كيف ساهمت كورونا في تعزيز الصداقة بين مصر والصين؟
تتمتع مصر والصين بعلاقات قوية على مر التاريخ في مختلف المجالات، واكتسبت العلاقات المصرية-الصينية قوة دفع أكبر منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم فى مصر، إلا أنها ظهور فيروس كورونا في العالم أظهر متانة العلاقة التاريخية وعمق الروابط بين الجانبين بل وجعلها أكثر صلابة.
و ترصد "الدستور" في التقرير التالي كيف ساهمت أزمة كورونا في تعزيز سبل التعاون بين مصر والصين:
التعاون الطبى بين الصين ومصر لمكافحة الوباء:
أدت جائحة كورونا إلى تعزيز التعاون الطبي بين مصر والصين، فلم يتوانا البلدين عن الوقوف مع بعضها البعض لمواجهة الأزمة العالمية التي قد فرضت بتداعياتها ثقلها على العالم من أدناه إلى أقصاه خلال العام 2020.
ففي بداية اللحظات الحرجة من معركة الشعب الصينى ضد الوباء، أرسل الرئيس السيسى على الفور برقية تضامن ومواساة إلى الرئيس الصيني شى جين بينغ.
وفى بداية مارس، سافرت وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد إلى الصين وقامت بتقديم إمدادات لمكافحة فيروس كورونا.
من جانبها، وعلى صعيد المساعدات المادية، نقلت الحكومة الصينية ثلاث دفعات من مواد الإغاثة الطارئة إلى الحكومة المصرية خلال شهر واحد، بلغ إجمالى وزنها أكثر من 35 طناً.
وتبرعت الحكومة والشركات الصينية بأقنعة وملابس واقية وكواشف اختبار وأنظمة فحص الرئة بالذكاء الاصطناعى بالأشعة المقطعية ومقاييس حرارة وأجهزة تنفس ومعدات تشخيص بالموجات فوق الصوتية دوبلر ملونة وخطوط إنتاج للأقنعة الطبية وما إلى ذلك لمصر، بقيمة تراكمية تزيد عن 7.05 مليون دولار أمريكى.
وعلى صعيد المساعدات التقنية، قامت الصين بتزويد مصر بأحدث نسخة من خطة التشخيص والعلاج والوقاية والسيطرة فى الوقت المناسب، ونظم خبراء من الجانبين لعقد 9 مؤتمرات فيديو حول مواضيع مثل: الكشف عن فيروس كورونا الجديد والعزل والتشخيص والعلاج والطب الصينى، كما تم عقد علاقة التوأمة بين مستشفيين صينيين ومصريين.
مصر من أوائل الدول التى قدمت المساعدات والدعم والمساندة للصين
صرح السفير الصيني بمصر، العام الماضي، أن مصر تعد من أوائل الدول التى قدمت المساعدات والدعم والمساندة للصين، فى الوقت الصعب الذى كانت تواجه فيه دولة الصين أزمة تفشى فيروس كورونا حيث بعث الرئيس عبدالفتاح السيسى، برقية تضامن للرئيس الصينى، ووجه بتقديم المساعدات الطبية للصين.
وكلف وزيرة الصحة المصرية بزيارة الصين، وبالتزامن مع هذه الإجراءات الهامة، تمت إضاءة المعالم المصرية الأثرية الـ3 (قلعة صلاح الدين بالقاهرة – معبد الكرنك بالأقصر – معبد فيلة بأسوان) بألوان العلم الصينى، وكل هذا يعبر عن التضامن والتكاتف الصينى المصرى لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
التعاون في مجال تطوير اللقاحات
وقعت الصين ومصر على "خطاب نوايا للتعاون فى مجال اللقاحات"، والذى عزز بقوة التعاون بين الصين ومصر فى تطوير وإنتاج وٱستخدام اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
وكان مشروع خط إنتاج الأقنعة الطبية بين شركة “Ningbo A Plus”، وشركة “Egypt Euromed” هو أول مشروع تعاون طبى بين الصين ومصر.
