فى ذكراه.. حكاية توفيق الحكيم مع الشعر: ديوان مجهول وقصيدة نثرية و10 نصوص بالفرنسية
34 عامًا مرت على وفاة الكاتب والأديب توفيق الحكيم، الذي رحل عن عالمنا في يوم 26 يوليو لعام 1987 بالقاهرة، والذي يعد أحد رواد الأدب العربي الحديث سواء في مجال الرواية أو الكتابة المسرحية.
والذي لم يعرفه الكثيرون أن لتوفيق الحكيم حكاية مع الشعر، رغم اعترافه في كتابه "سجن العمر" بأنه لم يتجه في شبابه إلى الشعر للتعبير عن عواطفه، لأن شيطان الفن عنده كان قد ارتدى ثوب التمثيلية قبل أن يلتفت إلى ثوب القصيدة الشعرية، ولما حل فيها كمن واستقر ولم يعد يفكر في الخروج إلى غيرها من أثواب وأشكال.
وحسب الكاتب أحمد سويلم في مقال له بجريدة "الأهرام" بعددها الصادر بتاريخ 6 نوفمبر 1998؛ فإن الحكيم ظل يطارد شيطان الشعر، وظل شيطان الشعر يطارده بين الحين والآخر، مستطردًا: يبدو أن مفهوم الشعر لدى الحكيم كان يعني ذلك التعبير الآتي من عمق الشعور لهذا وجدناه يبدع بعض أعماله بأسلوب شاعري يماثل أسلوب جبران خليل جبران أو صادق الرافعي أو إبراهيم المازني في عذوبته وطلاقته.
وفي كتاب "أشعار توفيق الحكيم" للكاتب الصحفي إبراهيم عبد العزيز كشف عن ملامح الجانب الخفي من شخصية الحكيم المبدعة، وساق المعركة التي دارت بينه وبين شعراء التفعيلة عامي 1985 و1986، والتي بدأها الحكيم باتهامهم بأنهم خارجون على الإبداع العربي الأصيل، منتمون إلى "إليوت" وشعراء الغرب، ويؤكد له شعراء التفعيلة عكس ذلك تماما، وانتهت المعركة باقتناع الحكيم برأيهم بعد أن قرأ أشعار فاروق شوشة وأبي سنة وأحمد سويلم، خرج قائلا: "لقد أحسن بعض زعماء الشعر الحر البارز اليوم بإرسال بعض نماذج من شعرهم الحر لأنظر فيه وأحكم بناء عليه، وعندما سمعت شاهد إثباتهم وأطلعت على نماذج من شعرهم وضحت أمامي القضية"، وبذلك خرج الحكيم من المعركة أكثر حبا للشعر والشعراء.
فجر الكاتب إبراهيم عبد العزيز مفاجأة قوية عنالحكيم، وهي ديوان مجهول له منشور باللغة الفرنسية في 21 نصًا عربيًا مترجمًا في "رحلة الربيع والخريف" و10 نصوص بالفرنسية، بجانب قصيدة طويلة بعنوان "مجنون الأميرة الفرعونية" أطلق عليها الحكيم "شعر منثور قديم" 1926.