وزير الأوقاف للرئيس السيسى: 100 مليون مصرى فى ظهرك.. سِر على بركة الله
ألقى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، خطبة الجمعة بمسجد عمرو بن العاص، وذلك مشاركة لمحافظة القاهرة بعيدها القومي، تحت عنوان "الحقوق والواجبات في خطبة حجة الوداع".
حضر الصلاة الدكتور علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية، والدكتور هشام توفيق وزير قطاع الأعمال، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، واللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية.
كما حضر الخطبة الدكتور عبدالهادي القصبي رئيس ائتلاف دعم مصر بمجلس النواب، والشيخ خالد خضر مدير مديرية أوقاف القاهرة، وعدد من النواب بمجلسي النواب والشيوخ، وجمع من القيادات الدعوية والتنفيذية والشعبية بالمحافظة، مع مراعاة الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية اللازمة، والتباعد الاجتماعي.
وأكد وزير الأوقاف: "ديننا دين عظيم، هو دين الفضيلة ودين القيم الإنسانية السامية الراقية، وتحقيق أمن الناس بكل جوانبه الأمنية والعسكرية والنفسية والمجتمعية هدف أصيل، ومقصد من أهم مقاصد الشرع الحنيف".
وتابع: "فإن أول ما طالعنا به نبينا (صلى الله عليه وسلم) في خطبته الجامعة في حجة الوداع أن قال (صلى الله عليه وسلم): "أَيُّهَا النَّاسُ إنَّ دِماءَكم، وأمْوالَكم، وأعْراضَكم عليكم حَرامٌ كحُرْمةِ يَومِكم هذا، في بَلدِكم هذا، في شَهرِكم هذا"، ثم قال (صلى الله عليه وسلم): "ألَا هلْ بَلَّغْتُ، قالوا: نَعَمْ، قالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ"، فكل الدماء معصومة، وكل الأعراض مصانة، وكل الأموال محفوظة.
وأوضح وزير الأوقاف أن "الفرق بين مجتمعين أحدهما يعيش فيه الإنسان آمنًا على دمه ودم من يحب، ومجتمع آخر لا أمن فيه لا على النفس ولا على المال ولا على العرض، ولذا كان تشديد نبينا (صلى الله عليه وسلم) في خطبته الجامعة على حرمة الدماء والأموال والأعراض حتى يتحقق الأمن للمجتمع بكامله، فكما تحافظ أنت وأنت شخص واحد على دماء الآخرين وأموالهم وأعراضهم، يحافظ ملايين البشر على دمك ومالك وعرضك، وكما قال نبينا (صلى الله عليه وسلم) : افْعَلْ ما شِئْت، كَما تَدينُ تُدان".
وأكد أنه "ليس ببعيد عن الحقوق والواجبات ما أطلقته الدولة المصرية أمس من مشروع حياة كريمة" كواحد من أهم وأول مبادرات الجمهورية الجديدة بإذن الله تعالى، والحديث عن ذلك من جانبين: الأول: حق الفقراء على الأغنياء، وحق الضعفاء على الأقوياء، وإذا كان ديننا قد علمنا أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، فقد علمنا أيضًا أن دعوة مجبور الخاطر ليس بينها وبين الله حجاب، وإذا كانت دعوة المظلوم لا تخطئ طريقها فإن دعوة من يجبر خاطر الفقراء والمساكين والضعفاء والمستحقين تكون بابًا واسعًا من الرحمة على كل من سعى في جبر هذا الخاطر، فمن فرج عن إنسان كُربةً مِن كُربِ الدُّنيا نفَّسَ اللَّهُ عنهُ كربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ، ومن يسَّرَ على مُعسرٍ في الدُّنيا يسَّرَ اللَّهُ عليهِ في الدُّنيا والآخرةِ ومن أدخل السرور على إنسان كان حقًا على الله (عز وجل) أن يرضيه يوم القيامة، فإنَّ لله (عز وجل) عبادًا اختصهم بقضاء حوائج الناس، حبَّبهم للخير، وحبب الخير إليهم، إنهم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة".
وتابع: الأمر الثاني: وهو شكر واجب، حيث علمنا النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه "لَا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ"، ويجب ألا ننسى، ونعترف بالحق لأهله كلون من الوفاء، يوم أن وقف (رئيس الجمهورية) قبل ما يزيد على سبع سنوات، ووجّه كلامه للمصريين جميعًا وخلفه قواتنا المسلحة الباسلة، وقفوا في وجه قوى الشر والضلال والإرهاب والمتآمرين على الوطن.
وأكمل: "ووجّه الرئيس كلامه للمصريين جميعًا قائلًا: لن نسمح لأحد أن يروع الشعب المصري ونحن على قيد الحياة، وإن الرصاص الذي يمكن أن يوجه إلى صدور المصريين سنتلقاه عنهم نحن بصدورنا.. وأعانه الله (عز وجل) على الوفاء، وأعان معه رجالًا عظامًا: "فصَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ"، واندحر الإرهاب الأسود وانقشع الظلام الدامس، لكن التحديات لا تزال كثيرة".
وأكمل: "وقف الرئيس أمس وهو يطلق المبادرة الأولى في الجمهورية الجديدة مبادرة حياة كريمة وأعاد القول بمضمونه، عندما قال: أجدد معكم العهد أن أظل كما كنت ابنًا بارًا لهذا الشعب، وأقول لكم وأطمئنكم: لا تقلقوا فلن يصل أحد إلى الشعب المصري أو حق من حقوقه، أو مكتسب من مكتسباته، وفي قواتنا المسلحة الباسلة وقائدها الأعلى نفس يلفظ على هذه الحياة".
واستطرد: "ونحن نقول للرئيس: نحن معك نبادلك وفاءً بوفاء وعهدًا بعهد، ونعاهد الله (عز وجل) ثم نعاهدك أن نكون خلفك جميعًا على المنشط والمكره، في السراء والضراء، في السعة والشدة، فخلفك وخلف قواتنا المسلحة الباسلة وشرطتنا الوطنية أكثر من مائة مليون مصري هم خطوط إمداد ودعم حقيقي لك ولقواتنا المسلحة الباسلة، وهذه الأمة محفوظة بإذن الله، أجنادها هم خير أجناد الأرض، هم وأبناؤهم وأزواجهم وذووهم في رباط إلى يوم الدين غير أننا نحتاج دائمًا إلى مزيد من العمل ثم العمل ثم العمل وإلى وحدة الصف".