«قصة صورة» لـ طه حسين وزوجته الفرنسية: «تكتب ما يمليه عليها»
جمعت صور عديدة الأديب الراحل طه حسين بزوجته الفرنسية سوزان بريستو، التي عرفت قصتهما بأعظم قصص الحب وأطلق عليها "الحب المستحيل"، نظرا لكونه كفيفا وهي فتاة فرنسية بعيون ملونة، واختلافات أخرى كالديانة والمستوى الاجتماعي، وغيرها من الأمور كرفض عائلتها للزواج منه، إلا أنهما أحبا بعضهما البعض وتزوجا عام 1917، واستمر هذا الزواج لمدة 56 عاما، حتى وفاته.
ومن بين هذه الصور، تلك اللقطة لـ طه حسين وزوجته الفرنسية تجلس بجواره بإحدى الحدائق، وتظهر بريستو ممسكة بورقة وقلم وتكتب ما يمليه عليها بتركيز شديد، إذ كانت تساعده كثيرا في الكتابة، كما كانت تقرأ الصحف والمجلات له فضلا عن الكتب والأشعار، وتصطحبه في نزهات للمشي والجلوس في الطبيعة، وكان دائما ما يقول لها "بدونك أشعر أني أعمى حقا، أما وأنا معك، فإني أتوصل إلى الشعور بكل شيء".
وعندما رحل هو عن العالم، كتبت هي تقول: "ذراعي لن تمسك بذراعك أبدا، ويداي تبدوان لي بلا فائدة بشكل محزن، فأغرق في اليأس، أريد عبر عيني المخضبتين بالدموع، حيث يقاس مدى الحب، وأمام الهاوية المظلمة، حيث يتأرجح كل شيء، أريد أن أرى تحت جفنيك اللذين بقيا محلقين، ابتسامتك المتحفظة، ابتسامتك المبهمة، الباسلة، أريد أن أرى من جديد ابتسامتك الرائعة".
بعدما اعترف طه حسين لسوزان تريستو بحبه لها في خطاب، قائلا: اغفري لي لا بد أن أقول لك ذلك فأنا أحبك"، فكان ردها متوقعا بالنسبة له، قائلا بحزن شديد: إنني أعرف ذلك جيدا، وأعرف جيدا كذلك أنه مستحيل.
إلا أن عمها تدخل في الأمر ونصحها أن تفكر جيدا وقال لها: لا تخافي، بصحبة هذا الرجل يستطيع المرء أن يحلق بالحوار، ما استطاع إلى ذلك سبيلا، إنه سيتجاوزك باستمرار، وبالفعل أعادت سوزان تريستو التفكير في الأمر ووافقت على الزواج منه رغم اعتراض أهلها.