أحدهم حاول الانتحار.. قصص الحب المجهولة فى حياة زبيدة ثروت
إن الحب في حياتي شيىء ثانوى باستمرار، ولعل هذا سببًا هامًا جدًا يؤثر في النفس، يعقدها إن شئت، وهي أني كنت باستمرار أُحب بفتح الحاء ولا أحب بكسرها، كنت مرغوبة بالنسبة للكثير من الشباب ولكني كنت لا أرغبهم ولا أدري لماذا، بهذا الكلمات بدأت الفنانة زبيدة ثروت في الحديث عن أول قصة حب في حياتها في حوار لمجلة الشبكة.
وأضافت: "كل القصص الساذجة التي تعرضت لها منذ أن بدأت حياتي ومنذ وعيت نفسي ومنذ أن بدأت أشعر بتكامل نموي كأنثى لم تستطع أن تسجل حكاية حب أول، كانت أدهى من أن تحتل جزء من القلب، او تدخل حياتي العاطفية كحكايات لها القدرة على الاستمرار، ويمكن أن تصنف على أنها قصة حب، على أن هناك حكاية واحدة أتذكرها من بين كل تلك القصص الساذجة، والقصة بدأت ونمت وترعرعت بدون علمي في الإسكندرية".
وتابعت: “كنت في ذلك الوقت لا أزال طالبة، وقد بدأت حياتي السينمائية مجددَا وبدأت الأنظار تتوقف علي أكثر من ذي قبل، بدأ أصحاب أوراق الاعتماد يظهرون الكثير من إصرارهم على أن يحققوا شيئًا من تلك الفتاة التي تبدو متعجرفة صامدة لا ترتبط بحكاية ولا يعلق اسمها باسم آخر أبدا، فيما كنت أتمشى مع صديقاتي بين اليوم والآخر على كورنيش الإسكندرية وفي أمكنة مختلفة وكان لبعضهن بعض الملاحقين، وبعض العشاق، ولاحظت أن شابا من الذين يتسكعون خلفنا كان يستهدفني شخصيًا وبإلحاح غريب، وكان يسمعني بعض الكلمات السائبة التي تعبر عن شىء ما لا أستطيع قول إنه حب”.
وواصلت: "وتجاهلت الشاب وكنت أرى فيه ولدا ساذجا فقط لا غير، ولكنه أبى أن يتجاهلني، وأصر على أن يلاحقني من مكان إلى آخر، ومن شارع إلى حارة، وكت أركب التروماي فأراه يجلس قبالي، أنزل فينزل، أصل إلى البيت فإذا به يتمترس في ركن لا يفارقه، أذهب إلى الكلية فأجده فيها، أذهب مع صديقاتي إلى دور السينما فيتمشور أمامي بشبابه وحركاته الساذجة، ويقول لي بكل بجاحة:" أنا هنا".
واستطردت: "كنت بدأت حياتي السينمائية، وتعلمت ألا أغضب في وجه إنسان قد يكون معجبًا، ويبدو أنني ذات يوم أخطأت خطأ جسيمًا، وبدلًا من أقابله بنفس الشكل والتصرف ارتكبت جريمة الابتسامة، ومنذ تاريخ تلك الابتسامة لم يهنأ عيشي أبدًا، أصبحت الملاحقة أكثر وأوضح، وأصبح صاحب طريقة جديدة في المعاكسة، يكاد يكتم بها أنفاسي، بدلًا من أن يمشي ورائي ويلاحقني أصبح يمشي إلى جانبي، وأصبحت كلماته أكثر فظاظة، قد يكون ما قاله رقيقًا، ولكني لم أكن أستلطف تلك الرقة، كان الانسجام مفقودًا جدًا، إلى درجة أني ذات يوم فكرت أن أصفعه لسذاجته، وثقل دمه، ولكني للأسف تذكرت أني بدأت حياتي السينمائية وأن النجمة يجب ألا تتصرف مع معجبيها تصرفًا يؤذي شعورهم ولو كان ذلك على حساب شعورها، وبدأت أضبط أعصابي بحنكة، ولكني كنت لا أدري في أي يوم سأنفجر.
كان يوم الانفجار رهيبًا بالفعل، وفي ذلك اليوم ضاق صدري فلم يعد الشاب يكتفي بالملاحقة والكلمات، ولكنه وقف واعترض طريقي، ووقفت أنا واستغربت وكنت أحاول شق طريقي دون جدوى، كان يتحرك بنفس الاتجاه، ويقف في مواجهتي، ثم قال لي بكل سلاطة: "اقفي بقا"، ووقفت وقلت له:" ماذا تريد؟"، ومن باب اللطافة قال لي:" انت هتتجوزيني ولا لأ؟"، وقلت له بكل بساطة: "لأ"، وتوقد الشر في عينيه وصرخ: "بقولك هتتجوزيني.. وإلا.."، وكان معنى وإلا في هذه المرة أن الخنجر يلمع في يده، ولا أحد يدري والشرر يطير من عينيه فيما إذا كان سيضربني به، أم يضرب نفسه، ففي الأمرين تبدو الحكاية فضيحة، وفضيحة مدوية.
