وجوه لا تُنسى| بهيجة علي.. اشتهرت بدور الدميمة وتزوجت سجاناً
يعقد الكثيرون المقارنة بينها وبين الفنانة الراحلة حنان الطويل٬ والتي اشتهرت بأداء أدوار الراقصة "كولونيا" في فيلم عسكر في المعسكر٬ والتي عُرف عنها أنها كانت في الأصل رجل لكنها تحولت إلي أنثي. يعرفها متابعي أفلام الأبيض والأسود خاصة من الأجيال السابقة٬ من خلال أداء أدوار٬ السيدة ذات الملامح القبيحة لكنها دائما ما تقدم نفسها كفاتنة الفاتنات. إنها الفنانة "بهيجة محمد علي" وقد اشتهرت وعرفت باسم ماري باي باي٬ والتي تحل اليوم ذكرى ميلادها الرابعة بعد المائة.
ومن أجمل وأشهر "أفيهاتها" التي يتذكرها الجميع ويضحكون في كل مرة يسمعونها٬ جملتها في فيلم "مطاردة غرامية" من بطولة فؤاد المهندس وشويكار٬ حسن مصطفي ومديحة كامل وعبد المنعم مدبولي٬ وهي تصيح صارخة في الدكتور "خشبة" وهو يتحرش بها في الشارع ممسكا بساقيها: "تعالي هنا يا معدوم الضمير٬ يا معدوم النساء٬ يا عسكري"، فمن هي هذه الفنانة التي أدت دور السيدة التي يهرب منها الدكتور خشبة؟
في كتابه "وجوه لا تنسي" يقول الناقد السينمائي محمود عبد الشكور عنها: "تخصصت في دور واحد فقط قصير هو المرأة الدميمة، والمعلومات عنها قليلة لا نعرف بالضبط لماذا أطلقوا عليها ماري باي باي٬ بينما اسمها الحقيقي في أكثر من مصدر "بهيجة محمد علي" ولدت عام 1917 وتوفيت 1997 وربما توفيت بعد هذا التاريخ٬ لأن المعلومات عنها غير مؤكدة٬ آخر أفلامها "الراية حمرا" مع أشرف فهمي٬ اكتشفها يوسف وهبي بإجماع المصادر والتي تقول عنها إنها عملت سجانة في مصلحة السجون٬ وبعضها يقول إنها بدأت حياتها الفنية كراقصة، لا شك عندي في أن حياتها وتفاصيلها تصلح فيلما٬ امرأة ترتزق من الدمامة الحقيقية أو الافتراضية".
ويتابع محمود عبد الشكور عن الفنانة بهيجة محمد علي: "ذات يوم في صيف 1995 كنت مع أحد أصدقائي نجلس على مقهى الشمس٬ في ذلك الممر السحري الذي يربط بين شارع 26 يوليو وشارع التوفيقية٬ فجأة وجدت ماري باي باي أمامي٬ مجرد عجوز تتعثر في ملابس متواضعة وملونة٬ علي وجهها ماكياج صارخ٬ وشعرها مصبوغ بلون أصفر٬ في أول لحظة فكرت أن أصافحها٬ وأقول لها إنني أعرفها٬ أذكرها بأفلام معينة٬ ربما وافقت على حوار صحفي مختلف٬ من هي تلك المرأة التي تريد أن تبقي "دميمة لكي تعيش على عكس ما تفعل كل نساء الدنيا الجميلات والقبيحات على حد سواء؟" في اللحظة التالية تراجعت٬ تراءت أمامي كشبح أو كحطام إنسان٬ بدت كما لو كانت ذاهلة أو مكتئبة أو تائهة لا تعرف طريقها.
وفي كتابه "شخصيات مصرية" يذكر الكاتب المؤرخ الفني خطاب معوض، عن بهيجة محمد علي:
ماري باي باي كانت فى الأصل تعمل سجانة فى سجن النساء فى بداية حياتها، وتزوجت من سجان زميلها لكن حدث الانفصال بينهما، بعدها عملت كراقصة مع العوالم فى الأفراح و لم يخطر ببالها أن تعمل بالسينما ، قابلت الفنان يوسف وهبى أثناء تصوير فيلم "المهرج الكبير"٬ وطلبت العمل معه فأشركها ككومبارس فى هذا الفيلم.
انضمت لفرقة رمسيس المسرحية ثم عملت مع فرقة ثلاثى أضواء المسرح فى الستينيات، اشتركت فى ما يقارب الثلاثين فيلما، من أشهر الأفلام التى اشتركت بها: إسماعيل ياسين فى مستشفى المجانين، زوجة من باريس، مطاردة غرامية، البحث عن فضيحة، أهلا يا كابتن، سأكتب اسمك على الرمال، الراية حمرا.
ولدت مارى باى باى فى 29 يوليو 1917م و توفت فى 5 أكتوبر 1997م عن عمر تجاوز الثمانين عامًا.