قدّم الست وحاول منع سي محمد.. حكايات أشهر متعهد حفلات في مصر
كل أصحاب الفرق والفنانين كانوا يتوددون إليه، والنقود تنهال عليه بغير حساب، وبلغ أن جميع الفرق والفنانين كانوا يعملون له ألف حساب، فإذا أحب انهاء فرقة فبين ليلة وضحاها لا يكون لها اثر، هو صديق أحمد والذي كان اشهر متعهد حفلات غنائية في مصر، ولقبته الصحافة بسلطان شارع محمد علي، وكانت مجلة الكواكب قد أجرت معه حوارا نادرا ذكر فيه الكثير من التفاصيل الخاصة بكبار النجوم.
قدم أم كلثوم وجنى من ورائها مبالغ طائلة
حكى المعلم صديق أحمد حكايته مع أم كلثوم فقال:" كان لي أتباع يعاونونني على توزيع تذاكر الحفلات التي أستأجرها، وكان من بين هؤلاء الأتباع ساع بوزارة الزراعة اسمه الشيخ محمود ابوزيد، وجاءني مرة ليقول لي:" لقد سمعت عن مطربة من الأرياف تغني التواشيح فاتفقت معها على أن تحيي حفلة بحي المناصرة فهل تحضر لتسمعها؟"، ولبيت دعوة الشيخ أبوزيد، وذهبت إلى مكان الحفل، فوجدت فتاة صغيرة السن تلبس العقال العربي وحولها ثلاثة مشايخ يقومون بدور البطانة، وكان صوتها جميلا وهي تنشد القصائ والمدائح النبوية، وأعجبني صوتها جدا، وتقدمت إليها مهنئا وعرفت ان اسمها ام كلثوم وأن أحد الشيوخ الثلاثة هو والدها، والثاني شقيقها خالد، والثالث من اقاربها، واتفقت معها على إحياء حفلة على مسرح البرنتانيا القديم، مقابل ثمانية جنيهات، وكان نجاح هذه الحفلة أكبر مشجع لي على أن أتعاقد معها على إحياء حفلين كل اسبوع واستأجرت لها صالة "سانتي" المواجهة للباب البحري لحديقة الأزبكية، وكنت استأجر الصالة مجانا مقابل أن اترك أرباح المشروبات لصاحبها وكانت ارباحي لا تقل عن 150 جنيها أسبوعيا من حفلات أم كلثوم، واشهد أن أم كلثوم لم تكن تهتم بالمال في ذلك الوقت، ولقد مضيت أعمل متعهدا لحفلاتها مدة 16 عاما جمعت من ورائها ثروة ضخمة جدا".
غامرت وعمل مع يوسف وهبي
حين عاد يوسف وهبي من أوروبا وكون فرقة رمسيس عام 1923 حاول أن يتفق مع المتعهدين ليعملوا معه لكنهم رفضوا جميعا خوفا من الخسارة فإن الجمهور في ذلك الوقت كان يميل للغناء والتمثيل الفكاهي، أما أنا فقد ذهبت لمقابلته ولممست من حديثه أنه سيقدم شيئًا جديدا غير مألوف لدى الجمهور، ولما كنت اعرف بحكم خبرتي أن الجمهور يميل لكل جديد فقد تعاقدت معه وكسبت من عملي معه مبالغ طائلة.
أعلن الحرب على عبد الوهاب
كان محمد عبد الوهاب قد بدأ يلمع كمطرب بعد أن اصبحت أم كلثوم مطربة ناجحة بفضل يقبل الجمهور على حفلاتها، وخشيت أن يصبح هذا المطرب خطرا على أم كلثوم فقررت أن أحاربه، فكنت استأجر جميع مسارح القاهرة وأغلقها بالضبة والمفتاح في الأيام التي تغني فيها أم كلثوم وبهذه الطريقة قضيت على منافسة عبد الوهاب لها، وإن كان اسم عبد الوهاب قد ازداد بريقا.