تفاصيل قضية اتهام نجيب محفوظ بسب وقذف العائلة
كشف الكاتب الصحفي أيمن الحكيم، عبر كتابه "حضرة المتهم نجيب محفوظ" وثائق القضية 12137 لسنة 98 جنح الدقي، وتفاصيل ما تعرض له عميد الرواية عبر صدور مذكراته التي كتبها "رجاء النقاش"، وأحدثت دويا شديدا، بما تضمنته من آراء وذكريات ووقائع كشف عنها محفوظ لأول مرة.
المذكرات التي حملت عنوان "نجيب محفوظ.. صفحات من مذكراته وأضواء جديدة على أدبه وحياته" قوبلت بنوعين متباينين من ردود الأفعال، ففى حين احتفي بها الشعاق المحفوظيون، واعتبروها شهادة صادقة وجريئة على مشواره الأدبي والإنساني، فإنها في المقابل أثارت عاصفة من الغضب وخاصة في أوساط الناصريين، الذين لم يعجبهم أراء محفوفي الثورة وزعيمها، واعتبروها شهادته مجروحة بحكم ميوله الوفدية الطاغية التي عكرت نظرته للثورة وإنجازاتها ونجاحاتها.
انضم إلى صفوف الغاضبين بعض من أسرة أديبنا الكبير، والذين أزعجتهم صراحته وجرأته واعترافته الصادمة، وكا دزءا منها شخصيا يرتبط بعلاقته العائلية، ولم يكن الغضب مكتوما، بل تطور إلى دعوى قضائية أقامها المهندس محمود الكردي ابن شقيقة نجيب محفوظ، الذي فسر بعض العبارات الواردة في المذكرات تفسيرا غير بريء.
واعتبر أن ما قاله في أحد الوقائع التي رواها سبا وقذفا يستدعي جرجرة خاله إلى المحكمة لتأديبه وتهذيبه.
وأشار الحكيم إلى أن "المهندس محمود الكردي قال في دعواه التي نظرتها محكمة جنح الدقي في القضية 12137 لسنة 1998 أن ماورد على لسان خاله في صفحتي 16،20 من المذكرات هي عبارات سب وقذف تقع تحت طائلة القانون، لأنها خدشت سمعة عائلته وأساءت إليها، ولذلك فإنه يطالب بمعاقبة المتهم الذي هو نجيب محفوظ وناقل كلماته رجاء النقاش وإلزامه بتعويض مؤقت قدره 501 جنيه مصري.
أما ما اعتبره المهندس الكردي سبا وقذفا في حقه وخدشًا لعائلته فهي حكاية حكاها محفوظ، وكان يروي فيها واقعة حدثت يوم وفاة والدته، وألمح بما يشتهر عنه من حب للدعابة "سرقة أعليه" وقعت في أعقاب هذا الرحيل، حيث جاء أولاد أخته إلى بيتها لتقبل العزاء، اتسولوا على كثير من الصور والأوراق الشخصية ليحتفظوا بها.
ويتابع الحكيم: "والواقعة الثانية كان يعترف بالمصدر الذي أوحى إليه بأشهر شخصياته الدرامية، وهي شخصية سي سيد والتي جسدها الفنان يحيي شاهين باقتدار بالغ، حيث أكد أن مصدر الشخصية أقتبسه من زوج شقيقته زيبن الذي هو والد المهندس الكردي، إذ كان رجلا صعيديا من أصل كردي ويتميز بالغلظة والخشونة وسطوة الرأي، في حين أن الوجه المقابل لشخصية سي سيد وهو حبه للفن والحياة فقد اقتبسه من والده هو".