سيرة الظاهر بيبرس برؤية بيرم التونسى على طاولة قصر ثقافة الأنفوشي
يستضيف قصر ثقافة الأنفوشي بالإسكندرية٬ في السابعة من مساء الثلاثاء الموافق 3 أغسطس المقبل٬ لقاء مفتوح في أمسية ثقافية بعنوان "سيرة الظاهر بيبرس برؤية بيرم التونسى"٬ ومناقشة لكتاب "أشعار بيرم التونسي في سيرة الظاهر بيبرس"، والتي ينظمها الصالون الثقافي للشباب التابع للإدارة المركزية للشئون الأديبة والمسابقات بالمجلس الأعلى للثقافة بالتعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة.
هذا ويشارك في اللقاء كلا من: حفيد الشاعر الكبير بيرم التونسي٬ المستشار محمود بيرم التونسى نائب رئيس النيابة الإدارية بالإسكندرية٬ والكاتب سيـد مهـدى عـنبة مؤلف الكتاب والباحث فى سيرة الظاهر بيبرس.
وحول بيرم وحياته ومنجزه الأدبي والشعري٬ وتجربة النفي خارج مصر مرتين٬ وعمله الأضخم "سيرة الظاهر بيبرس" قال الكاتب والمؤرخ الأدبي سيد عنبة لــ"الدستور": بيرم التونسي معروف لدى الغالبية العظمى من أبناء هذا الجيل بأغانيه التي تغني بها كثيرون٬ وعلى رأسهم كوكب الشرق أم كلثوم٬ والموسيقار محمد عبد الوهاب.
وعن إبداعات بيرم التونسي الأخري تابع "عنبة": في الحقيقة الأغاني ألفها التونسي لأم كلثوم وعبد الوهاب وغيرهما٬ لا تمثل سوى جزء من إبداع بيرم والمتمثل في: الأزجال٬ وقد جمع منها حتي الآن أكثر من 471 زجلا. الأوبريتات الإذاعية والمسرحية وأشهرها أوبريت "شهرزاد" والذي قام بتلحينه خالد الذكر سيد درويش. أوبريت "عزيزة ويونس" الذي استوحي بيرم قصته من الملحمة الشعبية العربية السيرة الهلالية٬ المعروفة بــ"سيرة بني هلال" والتي جرت أحداثها إبان الدولة الفاطمية في مصر٬ وقد تم بث هذا الأوبريت عبر الإذاعة المصرية في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي.
وأضاف "عنبة" موضحا: من أعماله النثرية: المقامات٬ سيد ومراته في باريس٬ الفوازير. كما له أيضا العديد من الأعمال السينمائية التي شارك فيها بكتابة سيناريو وحوار وأغاني الأفلام البدوية والتاريخية. كما خاض أيضا تجربة المقالات الصحفية والمونولوجات٬ والقصة القصيرة.
و لماذا تعتبر سيرة الظاهر بيبرس العمل الأضخم والأعظم في مسيرة التونسي والتي صدرت للكاتب سيد عنبة في جزئين تابع: السيرة الشعبية للظاهر بيبرس التي قدمتها الإذاعة عام 1960 في حلقات مسلسلة علي جزأين٬ الجزء الأول ضم 100 حلقة٬ وزمن الحلقة نصف ساعة. أما الجزء الثاني فكان يضم 88 حلقة زمن الحلقة الواحدة ربع ساعة.
والحقيقة إذا تأملنا هذه السيرة٬ يزداد انبهارنا بالموضوعية المعرفية للعبقري بيرم التونسي في علوم شتي٬ فنراه مستوعبا جيدا لأحداث التاريخ٬ وعارفا بجغرافية المنطقة التي دارت فيها الأحداث٬ ومحللا لسيكلوجية الأشخاص والجماعات التي أتي ذكرها في السيرة٬ ومطوعا وناحتا للكلمات كي تعبر عن المواقف الدرامية٬ وأشياء كثيرة لا يمكن أن تتوفر في شخص واحد إلا إذا كان عبقريا وبيرم التونسي كان كذلك.
وتعتبر هذه السيرة آخر أعماله٬ حيث كتب في مذكراته بتاريخ الأول من يناير 1961 أي قبل وفاته بأربعة أيام: "عسى أن يمتد بي الأجل حتي أقوم باستكمال هذه الملحمة٬ وبهذا تنتهي حياتي مكافحا كما بدأت مكافحا٬ إذ لا أنتوي أن أقوم بعدها بأي عمل إلى أن ألقي ربا كريما."
وحول وصفه لسيرة الظاهر بيبرس بأنها أعظم وأضخم أعماله أكد سيد عنبة: لا أكون مبالغا إذا قلت ذلك٬ فالواقع أن سيرة الظاهر بيبرس تعتبر أعظم أعماله علي الإطلاق٬ حيث تتضمن مجموعة هائلة من الأشعار والأزجال والأغاني٬ ضمن السياق الدرامي لأحداث السيرة. ففي الجزء الأول منها كتب بيرم ما يقرب من 300 قطعة شعرية بالإضافة إلي 100 أغنية٬ وفي الجزء الثالث كتب ثلث هذا العدد. وظلت هذه السيرة بعد إذاعتها حبيسة الأشرطة التي سجلت عليها٬ إلي أن وفقني الله وقمت بتفريغ محتوي حلقاتها٬ وكتابتها علي الورق. ومن ثم قمت بتقسيم هذه المادة إلي ثلاثة أجزاء٬ في كل جزء يعالج مرحلة معينة من حياة بطل السيرة. وبعدها تم تسليم نسخة إلي الهيئة المصرية العامة للكتاب في نوفمبر 2018 وقد صدر بالفعل الجزء الأول وفي انتظار الجزئين الثاني والثالث.
وعن مدى تشابه مسيرة بيرم التونسي الحياتية بالظاهر بيبرس٬ اختتم سيد عنبة مؤكدا: تشابه الاثنان في أن كل منهما تعرض للغربة والبعد عن أهله٬ فالظاهر بيبرس خطف من أهله وبيع في أسواق النخاسة٬ في الأسواق وعاش حياة قاسية قبل أن يصبح أميرا ثم سلطانا.
وبيرم التونسي أيضا نفي وشرد عن أهله في مصر سنوات طويلة وصلت إلي 18 سنة وفي النهاية أصبح أميرا لشعراء العامية.