تقرير أمريكي: الاتحاد الإفريقي يسعى لاستضافة جولة جديدة من مفاوضات سد النهضة
قال موقع “المونيتور” الأمريكي إن جمهورية الكونغو الديمقراطية تسعى بصفتها رئيس الاتحاد الإفريقي إلى استضافة جولة مفاوضات جديدة بين مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة.
وأكد الموقع أن الاتحاد الإفريقي خاطب الدول الثلاث في 12 يوليو الجاري في إطار مبادرة جديدة لبدء جولة جديدة من المفاوضات في كينشاسا في غضون أسبوعين وذلك بعد ثلاثة أشهر من توقف المحادثات.
ولفت الموقع إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد خلال حديثه في 15 يوليو أن السد هو قضية أمن قومي لمصر، والتي وصفها بأنها خط أحمر "لا يمكن تجاوزه".
ونقل “المونتيور” عن مصادر أن الحكومة السودانية علمت بمبادرة الاتحاد الإفريقي، لكنها لم تتلق بعد دعوة رسمية لاستئناف المحادثات.
وتأتي التقارير عن جولة جديدة من المحادثات بعد أن أعرب أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن دعمهم خلال اجتماع 8 يوليو الجاري لجهود الاتحاد الإفريقي الهادفة إلى التوسط في اتفاق بشأن الخلاف حول السد.
ولم يتخذ مجلس الأمن قرارًا بعد بشأن اقتراح تونسي يدعو إلى اتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل السد في غضون ستة أشهر، بما في ذلك منع إثيوبيا من ملء خزان السد من جانب واحد.
وقال كاميرون هدسون، محلل بارز في الشان الإفريقي لـ"المونيتور": "أتوقع أن تستأنف الأطراف المحادثات"، مضيفا: "على الرغم من أن جلسة الأمم المتحدة لم تأت بنتيجة واضحة (بخلاف دعم الوساطة الإفريقية)، إلا أنها حاولت دفع جميع الأطراف للعودة إلى المحادثات".
وأضاف هدسونك "أعتقد أن الجهات الدولية الفاعلة ربما تحاول تشجيع الأطراف على العودة إلى المفاوضات".
وقال مصدر دبلوماسي مصري لـ "المونيتور" إن مصر والسودان لا يعارضان استئناف المفاوضات مع إثيوبيا برعاية إفريقيا، شريطة أن يتم عقده في غضون فترة زمنية محددة وبمشاركة دولية فعالة لضمان أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه يخدم مصالح جميع الأطراف.
ومن جهته، قال كيجتيل ترونوفول، أستاذ دراسات السلام والصراع في جامعات أوسلو، لـ"المونيتور": "إن الوضع لا يمكن التنبؤ به وغير مستقر للغاية، لأن إثيوبيا في أضعف حالاتها عسكريًا بسبب الخسائر الفادحة في حرب تيجراي، ومنهكة دبلوماسياً بسبب الأكاذيب والدعاية والأكاذيب المتداولة والمنقسمة سياسياً بعمق، و قد يجبر هذا أديس أبابا إما على الدخول في حل وسط لتجنب صراع جديد لا يمكنهم التعامل معه في الوقت الحالي، أو العكس تمامًا".
أما مدير المشاريع في شمال إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، ريكاردو فابياني، فقال لـ"المونيتور": "شروط الوساطة ليست سهلة بالنسبة للاتحاد الإفريقي، بالنظر إلى المناخ الحالي وسجله الحافل في هذا الملف، لكن الاتحاد الإفريقي يظل الإطار الوحيد الممكن للمفاوضات".
وأضاف فابياني: "بالطبع، لا يزال من الممكن التوصل إلى اتفاق يربح فيه الجميع، ومن المحتمل أن يكون الخيار الأفضل هو السعي إلى صفقة جزئية بشأن مشاركة البيانات وإعادة بناء الثقة والتواصل بين البلدان الثلاثة والعمل تدريجياً نحو اتفاقية أكثر شمولاً يمكن توقيعها في المستقبل".