قانون جيهان...
نموذج للمرأة المصرية العظيمة فى الحرب والسلام. كانت الزوجة والأم ورفيقة الدرب. لم تتخلَ عن حبيبها وزوجها وإيمانها به، كقائد لا يمتلك سوى أفكار وأشعار وأحلام، ولم تتخيل يوماً أن زوجها سيكون بطل "الحرب والسلام"، وأنها ستكون سيدة مصر الأولى وزوجة لرئيس الجمهورية الذى منحه الموت شهادة، باعتباره واحداً من أهم صنّاع السلام فى العالم.
رغم كونها السيدة الأولى، لم تتوقف عن حبها للتعلم، حصلت على ليسانس الأدب من جامعة القاهرة عام 1977، ثم ماجستير فى الأدب المقارن، من نفس الجامعة عام 1980، ونالت درجة دكتوراه فى الأدب المقارن عام 1986 بعد رحيل زوجها من كلية الآداب بجامعة القاهرة تحت إشراف الرائدة الدكتورة سهير القلماوى، ثم بعد ذلك انضمت لهيئة التدريس بجامعة القاهرة، وعملت كأستاذ زائر فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومحاضرة فى جامعة ولاية كارولاينا الجنوبية بالولايات المتحدة .
قامت بأدوار اجتماعية قوية مع جرحى الحرب وأسر شهداء حرب أكتوبر 73 المجيدة، وكانت واجهة قيّمة ومشرفة لمصر فى لقاءات الرئيس السادات مع رؤساء الدول.
لها كتاب "سيدة من مصر"، يضم مذكراتها وتجاربها عن العمل السياسى، كقرينة للرئيس السادات، وكتاب "أملى فى السلام"، وهو يمثل تحليلاً ورؤى سياسية لما تشهده منطقة الشرق الأوسط وطرق التوصل إلى سلام منشود وحقيقى.
قامت بأدوار رائدة ومهمة فى مجال دعم المرأة، وساندت تعديل بعض القوانين، على رأسها قانون الأحوال الشخصية الذى اشتهر إعلامياً فى مصر حتى الآن بقانون جيهان، ودعمت تعليم المرأة، وشجعت حصولها على حقوقها.
انغمست فى بداية رحلتها فى العمل العام، وسرعان ما رحل شريك حياتها وتغيرت الأقدار، ولكنها لم تنكسر أو تتراجع بل تمسكت بحلمها. نهاية حياة زوجها كانت البداية لمسئولية تحملتها فى الحياة، وعملت باعتبارها زوجة رجل عظيم، لا يغيب مثل شمس أغسطس. تحملت مسئولية أسرتها، وحافظت على مسيرة زوجها، ولم تستسلم لصورة السيدة الأولى ومكانتها، ووجهت أحزانها وآلامها إلى طريق النجاح الذى يمثل طاقة نور وأمل لكل سيدة تتغير حياتها بهذا الشكل الدرامى.
لم تمنعها سيرة زوجها صاحب قرار الحرب والسلام من أن تجد لنفسها مساحة جديدة مختلفة للبقاء والصمود والتحدى، فكانت شخصية قوية وصبورة ومنضبطة، حفرت اسمها بالشكل الذى جعل الدولة تمنحها وسام الكمال تقديراً لما قامت به.
كانت شخصية نسائية وطنية من طراز رفيع، لها موقف واضح ضد اختطاف مصر وحكم الجماعة الإرهابية، وقامت بدور سفيرة مصر لشرح ثورة ٣٠ يونيو العظيمة للغرب، وتفنيد الشائعات ضد مصر.
فعلاً، تستحق جنازة عسكرية، كنموذج حقيقى للمرأة المصرية التى تثبت التحديات أنها صاحبة رسالة، وأنها تمثل قيمة مضافة لمن حولها، فهى نموذج للوطنية والدبلوماسية والسياسة الحقيقية.
هى زوجة بطل الحرب والسلام.
هى من مصر.