بايدن تعلم من اخطاء "أوباما"
مرشحة سابقة للكونجرس: الإخوان استخدمت الدين لتضليل الشعب التونسي ونشر العنف والإرهاب
قالت داليا العقيدي، كبيرة الباحثين في مركز السياسات الأمنية للأبحاث في واشنطن ومرشحة سابقة عن الحزب الجمهوري للكونجرس، إن الإخوان فشلوا فشلا ذريعا في محاولتهم بناء دولة مؤسسية في تونس، واستخدموا شعاراتهم الدينية لسرقة البلد بأكمله وتضليل الشعب ونشر الفساد والعنف والإرهاب فيها، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن تعلم من أخطاء سلفه الرئيس السابق باراك أوباما الذي وقف إلى جانب الجماعة ضد إرادة الشعب المصري في 2013، بحجة واهية وهي “الدفاع عن الديمقراطية”.
قرارات "سعيد" أنهت فوضى الإخوان ومنعت حرب أهلية محتملة
وشددت العقيدي، في مقالها على صحيفة “آراب نيوز”، على أن حكومة “النهضة”، الذراع السياسي لجماعة الإخوان في تونس، هي المسئولة عن معاناة الشعب التونسي وتدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية والصحية في البلاد، ما أدى إلى زيادة معدلات البطالة وزيادة أسعار الغاز والوقود والمواد الغذائية، معربة عن كامل تأييدها لسلسلة القرارات التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد، بدءا من الأحد الماضي- بتجميد عمل كل سلطات مجلس النواب برئاسة رئيس الحركة الإخوانية راشد الغنوشي وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي- واعتبرتها أنها أنهت حالة الفوضة التي تسببت فيها الإخوان ومنعت حرب أهلية محتملة.
وأضافت “لم يكن أمام الشعب التونسي اليائس خيارا سوى الانتفاض ضد الظلم والفساد، مثلما ثار على الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي قبل 11 عامًا، وهذه المرة، انتفض ضد جماعة الإخوان المسلمين، المتمثلة في حزب النهضة، التي فشلت فشلاً ذريعاً في محاولاتها لبناء دولة مؤسسية”.
وتابعت “لم تذهب صرخات الشعب عبثًا، إذ سارع الرئيس التونسي قيس سعيد إلى الاستجابة لمطالب شعبه، معلنا عن إجراءات تصحيحية صارمة لإنهاء الفوضى الهيكلية ومنع حرب أهلية محتملة، إذ أسدل سعيد الستار على المسرحية الأخيرة لممثلين مروعين استخدموا شعارهم الديني لسرقة بلد بأكمله، واستند إلى سلطات الطوارئ الممنوحة له بموجب دستور البلاد لإقالة الحكومة الإخوانية لفشلها في مهامها”.
"النهضة" تكرر سيناريو الإخوان في مصر
ونوهت العقيدي، وهي مراسلة صحفية سابقة في البيت الأبيض، إلى أن جماعة الإخوان في تونس تكرار السيناريو المصري لعام 2013، عندما تم عزل محمد مرسي، مضيفة أن امتناع واشنطن عن وصف الأحداث في تونس على أنها “انقلاب” يعد خيبة أمل كبيرة للدول التي كانت تعتمد على حزب النهضة كقوة مهمة للإخوان في المنطقة بعد فشلها في مصر والسودان والأردن.
وقالت السياسية البارزة لقد فوجئت واشنطن بالتطورات السياسية في تونس، لكن الإدارة الأمريكية لم تقفز للدفاع عن الجماعة وامتنعت عن وصف الأحداث بأنها انقلاب. يوم الاثنين (اليوم التالي لقرارات قيس سعيد) حيث قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي للصحفيين إن البيت الأبيض لم يتخذ قرارًا بشأن ما إذا كان انقلابًا، مضيفة أنه يريد من وزارة الخارجية إجراء تحليل قانوني.
“بايدن” تعلم من أخطاء سلفه “أوباما” بشأن الإخوان
وبينت أن الرئيس الأمريكي جو بايدن تعلم من خطأ الرئيس السابق باراك أوباما، عندما وقف إلى جانب جماعة الإخوان في عام 2013 ضد إرادة الشعب المصري، مما أحدث شرخًا في العلاقات بين البلدين في ذلك الوقت.
ولفتت إلى أن وزير الخارجية أنطوني بلينكين تحدث إلى الرئيس سعيد وشدد على دعم أمريكا للشعب التونسي في مواجهته للتحديات المزدوجة المتمثلة في أزمة اقتصادية ووباء فيروس كورونا، بحسب المتحدث الرسمي نيد برايس، الذي أضاف أن واشنطن ستواصل مراقبة الوضع والبقاء على اتصال.
الفساد والتطرف والإرهاب.. أسلوب الإخوان في الحكم
وتابعت “يحتاج بايدن وحزبه الديمقراطي إلى فهم مخاطر جماعة الإخوان، التي أثبتت من خلال تجاربها القصيرة في أجزاء مختلفة من المنطقة أن أسلوبها في الحكم يقوم على التهميش والفساد والتطرف والإرهاب باسم الديمقراطية” وواصلت “لا يوجد أعضاء معتدلون في هذه الجماعة المتطرفة التي تستخدم الدين لتضليل الناس وإجبارهم على اتباع ايدلوجيتهم”.
ودعت “العقيدي” الولايات المتحدة بأن لا تتجاهل إرادة ومطالب الشعب التونسي الذي احتج على الفساد والفقر والقمع السياسي، وأبدوا كلمتهم عندما رفضوا دعوات رئيس مجلس النواب راشد الغنوشي للانضمام إليه خارج مبنى البرلمان الساعة الثالثة فجرا للدفاع عن حزب النهضة ضد ما وصفوه بـ"الانقلاب".
واختتمت مقالها: “تنتظرنا تحديات جدية في الوقت الذي تسعى فيه تونس إلى تشكيل حكومة جديدة لخدمة الشعب، وتقود البلاد بعيدًا عن 10 سنوات من الاضطرابات في عهد النهضة، ولدى إدارة بايدن فرصة ذهبية لاتخاذ قرار صحيحا في الشرق الأوسط من خلال الضغط على اللاعبين الرئيسيين الذين يدعمون جماعة الإخوان للامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية لتونس، والسماح للتونسيين بتحديد مستقبلهم”.