«نصوص مجهولة».. هل اقتبست مى زيادة عناوين مؤلفاتها من الكتاب الأمريكيين؟
خلفت الأديبة اللبنانية مي زيادة بضعة عشر مؤلفًا عربيًا، وكان أول هذه المؤلفات "رجوع الموجة" الذي نشرته بعد أشهر قليلة من وصولها القاهرة عام 1911، وهو ترجمة لقصة فرنسية، وكان ثاني مؤلفاتها العربية هو "الحب في العذاب" وهو ترجمة أيضًا لكتاب "هجرة الفرنسيين إلى أمريكا"؛ إلا أن من النصوص التي اختفت لمي زيادة أو "إيزيس كوبيا" الاسم المستعار الذي أختارته لنفسها كانا نصين هما " الخيال على الصخرة" وهو كتيب صغير غير معروف، و"ليالي العصفورية" عن معاناة "مي" في مستشفى العصفورية ببيروت، وهو أيضًا من كتبها المفقودة، حيث لم يستدل عليهما أو حتى على تاريخ صدورهما؛ وهو ما أشار إليه الكاتب الكبير وديع فلسطين في كتابه من القطع الصغير "مي زيادة..حياتها وصالونها وأدبها"، الصادر عن دار ومطابع المستقبل بالفجالة والإسكندرية، و مؤسسة المعارف للطباعة والنشر ببيروت.
"ظلال على الصخرة".. كتاب لمي زيادة اختفى في ظروف غامضة
ولنبدأ من "ظلال على الصخرة" كتاب مي زيادة الذي اختفى في ظروف غامضة؛ كما لم يتسدل على تاريخ صدوره أيضًا، يتشابه في عنوانه مع رواية تحمل نفس الاسم صدرت عام 1931 للكاتب الأمريكي ويلا كاثر، كانت قد نشرت عام 1931؛ الأمر الذى يدفعنا للتساؤل عن هل اقتبست مي زيادة عنوان رواية "كاثر"؟؛ لنتتبع ما أشارت إليه الكتب التي تناولت سيرة حياة أشهر أديبات القرن العشرين.
وديع فلسطين يتسائل: هل تنقل مي زيادة أعمال أحد الروائيين الألمان ؟
للإجابة عن هذا التساؤل دعونا نعود إلى عام 1913، أي بعد مجىء مي زيادة إلى القاهرة برفقة والدها، نشر لها كتاب "ابتسامات ودموع" وهو كتاب ترجمته عن الكاتب الألماني "مكس مولر"، وقد أهدته مي زيادة إلى روح أخيها الذي توفى طفلًا، وأعيد إصداره في ترجمة منقحة عام 1922، هنا يتدخل الكاتب وديع فلسطين قائلًا: "إن مي ذكرت في يوم من الأيام بعد نشر كتاب "مولر" أن أحد الكتاب سألها بعد نشر ترجمتها: "أنت ناقلة مكس مولر إلى العربية أم هو ناقلك إلى الألمانية؟ "، هذا السؤال يكشف إضافة إلى ما ترجمته مي زيادة من أعمال عن لغات عدة إلى الحد الذي يجعلنا نتسائل هل اقتبست مي زيادة اسم روايتها المجهولة" ظلال على الصخرة" من الكاتب الأمريكي "ويلا كاثر" الذي اختفى في ظروف غامضة، ولم يستدل على تاريخ نشره إلى اليوم.
يذكر أن "ظلال على الصخرة" هي رواية للكاتب الأمريكي ويلا كاثر، نشرت عام 1931، و تغطي الرواية سنة واحدة من حياة سيسيل أوكلير ووالدها إيوكليد، المستعمرين الفرنسيين في كيبيك، مثل العديد من كتب كاثر، فإن القصة مدفوعة بصور مفصلة للشخصيات، بدلًا من حبكة سردية.