كما قامت شركة “Ningbo A Plus” أيضًا باستثمار وتشغيل 7 خطوط إنتاج للأقنعة الطبية فى مدينة بدر، وبلغ إجمالى الاستثمارات ما يزيد عن مليون دولار أمريكى، ومن الممكن أن تصل الطاقة الإنتاجية اليومية إلى 300 ألف قطعة.
كما تم تشغيل خطين لإنتاج الأقنعة الأوتوماتيكية بالكامل لشركة “China Textile Machinery”، باستثمار حوالى 600 ألف يوان، وطاقة إنتاجية شهرية مليون قطعة.
ولا تزال الصين ومصر فى بحث التعاون الاستثمارى فى الإنتاج المحلى للقاحات والقفازات الطبية.
التعاون الاقتصادى والتجارى بين الصين ومصر أثناء الوباء
فى عام 2020، صمدت التجارة بين الصين ومصر أمام اختبار الوباء وأظهرت نمو مطرد، ولا تزال الصين هى أكبر شريك تجارى لمصر.
وكان المستشار الاقتصادى والتجارى لسفارة الصين بالقاهرة، أعلن ما أحرزه التعاون الاقتصادى والتجارى بين الصين ومصر من إنجازات خلال عام 2020 ويتضمن
الأنشطة الاقتصادية والتجارية الرئيسية وآليات التعاون الاقتصادى والتجارى.
التبادل التجاري في فترة الوباء
وفقًا لإحصاءات الجمارك الصينية، فى الفترة من يناير إلى نوفمبر 2020، بلغ حجم الواردات والصادرات الثنائية للسلع بين الصين ومصر 12.895 مليار دولار أمريكى، بزيادة قدرها 10٪ على أساس سنوى.
من بينها، بلغت صادرات الصين إلى مصر 12.06 مليار دولار أمريكى، بزيادة سنوية قدرها 12.2٪ وكانت أهم سلع التصدير هى المعدات الكهربائية والإلكترونية، والأجهزة الميكانيكية، والمركبات، وقطع الغيار.
الجدير بالذكر، أن صادرات الصين من 12 نوعًا من المواد المضادة للوباء إلى مصر بلغت 234 مليون دولار، وهى زيادة كبيرة تبلغ 105.81 ٪
وساهم ذلك مساهمة إيجابية فى مكافحة مصر للوباء، حيث استوردت الصين 835 مليون دولار أمريكى من مصر، بانخفاض سنوى قدره 14.6٪، والسلع الرئيسية المستوردة هى منتجات النفط والغاز والفواكه والأحجار.
وتولى الحكومة الصينية أهمية كبيرة للإلتزام بفتح الأسواق أمام المنتجات الزراعية المصرية وتعزيز التنمية المتوازنة والصحية للتجارة الثنائية بين الصين ومصر، في اثناء فترة الوباء.
تضامن مصر مع الصين في محاربتها الوباء
وخلال العام الماضي، أقامت دار أوبرا لياونينغ الصينية ودار الأوبرا المصرية حفلا سيمفونيا خاص على الإنترنت بين الصين ومصر، عزف الموسيقيون الصينيون والمصريون المؤلفات الموسيقية الصينية والمصرية والعالمية عبر الإنترنت في الحفل الذي دام لأكثر من ساعة، وقد شاهد هذه العروض الموسيقية مستخدمي الإنترنت في أرجاء العالم.
وقال رئيس مؤسسة بيت الحكمة للثقافة المصرية الدكتور أحمد السعيد إن "مصر حرصت، ومنذ ظهور الجائحة، أن تبعث برسائل تضامن قوية مع الصين حكومة وشعبا،" الأمر الذي يؤكد على عمق العلاقات المصرية - الصينية وقوتها.