى يتحقق لدنيانا الصلاح والإصلاح، ونحقق مفهوم الإسلام الشامل، الذي يحمل الخير للبشرية كلها؛ وذلك تأسيا بالنبي الكريم "صلى الله عليه وسلم" الذي كان يدعو ربه "عز وجل"، فيقول: "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي".