موقع إيطالى: النظام الإثيوبى يتبنى مواقف متشددة من الكراهية العرقية والإبادة الجماعية تجاه تيجراى
قال موقع "فارودي روما"، الإخباري الإيطالي، إن الحرب في إثيوبيا تحولت إلى حالة من الفوضى والعنف الدموي والصراع العرقي الذي قد يهدد الدولة بأسرها ومكانتها في القرن الإفريقي إذا استمر حتى الأيام القليلة القادمة، مشيرًا إلى أن النظام الإثيوبي يتبنى مواقف متشددة من الكراهية العرقية ويدعو إلى الإبادة الجماعية في إقليم تيجراي شمال البلاد، في حين يرفض أن يستجيب لدعوات الحوار والسلام من قبل القيادات الدينية في أديس أبابا والقادة السياسيين في العالم.
وأوضح الموقع أن الوضع الحالي الذي تشهده إثيوبيا يستوجب على الحكومة الفيدرالية الإثيوبية والقيادة الوطنية في أمهرة أن تتبنى نهجًا أكثر اعتدالًا يهدف إلى فتح الحوار الوطني، ولكن يبدو أنهما لا ينويان بدء المفاوضات، ويرفضان مسئولية تجنب كارثة كاملة محتملة، رافضين تصوير المجتمع الدولي كحليف من أجل السلام.
وأضاف الموقع الإيطالي: "إن وقت الاستجابة لدعوات السلام والحوار قصير الآن والأحداث تتطور بسرعة، وإذا لم تجلس الأطراف المتحاربة إلى طاولة المفاوضات في غضون أسبوعين، فإن سيناريوهات مختلفة ستفتح كل شيء موجه نحو الفوضى والعنف وتطرف القوميات المختلفة"، لافتا إلى أنه اذا استمرت الفوضى والعنف بحلول منتصف أغسطس ستصبح قارة إفريقيا مهددة بأن تفقد دولة إثيوبيا بالكامل.
واستنكر الموقع شن النظام الإثيوبي دعوات ضخمة لما وصفه بـ"التعبئة العامة للدفاع عن الوطن" التي أطلقها رئيس الوزراء الإثيوبي، ورئيس أمهرة أجيجنهو تيشاغر، ووصفتها بأنها لا تنعم بالنجاح المأمول.
وتابع: "تتحدث وسائل الإعلام الموالية للحكومة عن آلاف الشباب الذين يصطفون للالتحاق بالجيش الفيدرالي لقوة الدفاع الإثيوبية، وأنهم على استعداد لسفك دمائهم للدفاع عن إثيوبيا ضد ما يعتبره الخطاب الفاشي للحكومة عدوًا خارجيًا، وهم 7 ملايين مواطن إثيوبي يعيشون في أقصى شمال المنطقة".
صراع دموي ينتشر كالنار في الهشيم في جميع أنحاء البلاد
وواصل: "تُظهر التليفزيونات الحكومية والخاصة الخاضعة لسيطرة قيادة أمهرة القومية صبية- تتراوح أعمارهم بين 18 و 22 عامًا- وهم مبتسمين ويلوحون قبل تحميلهم في شاحنات ونقلهم إلى معسكرات عسكرية لتلقي التدريب، وتنظر إليهم الحكومة على أنهم الجنود الفيدراليون المحتملون في المستقبل الذين سيشاركون في الصراع الدموي الذي شنته قبل 9 أشهر على تيجراي وأصبح الآن لينتشر كالنار في الهشيم في جميع أنحاء البلاد".
ووصف الموقع دعوات الحكومة لحشد الشباب والأطفال للمشاركة في الحرب في تيجراي بأنها "محزنة للغاية"، مشيرا إلى أن النظام الإثيوبي يطلق تلك الدعوات تحت الشعار المخادع "نداءات إثيوبيا" من أجل "الاصطفاف للدفاع عن الوطن والتعبير عن ولائهم له"، حسب زعمها، كاشفا عن أن الحكومة تستغل حاجة الشباب للعمل في ظل ارتفاع معدلات البطالة الشديد وتدعوهم للقتال.
النظام يستغل حاجة الشباب للطعام والعمل ويدعوهم للقتال تحت مزاعم وطنية
واستكمل الموقع: «تقدم المعلومات والشهادات التي جمعتها التقارير الإعلامية حقيقة خفية من الضجة الدعائية في إثيوبيا الكبرى، والتي هي أكثر حزنا من صور الجنود الصغار في ساحات أديس أبابا، حيث يقول معظم الشباب الذين تمت مقابلتهم من قبل رويترز إنهم يتم تجنيدهم استغلالا لحاجتهم للطعام والعمل».
وقال شاب يبلغ من العمر 18 عاما من أوروميا لرويترز: "لقد تم تجنيدي في الجيش الوطني لأنني كنت عاطلا عن العمل لمدة ثلاث سنوات، والآن على الأقل سأحصل على وظيفة".
وأوضح الموقع أن معدل البطالة في إثيوبيا يبلغ 21.60%، حيث تشير التقديرات في الواقع إلى أن واحدًا من كل 10 شباب عاطل بشكل مزمن عن العمل، وأن 4 من كل 10 شباب عاطلون عن العمل لفترات طويلة.
وفقًا لمكتب عمدة أديس أبابا، تم تجنيد 3000 شاب فقط حاليًا في صفوف الجيش الفيدرالي، حتى في منطقة أمهرة، حيث يحتدم القتال، فإن عدد المجندين الجدد أقل بكثير من التوقعات، ما دفع العديد من المجندين الجدد في أمهرة إلى اختيارهم بالقول إنهم يريدون إيقاف "الإرهابيين التيجرايين".