وأكملت: "وقلت له وأنا أهدئه:" هو الجواز كدا؟، مش لما نسأل بابا الأول"، وهدأ قليلًا وأرجع الخنجر إلى مكانه وقال: "أنا ميهمنيش رأي بابا، يهمني رأيك انتي"، فقلت له: "أنا ماليش رأي، بابا بيقرر كل شىء في حياتي"، وأجاب كأنه يمثل: "يعني انتي مش بتحبيني، وأنا مضطر أنتحر، الوداع أيتها الحياة"، وكان التروماي قد أقبل فإذا به يبدو وكأنه يتجه إلى تحت عجلاته، وصرخت، فلم ينتحر وعاد وهو يبتسم، وقال: "شفتي بقا، انا ما بهونشي عليكي"، ومداراة للموقف قلت له: "طيب تعال نروح لبابا يمكن يوافق".
وفي الأخير قالت ثروت:" وذهبنا إلى بابا، وتركته تحت العمارة وصعدت، ورويت لأبي كل ما حصل، فاستحضر عصا من النوع الذي يترك أثره في الجسم، ونزل، وأدى الواجب على خير ما يرام، وفي اليوم التالي بلغني أن الشاب لم يكن يهدد فقط، بل فعلها وضرب نفسه بالسكين ونقل إلى المستشفى وكاد أن يفارق الحياة لولا لطف الله، وبعد ذلك بأعوام سمعت صوتا على الهاتف يقول: "أنا أعرف أنك في محنة، وانا مستعد أساعدك بأي شكل"، وتابع: "إمتى هتتجوزيني يا زبيدة؟"، وعرفت صاحب الصوت أنه حبي الأول أو بالأصح أنا التي كنت حبه الأول، وأفهمته بالعقل في هذه المرة أنني متزوجة وأم بنات، ولا داع لأن يردد هذا الحديث، وانتهى الأمر.
فشل قصة حبها مع الحلاق اللبناني
كما ذكرت مجلة الشبكة في عددها رقم 823 بتاريخ 1 نوفمبر 1971، أن زبيدة ثروت همست بأنها تزوجت من الحلاق اللبناني الأشهر نعيم عبود، وصدقها الناس وانتشر الخبر بقوة في الأوساط الفنية بناء على أنها المصدر للخبر، وليس هناك أفضل من المصدر نفسه للخبر، ولكن الواقع أن زبيدة ثروت سبقت الأحداث.
أما عن رد الحلاق اللبناني فقال أنا لم أتزوج زبيدة ثروت، ولمعرفة اصل الحكاية فالواقع أن نعيم كان مسافرًا للقاهرة ليلتقي زبيدة، وكانت في ذلك الوقت تكمل مشاهد فيلمها "زمان يا حب" مع الفنان فريد الأطرش، وكان نعيم يحاول قضاء الإجازة معها وبجوارها، وحين أخبره أصدقاؤه بما قالت زبيدة ثروت للصحف، قال لهم أشكركم، ولكن الأمر لم يتم بعد، وأضاف أن الأمر أيضًا شبه مستحيل أن يتم لأنه فاتح والدته في أمر الزواج من زبيدة ورفضت أمه رفضًا قاطعًا، وتابع: لا يمكنني أن أعصي أمر أمي مهما كانت الأسباب.
وانهار البناء الذي بنته زبيدة على لسان نعيم، وبرغم العراقيل التي كانت تشوب الحكاية مثل إن القانون المصري كان يعتبر الزواج من جنسية أخرى زواجًا مدنيًا، ولا يعترف به على الإطلاق، ومن هذا المنطلق فحتى لو تم الزواج وسكن معها نعيم في بيت واحد فإن هذا مخالف بحسب القانون المصري، كما أن الفنادق كانت تعتبر هذا الامر مخالفَا لأن السكن في الفندق كان يعني تقديم قسيمة الزواج للفندق، والزواج المدني لا يؤخذ به كقسيمة.
وكانت الطريقة الوحيدة لإتمام هذا الزواج هي أن يتم العقد عن طريق الشهر العقاري، وأمام موثق معتمد، ولكن القانون الذي يحدد هذه الطريقة، يشترط أولا أن يكون الزوجان متحدين في الديانة، أما حالة زبيدة ونعيم فإنها مخالفة للشريعة الإسلامية، وحتى لو تمت فإنها عرضة لأن تفسخ تحت دعوى تعرف باسم "دعوى التفرقة"، دون النظر إلى علاقة الزوجين، لذلك وحتى إن وافق نعيم فإن الزواج في عرف القانون المصري ليس ممكنًا.
وكان الحل إذا ما وافق نعيم أن تنتقل زبيدة إلى لبنان الذي يعترف بالزواج المدني ولكنها ستظل في القاهرة غير متزوجة، والحل الآخر كان أن يغير أحد الطرفين مذهبه الديني، وهو أمر شاق، كان الموقف شائكًا للغاية، وانتهت قصة الحب مثل قصص الحب التي تجسدها زبيدة على الشاشة، مجرد نهاية حزينة لأمر لم يكلل بفرحة.