وانتقادات لعدم وضع إجراءات حازمة لمواجهة الإسلام السياسي
تحذيرات من خطورة تغلغل فكر «الإخوان» في بلجيكا
انتقدت كل من الباحثة الفرنسية "فلورنس بارجو-بلاكلار" و"فضيلة معروفي"، مؤسسة "مرصد الأصولية" البلجيكي، عدم وجود سياسة حازمة لمحاربة جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها الإخوان في بلجيكا، مشيرة إلى أن الجماعة تستغل مصطلح "الإسلاموفوبيا" والاتهامات المزعومة بالتمييز المتعلقة بـ"كراهية الإسلام" أو التمييز ضد المسلمين من أجل ابتزاز الحكومة البلجيكية ومحاولة إثنائها عن اتخاذ ايه إجراءات تقيد الجماعة أنشطتها.
لا يوجد وعيا كافيا حول حقيقة الإخوان في بلجيكا
وذكرت " بلاكلار" الباحثة بالمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، في حوارها مع مجلة ماريان الفرنسية، إنه على عكس ما نجده في فرنسا، فإن غالبية البلجيكيين لا يملكون وعيا كافيا أو ثقافة حول حقيقة الإخوان وغيرها من الجماعات المنتمية لتيار الإسلام السياسي، مضيفة أن تلك الثقافة غائبة أيضا في الجامعات والمؤسسات البحثية في بلجيكا وهو ما يفسر لماذا اصبح الحديث عن المسائل المتعلقة بـ"الإسلام السياسي" أمرا "خطيرا" في البلاد.
وأوضحت الباحثة الفرنسية، أن النخب الأوروبية، وخاصة في بلجيكا، لا تخوض في هذه المسألة (الإسلام السياسي) إلا من زاوية "الإسلاموفوبيا" أو التمييز القائم على الدين أو الجنس، وذلك من أجل نيل رضا النخب السياسية والإعلامية التي شعرت بـ"الاستسلام" في مواجهة خطر الفكر الإخواني، مستنكرة في الوقت ذاته تعيين رموز "النسوية الإسلامية" المرتبطة بالاخوان في مناصب مجتمعية.
ضغوطات وتهديدات بالقتل لكشف حقيقة الإخوان
من جهتها، انتقدت "فضيلة معروفي"، في ذات الحوار مع المجلة الفرنسية، تقاعس الحكومة البلجيكية في التعامل مع الخطر الذي تمثله الجماعة الإرهابية، مشيرة إلى أنها تعرضت إلى ضغوطات مختلفة وتهديدات بسبب عملها في فضح حقيقة الإسلام السياسي وتحذيرها من خطورة تغلغله في أوروبا، مضيفة أن تلك الضغوطات شملت إجبارها على إرتداء الحجاب.
وأضافت في حوارها " أتلقى بانتظام تهديدات بالقتل. لقد تلقيت مؤخرًا مقطع فيديو واضحًا جدًا يظهر الطريقة التي تقوم بها تنظيم داعش بقطع الرؤوس. انهم يريدون إسكاتي تمامًا، لم يعد لدي اتصال مع عائلتي. حتى أنهم طلبوا مني تغيير اسمي وأشاروا إلى أنني لم أعد جزءًا من المجتمع. أنا أعتبر مرتدا، إنها طريقة للحكم عليّ بالموت ، لأن الردة تستحق الموت بالنسبة لهم."
الإخوان وقضية "الحجاب"
وأوضحت "معروفي" وهي مسلمة بلجيكية من أصل مغربي، أن إنشائها لـ "مرصد الأصولية" في بلجيكا جاء في هذا السياق، قائلة "رأيت أن النساء حولي بدأن في التمسك بخطاب تيار الإسلام السياسي بشأن الحجاب ، أحيانًا حتى دون إدراك حقيقة الأيديولوجية التي يدافعن عنها، حينها بدأ نفوذ الإخوان المسلمين في مولينبيك وفي بلجيكا بشكل عام في إنتاج الإسلاميين".
واستطردت "عندما حاولت تنبيه السلطات والجمعيات العامة وجدت نفسي في مواجهة حائط صد، حيث طلبت مني نساء مسلمات أخريات مثلي ألا أنشر الخبر عن مشاكل المجتمع مثل العنف المنزلي ضد المرأة، ومن هنا عرفت الباحثة فلورنس بلاكلار، وقررت الاتصال بها للعمل معي في المركز على مثل هذه القضايا".
وفي حديثها عن مسألة "الحجاب"، تابعت "معروفي": قد تكون فتيات صغيرات يتعرضن لضغوط لارتداء الحجاب، أو الاعتداء الجنسي في المدرسة لأنهن لا يرتدينه ويعتبروهن نتيجة لذلك "حلال الاعتداء الجنسي عليهن، ونحن نستقبل اتصالات بشكل مستمر من الأسر والسيدات المسلمات للشكوى من مثل هذا النوع من المشكلات (مثل العنف المنزلي)، ونقدم لهم الدعم الذي ولا يمكنهن العثور عليه في مكان آخر، فليس هناك من يدافع عن هؤلاء الضعفاء".
واستكملت "لقد حصلت مؤخرًا على شهادة فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا تشتكي من كونها لا تشعر على الإطلاق بأنها مسلمة أو متدينة على الإطلاق، حيث يجبرها والداها على دراسة القرآن لكنها لا تستطيع ذلك وتتعرض للعنف بسبب ذلك. "
وبينت أن في بلجيكا، تم مصادرة النقاش حول العلمانية من قبل القوى الداعمة للأحزاب الحاكمة، مشيدة بالاتجاه الفرنسي نحو تعزيز مبادىء العلمانية في مواجهة تزايد التطرف الديني الذي تمارسه جماعات الإسلام السياسي في اوروبا، مضيفة " أعتقد أن هناك جزءًا كبيرًا من السكان البلجيكيين الذين يعترفون بأنفسهم في مفهوم العلمانية الفرنسية، ولكن في المجتمعات الإسلامية وعلى المستوى السياسي والإعلامي ، يسود الاتجاه الشامل بخطور الحديث عن هذه المسألة بشكل واضح".
واستنكرت الباحثة البلجكية استغلال جماعة الإخوان للاتهامات الزائفة بالاسلاموفوبيا، خاصة فيما يخص مسألة الحجاب، حيث تروج الجماعة دائما لفكرة " أنا محجبة ، إذن أتعرض للتمييز"، وهو أمر غير صحيح، حيث قالت "معروفي أن هذا "يتجاهل تمامًا حقيقة أن النساء غير المحجبات في هذه الدوائر (الإخوانية) يتعرضن لضغوط متزايدة فوق كل شيء"، مضيفة أن انه في الوقت الحالي، أصبحت النساء التي تقدم نفسها على أنها تعرضت للتمييز، تعمل اليوم على مستوى عالٍ في المجتمع المدني نظرا لاحتفاظها بصلات مع جماعة الإخوان.