بسبب سياسات الحكومة.. الصراع في المنطقة الشمالية وصل إلى مرحلة مأساوية ودموية
باحث إثيوبي: آبي أحمد يفشل في تحقيق وعده بالسلام وإنهاء حرب «تيجراي»
قال محمد جيرما، أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة روهامبتون بلندن وباحث في جامعة بريتوريا بجنوب إفريقيا، إن الحرب الأهلية في تيجراي، شمال إثيوبيا، تسببت في معاناة إنسانية "لا تصدق" وألحقت أضرارا جسيمة بالاقتصاد والنسيج الاجتماعي للبلاد.
وأشار "جيرما"، إلى "إصرار حكومة رئيس الوزراء أبي أحمد على استمرار الصراع في الإقليم المشتعل أدى إلى دخول البلاد إلى مرحلة مأساوية ودموية من النزاع".
وأوضح "جيرما"، في مقال لمجلة "Knack" البلجيكية، أنه "لا توجد خيارات سهلة لتهدئة الصراع في الأفق، سواء بالنسبة للحكومة الإثيوبية أو جبهة تحرير تيجراي"، مضيفا أن "الحرب الآن تأخذ منعطفا أكثر تدميرًا، ولا أحد يعلم كيف ستنتهي".
وتابع الأكاديمي الإثيوبي، في مقاله "بعد أسبوعين من الهدوء النسبي، أنه بعد أن أعلنت الحكومة وقف إطلاق النار من جانب واحد، تلوح في الأفق الآن مرحلة جديدة من الحرب حيث تصر جبهة تحرير تيجراي على تحرير الأراضي من احتلال القوات الفيدرالية وقوات الأمهرة، الأغلبية العرقية في إثيوبيا".
آبي أحمد فشل في تحقيق وعده بالسلام
ولفت الباحث الإثيوبي إلى أن "حكومة آبي أحمد فشلت في تحقيق وعدها بإنهاء الحملة العسكرية وتحقيق السلام في تيجراي في غضون أسابيع"، منوهًا بأن "العنف تسبب في خسائر فادحة ومعاناة السكان، ولا يزال السكان هم الخاسر الأكبر في هذه الحرب المأساوية".
كما استنكر الكاتب وصف أبي أحمد جبهة تحرير تيجراي بـ "الإرهابيين"، موضحًا أن "مثل هذه الروايات تخلق أعذارًا للعنف".
وتابع "يجب أن يكون لشعب تيجراي صوتا يمثلهم. إثيوبيا بدون شعب تيجراي ليست كاملة، يجب على حكومة أبي أحمد أن تنأى بنفسها عن هذا الخطاب اللاإنساني ووضع حد للمعاناة الإنسانية التي يعانيها المنطقة الشمالية من البلاد."
حق تيجراي في تقرير المصير
ونوه بأن هناك عدة عوامل تلعب دورًا في تحديد المرحلة التالية من الحرب، من بينها: إجراء ترتيب دستوري يمنح تيجراي الحق في تقرير المصير، حتى تصبح دولة منفصلة ومستقلة، مضيفا أن هذا الخيار لم يتم التوصل فيه بعد إلى إجماع داخل تيجراي، حيث يرى العديد من سكان الإقليم أنفسهم جزءًا لا يتجزأ من تاريخ إثيوبيا.
وذكر أنه ليس من الواضح أن كل أعضاء جبهة تحرير تيجراي يؤيدون الانفصال، حيث أن معظم قادتها يرون هذه الحرب كوسيلة لتحقيق تسوية أكثر ملاءمة للجبهة بدلاً من الانفصال الفعلي.
وبين أنه "بالإضافة إلى ذلك، يرى شعب تيجراي المنطقة على أنها مهد الدولة الإثيوبية والدين والحضارة، وهذا يجعل من الصعب عليك إدارة ظهرك لمطالب الجبهة".