«ساعة واحدة فقط للغة العربية».. لماذا لم يكتب الراحل جبور الدويهى باللغة الفرنسية؟
في حوار أجرته "الدستور" مع الكاتب اللبناني الكبير جبور الدويهي والذي رحل عن عالمنا منذ قليل عن عمر ناهز الـ 72 عامًا وجهت له سؤالًا، فرغم أنه يجيد الفرنسية كما لو كان فرنسيًا، وهو أستاذ للأدب الفرنسي، كما أنه يقرأ الصحف بالفرنسية، لكنه لم يفكر في الكتابة بها على غرار جيلبرت سينويه والكثيرين، وكان رد جبور الدويهي كالتالي:
قال جبور الدويهي: "حتى الآن لا يزال القسم الأكبر من قراءاتى باللغة الفرنسية، وحتى صحيفتي اليومية هى «لوريان لوجور» البيروتية، ومنذ أن التحقت بسنواتى الأولى فى مدرسة خاصة تابعة للرهبان، بمدينة طرابلس شمال لبنان، كانت اللغة الفرنسية هى لغة التدريس الأساسية لجميع المواد باستثناء ساعة واحدة فى النهار فقط للغة العربية. كما كنا نُجبر على التكلم بالفرنسية أثناء الاستراحات فى الملعب، ولا أذكر وجود كتب عربية فى مكتبة المدرسة، خصوصًا أنى كنت مندوب الصف الدائم لكتب المطالعة. ثم تابعت دروسًا جامعية باللغة الفرنسية وآدابها فى بيروت، وحضّرت أطروحة دكتوراه فى جامعة «السوربون» الجديدة باللغة الفرنسية".
وأضاف: "لكن يوم جاء دورى لأكتب لم أقتنع باعتماد «الفرنسية»، كتبت بضع قصص قصيرة بها، ثم تخليت عنها. «العربية» بقيت لغتى الأم، ملتصقة بى، لغة البيت والرفاق، فكنت أجد نفسى قادرًا على التآلف معها و«التطاول» عليها عند الحاجة، والحقيقة أنى حظيت فى المدرسة بأستاذين نجحا فى تقريبى من اللغة العربية، وكان أحدهما يطربنا يوميًا بقصائد المتنبى وبدر شاكر السيّاب، يتلوها علينا بحماسة وحنين حفر فى قلوبنا عميقًا حبّ اللغة.
وتابع: "أما «الفرنسية» فبقيت فى نظرى وفى ممارستى لها لغة «أدبية» بما فى هذه الصفة من جمود وربما تكلّف لا أريده، ويحضرنى فى هذا السياق المثل القائل: «الغريب أديب»".
وأكمل: "وفى ختام ثنائية اللغة هذه أودّ الإشارة إلى أننى أكتب المقالات النقدية والمراجعات الكتابية باللغة الفرنسية بسهولة أكبر، وقد أسهمت كثيرًا فى مجلة «لوريان إكسبرس» بإدارة الراحل سمير قصير وما زلت أكتب مقالات بـ«الفرنسية» أيضًا فى ملحق «لوريان ليتيرير» الذى يديره الصديق إسكندر نجار. لكن لبناء عوالمى الخيالية وشخصياتى لا أجد سوى اللغة العربية".