«توقع النتيجة واكسب كتاب».. كيف سيطر أدب كرة القدم على أرفف المكتبات؟
"توقعوا نتيجة نهائي دوري أبطال إفريقيا بين الأهلي وكايزر تشيفز واحصلوا على كتاب هدية"، بهذا النداء طالب جروب "بوك مارك" الذي يضم آلاف القراء على منصة التواصل الاجتماعي فيس بوك، من متابعيه أن يتوقعوا نتيجة المبارة المقامة مساء اليوم، والهدية كتاب.
وسيلة في الدعاية والتسويق للكتب اتبعتها دور النشر مؤخرا مع الصعود الكبير لأندية القراءة على السوشيال ميديا، ومساهمتها في جذب القراء لاقتناء كتاب معين، غير أن الجديد في هذه المرة هو انتشار كتب كرة القدم في دورة معرض القاهرة الدولي للكتاب الـ52، وسعى أندية القراءة لجذب القراء إليها بمسابقات مرتبطة بمباريات الكرة.
العشرات من كتب كرة القدم، أو ما يطلق عليه أدب كرة القدم، وجدت مكانها في أجنحة معرض الكتاب، في مختلف دور النشر، مثل العين، والعربي، وعابر، والوطن، ونهضة مصر، وببلومانيا، وأطلس.
دشن جروب بوك مارك المسابقة بالتعاون مع دار العربي للنشر، واحدة من الدور التي اقتحمت أدب كرة القدم عام 2019، بكتاب للناشئة واليافعين، عن رحلة نجاح محمد صلاح.
مدير دار العربي، شريف بكر، يشير إلى أنه شخص غير كروي، حتى وإن كان يشجع نادي الزمالك قبل عقدين من الزمان، عندما كان طالبا بالجامعة، لكنه في النهاية منقطع الصلة بكل ما له علاقة بكرة القدم.
يوضح شريف بكر: "كنت بحضر ماتشات لحد ما حصل تعامل حاد من الأمن مع جمهور نادي الزمالك في أثناء مباراة مع النادي الأهلى، سنة 1997، في ذلك اليوم فاز الأهلى واضطر الأمن لدفع جماهير الزمالك للخروج مبكرا حتى لا يحدث اشتباك بين جمهور الفريقين خارج الأستاد، وبسبب التعامل غير اللائق قررت ألا أشاهد كرة القدم مرة أخرى".
يضيف بكر: "بعد سنوات اكتشفت منطقة مهمة في الكرة لا نتحدث عنها، والمتعلقة بالكواليس التي لا نعرفها، ولم نرها، والتي يمكن قراءتها في كتاب أو سماعها، وفي تصفيات كأس العالم الأخيرة ومع صعود نجم محمد صلاح اشتغلنا على كتاب مع المؤلف عماد أنور عن رحلة محمد صلاح، حتى نعرف الكواليس خلف نجاح مو، والمشقة التي واجهها في طريقه، قبل أن يصل إلى ما هو فيه من نجاح".
بالتزامن مع صدور كتاب عماد أنور ترجمت الدار كتاب عن المكسيسكية بعنوان "جنون الكرة" رصد فيه المؤلف بعض الظواهر داخل الساحرة غير المفهومة لدي البعض، وطرحها بشكل أدبي.
يستكمل بكر: "مع صدور تلك الكتب اتسع سوقها، ليس في مصر فقط، لكن في الخليج أيضا، وانتبهنا كناشر إلى تلك الفجوة فيما يتعلق بعضف منشورات أدب كرة القدم، فاتجهنا لإصدار أعمال أخرى".
قبل سنوات استمع شريف بكر إلى كتاب بعنوان سقوط الفيفا، سمعه عن الإنجليزية بصيغة صوتية، ورغب في ترجمته إلى العربية، واحتاجت رحلة البحث عن المؤلف إلى سنوات حتى يصل إليه ويحصل على حقوق نشر الكتاب إلى العربية.
يوضح بكر: "سر اهتمامي بالكتاب كان له جانب وطني، متعلق برد الفعل على صفر المونديال الشهير، والهجوم على الجانب المصري، غير أن الكتاب يكشف الحقاقئق المتعلقة بالفساد داخل منظومة الفيفا، وسيطرة الرشاوي، وأن المسألة لا تتعلق بمجرد ملف مقدم، لكن هناك أمور أخرى".
في نفس الفترة أصدرت الدار أيضا كتاب للمؤلف طارق الجويني بعنوان "ليفربول- المدينة والفريق" وهو كتاب لا يتحدث عن كرة القدم وفقط، لكن يتناول المدينة من جانب تاريخي وثقافي، في محاولة لتفسير علاقتها بكرة القدم وشهرة فرقها الكروية.
أدب كرة القدم وجد طريقه مؤخرا بين أروقة المعارض، وتنوعت موضوعاته، وأضحت الكواليس خلف مباريات الفرق محط انتباه المهتمين باللعبة، وربما نجد في المستقبل ظاهرة جديدة بين الشباب تتعلق بقراءة الكتب الرياضية، مثل انتشار أدب الرعب والخيال العلمي والرواية التاريخية في السنوات التي أعقبت عام 2011.