باحث سياسى: عجلة رحيل الإخوان عن النظام السياسى التونسى دارت
قال صلاح وهبة، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن الأزمة التونسية دخلت منعطفًا خطيرًا خلال الساعات الماضية في ضوء الاحتجاجات التي نظمها المتظاهرون التونسيون، وطالبوا فيها الحكومة بالتنحي وحل البرلمان وقاموا باقتحام مقرات عدة لحركة النهضة الإخوانية في مناطق.
وتابع في تصريحاته لـ«الدستور»، أنه جاءت تلك الاحتجاجات في ظل انهيار المنظومة الصحية التونسية جراء التفشي السريع لفيروس كورونا، وتدهور الوضع الاقتصادي والسياسي في البلاد، واستمرار الأزمة بين الرئاسات الثلاث منذ شهور، وعقب تطور الاحتجاجات التي اتسمت بالعنف في كثير من المناطق ترأس الرئيس التونسي قيس سعيد اجتماعًا طارئًا للقيادات العسكرية والأمنية، أصدر بعده قرارات بتجميد كافة اختصاصات المجلس النيابي، ورفع الحصانة عن كل أعضاءه، وتولي الرئيس رئاسة النيابة العمومية، وإعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي من مهام منصبه، مؤكدًا أن هذه القرارات تهدف لعودة السلم الاجتماعي، وإنقاذ الدولة التونسية، وهو ما رفضته حركة النهضة بالطبع واعتبرته انقلابًا على الدستور.
وأشار إلي أنه من المرجح أن تشهد الأيام القادمة تصعيدًا كبيرًا من جانب حركة النهضة ضد الرئيس قيس سعيد ومؤسسات الدولة، وفي مقدمتها الجيش التونسي بصفته القائم على تنفيذ القرارات الرئاسية، فضلًا عن سعي الحركة إلى خلق حالة من عدم الاستقرار والفوضى الأمنية في الداخل التونسي من خلال الاشتباكات مع المتظاهرين المناهضين للحركة، وانتشار عمليات السلب والنهب، بهدف دفع الأمور نحو الهاوية لتشكيل مناخ ضاغط على القيادة التونسية للتراجع عن قراراتها.
وشدد الباحث أن المؤكد هو عدم استسلام حركة النهضة واستجابتها لمطالب الشعب بسهولة، وهو ما يتطلب دعمًا كبيرًا من التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية للحركة التي تمثل الورقة الأخيرة لحكم الجماعة في المنطقة، والذي يعني سقوطها فشل المشروع الإخواني في المنطقة بأكملها.
وتابع أن ذلك يشير إلى احتمالية دفع التنظيم الدولي من خلال أذرعه السياسية والإعلامية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي على تصوير القرارات التونسية على أنها انقلابًا دستوريًا يقابله رفضًا شعبيًا بهدف تكوين ضغط دولي على قيس سعيد للتراجع، مؤكدًا أنه في جميع الأحوال وبغض النظر عن تحركات النهضة والتنظيم الدولي فإن عجلة رحيل الإخوان عن النظام السياسي التونسي قد دارت وأصبح رحيلهم وشيكًا.