«نزيف لحظات المستقبل».. شكوى طلبة الثانوية العامة من إضاعة الوقت في التوقيعات
مع انطلاق ماراثون امتحانات الثانوية العامة، ظهر العديد من الشكاوى التي شكاها الطلبة وتسببت في انهيار بعضهم بالبكاء، كان بين أبرز هذه الشكاوى هو الإطالة في توقيعات الطلبة على ورقة امتحان البابل شيت بعد استبدالها هذا العام بدلًا من نظام التابلت استثنائًا حتى يتم تحسينه.
في السطور القادمة تواصلنا مع بعض طلبة الثانوية العامة لعرض شكواهم كما هي، بالإضافة إلى تواصلنا مع خبراء التعليم لاقتراح حلول لهذه المسألة التي مثلت مشكلة كبيرة لمست على أرض الواقع من خلال تسجيلات مع الطلبة.
الطالبة حسناء أحمد الطالبة في الصف الثالث الثانوي شعبة علمي توضح أنها عانت هي وزملائها خاصة في أول أيام الإمتحانات من كثرة التوقيعات المطلوبة منهم أثناء الامتحان.
تقول “بيبقي قاعد في الامتحان وبيحل وبيفكر في الإجابة يجي المراقب يقولك أكتب اسمك هنا، ووقع قدام اسمك ودا بيحصل أكثر من مره في الامتحان على الأقل مرتين”، موضحة أن كل مراقب كذلك يقوم مرات أخرى أثناء الامتحان بمراجعة البيانات بنفسه، وكذلك رئيس الدور مما يتسبب ذلك في حدوث حالة من حالات الارتباك للطلبة، وأشارت في النهاية أن تلك واحدة من مشكلات نظام البابل شيت ولكنها مؤثرة، وتسببت في بكاء العديد من الطلبة الذين فوجئوا بانتهاء الوقت.
كذلك قال محمد سمير، الطالب بالصف الثالث الثانوي، الشعبة الأدبية، أنه فوجئ أثناء الامتحان بعد قيامه بالتوقيع أمام اسمه مثلما طلب منه مراقب اللجنة عدة مرات، وتأكد المراقبين من صحة كتابته لاسمه بأنه قد تبقى من وقت الامتحان ساعة ونصف فقط، الأمر الذي أشعره بالارتباك الكبير، ما جعله لا يستطع الإجابة مكا يجب على الأسئلة المتبقية، وأجاب عليهم سريعًا الأمر الذي أشعره بأنه قد أخطأ في حل الكثير منهما.
عن هذه الأزمة أوضح الدكتور أحمد سلامة، خبير متخصص في شؤون تطوير التعليم في حديثه لـ«الدستور»، أن هناك نوعان من التطويل بالتوقيعات فهناك التطويل الخاص بتوقيعات الطلبة وآخر خاص بتوقيعات المراقبين لإثبات وجودهم باللجان.
أما عن توقيع الطلبة فقال الخبير التعليمي أنه في الغالب يكون هناك داخل اللجان مراقب وأخر متخصص في مراجعة التوقيعات، وفي حال يطلب المراقب من الطالب أن يوقع أمام أسمه على ورقة إثبات الحضور فهو هنا يعمل على فصل الطالب تمامًا عن تركيزه بالأسئلة وكيفية الإجابة عليها، بالإضافة إلى ذلك أيضًا فإن هذا يعمل على إحداث نوعاً من إثارة البلبة، والضوضاء داخل اللجنة نظرًا لوجود عدة أفراد مثل المراقب، ومتخصص مراجعة التوقيعات لذا ففي أثناء تواجدهما قد يقوم إحدهما إما برد على إتصال تليفوني شخصي أو السير يمينًا أو يسارًا داخل اللجنة مما يمثل فرصة لبعض الطلبة للغش من بعضهما.
بالإضافة إلى ذلك أوضح أحمد أن هذه العملية “التوقيعات” من شانها لأن تضيع من وقت الطالب المتاح له فيه الإجابة على الأسئلة إذ أن الامتحان يكون عبارةعن 60 سؤال ومخصص له ثلاث ساعات فمع كل توقيع للطالب “يكسر من الوقت حوالي 3 دقائق” وقد يزيد عن ذلك، وهو ما يعني تقصير الطالب في النهاية بحله لأسئلة عن أخرى نتيجة ضيق الوقت.
