«حاصد الأرواح».. مأساة شاطئ النخيل «بعبع» الموت كل عام
شاطئ الموت، ارتبط اسم شاطئ النخيل بحالات الغرق والوفاة كل عام، بعد أن تجرف أمواجه ودواماته الجثث على سطحه، حتى تحول إلى بعبع الصيف كل عام، الأمر الذي أدى بالدولة إلى إغلاقه ومنع المواطنين من السباحة فيه، ولكن الغريب أن البعض من المواطنين على الرغم من ذلك يذهبون بأنفسهم إليه متسللين للعوم داخل مياهه رغم مخاطره المعروفة للجميع، وكأنهم ينطلقون إلى الموت المحقق بكامل رغبتهم.
هذا ما حدث بالأيام القليلة الماضية، حيث تمكن رجال الإنقاذ النهري التابع لقوات الحماية المدنية بالإسكندرية من انتشال عدد من الجثث من داخل مياه هذا الشاطئ، وصلت إلى ثلاثة، وذلك على الرغم من إغلاق الشاطئ تماماً ووضع لافتات عليه تدل على ذلك، لينضم هؤلاء الغرقى إلى حصيلة ما حصده شاطئ النخيل من أرواح مواطنين في الأعوام السابقة، لكي يقترن اسمه باسم شبح الموت.
أسباب جعلت هذا الشاطئ مميتاً
الدكتور حسن فؤاد الطيب، الرئيس السابق لجمعية الإنقاذ البحري، أوضح في تصريح له أن الحواجز الخرسانية هي المتسببة في حالات الغرق التي تحدث داخل شاطئ النخيل، موضحًا أنه من طبيعة البحار السحب للداخل، فأمواج البحر تتقدم للبر وتعود للداخل بقوة أكبر، وهذا السحب يكون شديداً بداية من منطقة العجمي وحتى النخيل.
وأضاف أن الحواجز الخرسانية المتواجدة، تسببت في زيادة حدة السحب لداخل البحر، وأشار إلى أن إجادة السباحة ليست دليلاً على ضرورة النجاة من السحب القوي، ولكن الأمر يحتاج إلى خبرة في السباحة، فمن الخطأ الإصرار على مقاومة السحب بل يجب أن يترك الشخص نفسه للأمواج وبعد 100 متر يجد نفسه قادرًا على العودة مرة أخرى للشاطئ لأن قوة السحب ستقل.
وتابع أن الحل يكمن في وضع مصدات التيارات البحرية والأمواج بطول الذراع الخرساني، وبذلك سيعمل على إضعاف قوة السحب بصورة كبيرة، ولكن يجب مراعاة أن تكون تلك المصدات غير محكمة الغلق حتى تسمح للمياه بالتجدد بشكل دوري.
أما عن غلق الشاطئ من عدمه فقد أكد اللواء جمال رشاد، رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية، أن شاطئ النخيل ما زال مغلقا حتى الآن، وعليه أكثر من 10 لافتات مكتوب عليها ممنوع النزول للشاطئ.
ووفقا للبروتوكول المبرم بين المحافظة وجمعية 6 أكتوبر التعاونية للبناء والإسكان، تكون جمعية 6 أكتوبر مسئولة مسئولية كاملة عن إدارة شاطئ النخيل، وإنشاء وتمويل حواجز الأمواج، فضلاً عن تعيين شركة الإنقاذ، كما ينص البروتوكول على استغلال الجمعية للمساحة الشاطئية للشاطئ، لمدة خمس سنوات، بقيمة تقدر بثمانية ونصف مليون جنيه تزداد 10% كل عام.
وكان العام الماضي قد شهد موت العشرات غرقاً في مياه شاطئ النخيل نتيجة «الدوامات» المتواجدة على الشاطئ، وتسبب سحب العائم إلى الداخل ويكون من الصعب معه العودة إلى الشاطئ مما يؤدي إلى الموت غرقاً.
ومن بين حوادث شاطئ النخيل "الموت" بالعام الماضي حادثة نزول أحد الأطفال إلى مياهه للسباحة وذلك برفقة والدته ليتعرضا للغرق سوياً، مما أدى إلى نزول 11 شاباً لإنقاذهم ليغرق بعد ذلك الجميع، وتبتلعهم أمواج هذا الشاطئ بعد أن جرفتهم داخله دوامات مياهه.
والجدير بالذكر أنه قد تقدم المهندس محمد فرج عامر، ببيان عاجل قدمه إلى الدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب، لتوجيهه إلى اللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية، عبر فيه عن أن هناك تقاعسًا من المحليات في إنقاذ بعض الغرقى، مؤكدًا أنه كان أول من أطلق على شاطئ النخيل وصف "شاطئ الموت" منذ 6 سنوات، وأنه تقدم بـ4 طلبات إحاطة على مدى 4 سنوات بسبب زيادة أعداد الغرقى في هذا الشاطئ.
كما حمل النائب مسؤولية حوادث هذا الشاطئ إلى الجمعية التي تديره، متهمًا إياها بالإهمال الجسيم، وموكدًا أن الحواجز الأسمنتية التي وُضعت لصد الأمواج رُكبت بشكل خاطئ، ما تسبب في إنشاء دوامات تلتهم المواطنين وزادت الأمر خطورة.
كما أوضح أن هذا الشاطئ كان مميزا جدًا، وبه مناظر نخيل جذابة، ولكن تم إهماله حتى أصبح بؤرة فاسدة فى المجتمع السكندري ويسيطر عليه البلطجية.
ويُذكر اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، قد أوضح أن نسبة الإشغال المسموح بها على شواطئ الإسكندرية حالياً 50% من الطاقة الاستيعابية، بينما تحرص المحافظة على زيادة تلك النسبة مع الالتزام التام بالإجراءات الاحترازية.