مثقفون عن ظاهرة انتشار الرواية التاريخية: مُواكب لرواجها عالميًا ومهمة لفهم الماضى
شهد العقد الأخير انتشارا ملحوظا في كتابة ونشر وتلقي الروايات التاريخية، كما لوحظ أن دورة معرض القاهرة الدولي للكتاب المنصرمة قبل أسابيع، شهدت وحدها صدور عشرات من الروايات التاريخية، نذكر من بينها روايات: ممالك الحب والنار للكاتب أحمد الحلواني، رواية صالة أورفانيللي للمستشار أشرف العشماوي، رواية يعقوب للمؤرخ الدكتور محمد عفيفي، رواية سبيل الغارق والمنتظر صدورها في نسختها الإنجليزية للكاتبة ريم بسيوني، وغيرها العديد من الروايات التاريخية.
وحول هذه الظاهرة وأسباب انتشارها ورواجها وإقبال القراء عليها كان لـ"الدستور" هذا اللقاء مع عدد من الكتاب والمبدعين لتحليلها.
في البداية تقول الكاتبة ريم بسيوني: لا يمكننا القول بأن الرواية مرجع تاريخي، فهي في النهاية رواية بها أشخاص وفيها أحداث ممزوجة بين الخيال والواقع، ولم يكن لدي أية مشكلة في كتابة الرواية التاريخية، فالبنسبة لي وخلال قراءاتي في التاريخ أري شخوصه حية أمامي يتصرفون كـ(بني آدمين) لهم نقاط ضعف وقوة، مما يجعل الأمر أسهل بالنسبة لي خلال الكتابة عنهم، كما لم يكن أمامي أي تحد خلال كتابة الشخصيات في أن يطغي التاريخ علي الرواية.
وتابعت "بسيوني": الرواية التاريخية مهمة جدا لأننا لو لم نفهم الماضي لن نستطيع التعامل مع الحاضر بانفتاح وفهم، تماما كما في رواية سبيل الغارق، حيث يقول بطلها "حسن": لا سكينة دون سلام مع الماضي. خاصة مع ازدواجية النظر إلي التاريخ التي ذكرتها، حيث نجد من يرفضون تاريخ مصر الفرعونية القديمة ويريدون إسقاطه، وهناك من ينظرون بهذه النظرة إلي تاريخ دخول العرب مصر وكونهم محتلين أو حتي التاريخ القبطي ..إلخ، فإذا أسقطنا أيا من هذه الفترات ونقول إنها غير مهمة ففي هذه الحالة لا يكون لدينا سلام مع تاريخنا، لهذا تأتي أهمية الرواية التاريخية التي تعطي الإحساس بالسلام مع تاريخنا وبالتالي القدرة علي البناء والإبداع.
ومن جانبه، قال الكاتب محمد بركة: قديما قالوا: حجة البليد مسح السبورة، والآن أصبحت الرواية التاريخية حجة الكاتب البليد! إنها، فيما عدا استثناءات قليلة جدا، قناع مثالي يتخفى وراءه المدعون وأنصاف الكتاب وعديمو المواهب فيصفعوننا بمئات الصفحات بين دفتي كتاب لا يحمل ذرة واحدة من الفن! لن أكتب رواية تاريخية، وإذا كتبتها ستكون على طريقتي وليس على طريق هذا الغثاء الذي يشبه غثاء السيل.
وبدوره يقول الروائي حمدي أبو جليل: ميزة الرواية أنها يمكن أن تستوعب الأنواع الأخرى، ثم إن لكل إنسان حكايته أو روايته التي لا يكف عن روايتها، هذا فضلاً عن الرواج والجوائز.
وعن انتشار كتابة وقراءة الرواية التاريخية يقول الروائي الشاب علي قطب: بالنسبة للرواية التاريخية فانتشارها عربيا مواكب لانتشارها عالميًا، وتعتبر قراءة للتاريخ بشكل جمالي كما أنها تجذب القراء لكني أرى أنه لا يجب الاعتماد على عليها كمرجع لمعرفة التاريخ.
وبدوره، أوضح الروائي تامر شيخون: أرى ظاهرة انتشار الرواية التاريخية أنه انعكاس طبيعي لثقافة التريند والسوشيال ميديا حيث يقوى تأثير المزاج الجمعي على القارئ، بينما يحاول بعض الكتاب تبين توجهات (الترند) العام والكتابة في مجال اهتمامات القارئ، على المدى الطويل يبقى العمل الأفضل والأكثر مصداقية وحرفية بغض النظر عن السائد وقت صدور العمل.