للتغلب على هذه المشكلات اقترح الدكتور أحمد، أنه من الممكن أن يتم تطبيق بعض الإجراءات مثل التي تتبع في الخارج كأن يتم استعواض توقيع الطالب ببصمته من خلال وجود باركود لكل طالب مسجل عليها، على أن يتم بصم الطالب قبل الامتحان بحوالي ربع ساعة حتى لا يأخذ من وقته المخصص للإجابة.
وأضاف أن هناك حل آخر وهو أن يكون هناك عدد من المختصين لتسجيل بيانات الحضور من الطلبة، ويتم المناداة عليهم قبل بدء وقت الامتحان لإثبات حضورهم وتسجيل ذلك على أجهزة حاسب آلي، وذلك قبل بدء الامتحان بوقت كاف أيضًا.
والطريقة الأخرى- حسبما أوضح- أن يتم تخصيص «id» كارت لكل طالب يتم قراءته من خلال تخصيص شاشات ضوئية موصلة بأجهزة وزارة التربية والتعليم لكي يتم التأكد من بيانات حضور الطالب إلى الامتحان وانصرافه من المدرسة بعد الانتهاء منه.
كما أكد كذلك الخبير التعليمي على أنه يجب أن يكون بشكل عام كافة إجراءات توقيعات الطلبة قبل بدء الإمتحان وليس أثناؤه لكي لا يحدث إرباك للطلبة مثلما حدث هذا العام، وهو ما تسبب في انهيار عدد منهم قلقًا من النتيجة.
وكانت قد أوضحت الدكتورة ياسمين محمود أستاذ علم الاجتماع أنه نتيجة ماحدث هذا العام من تخبط بين إجراء الامتحانات باستخدام التابلت، وباستخدام الطريقة الورقية من خلال اسلوب البابل شيت، جعل هذا العام استثنائياّ عن أي عام آخر، لذا فهو يحتاج من الطالب وذويه التأهيل النفسي للتعامل مع هذا التخبط، وعدم التأثير السلبي على أداء الطالب له، وأضافت الدكتورة ياسمين خلال تصريحاتها أن نظام التعليم الجديد يمتاز بالكثير من الفوائد للطالب والعملية التعليمية برمتها، ولكنه يحتاج المزيد من الوقت لكي يتأقلم الطلبة عليه، كما أشارت الدكتور ياسمين إلي ضرورة ضبط النفس والاتزان للتركيز بباقي المواد مشيرة إلى أنه من المؤكد أن وزارة التربية والتعليم سوف تراعي مصالح الطلاب وظروفهم هذا العام عن غيره، وأكدت أستاذة علم النفس أن الطريقة الصحيحة لحل البابل شيت هي أن يجاوب الطالب علي الأسئلة السهلة ثم الصعبة لكي لا يشعر بالإحباط مع بدء الإمتحان والذي قد يعوقه عن الإجابة عليه.
أما عن كيفية الإجابة والتصحيح على البابل شيت، فأوضحت أن عملية التصحيح من خلال نظام البابل شيت لاتتم عن طريق معلمين، بل أنها تتم دون أى تدخل بشري، وذلك عن طريق دخول ورقة الإجابة ومكتوب عليها أسم الطالب بجهاز للتصحيح التلقائي على الجزء المظلل، موضحة أن هذا الجهاز بيظهر الدرجة مباشرة، كما نصحت حياة الطلبة بأن يراعوا الوقت المخصص لتظليل الإجابة لكون عملية التظليل تأخذ وقت أكثر من العلامة، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنه لاداعي للقلق من هذا النظام فطريقة الحل سهلة وبسيطة".
جدير بالذكر أن ماراثون امتحانات الثانوية العامة 2021 انطلق رسميًا في العاشر من الشهر الجاري لطلاب الشعبة العلمية، بمادة اللغة العربيةـ ووفقاً لجدول امتحانات الثانوية العامة 2021 المعتمد من وزير التربية والتعليم، بدأ زمن امتحان اللغة العربية من 10 صباحا حتى 1 ظهرًا.