«السادات كان بطل أحلامي».. اعترافات جيهان السادات
"لم يستطع أنور السادات أن يستعيد هويته وأن يعود إلى بيته إلا بعد أن انتهت الحرب في عام 1945 وألغيت الأحكام العرفية، وبالطبع لم يكن البريطانيون ليسمحوا له بالعودة إلى الجيش، ولكن كانت أمامه فرص أخرى، ولقد كان بوسعه أن يعمل بالزراعة أو أن يحصل على وظيفة في القاهرة". هكذا تحدثت جيهان السادات في كتابها "سيدة من مصر" عن كواليس علاقتها بالرئيس "السادات".
وتحكي "جيهان" أن الرئيس "السادات" شكل تنظيميا سريا بهدف تخليص البلاد من الزعماء المصريين المتواطئين مع البريطانيين، وأقنع الآخرين بسحب تأييدهم، لكنه اعتقل بعد أربعة أشهر من ذلك بتهمة اغتيال عثمان، وقضى عامين ونصف في السجن في انتظار المحاكمة التي كانت تتابعها كل يوم، وكانت إدانته بتلك التهمة تعني الحكم عليه إما بالإعدام وإما بالأشغال الشاقة المؤبدة.
جسد "السادات" طموح وأحلام "جيهان" كانت تعتبره أرقى المثاليات، قالت "لقد استعاد كرامته، لقد أضحى كثيرا من أجل مصر، متحملا العقوبات التي يفرضها عليه البريطانيون دون أن يفقد شجاعته أو اقتناعه، وفي يوم نشرت إحدى الصحف صورة له و هو واقف في قفص المتهمين بقاعة المحكمة وتقول الجريدة، إنه كان يصيح قائلا: احكموا على بالموت، إذا رغبتم ولكن امنعوا النائب العام من أن يمتدح الاستعمار البريطاني داخل هذه القاعة المصرية الموقرة".
وبينما كان موعد النطق بالحكم يقترب، لم تكن "جيهان" تستطع النوم، أو تتذوق الفواكه أو الحلوى التي كانت تعدها بعد الفطار، تقول "فقد أصبح هذا الرجل متسلطا على كل كياني، وبينما كان أقراني من الفتيات يبهرن بنجوم السينما والمغنيين العاطفيين، كان أنور السادات بطل كل أحلامي، وهكذا كنت أصلي من أجل سلامته، وفي يوم النطق بالحكم: يارب إذا برأته المحكمة وأنقذت حياته، فإنني أتعهد بأن أصوم شهرا آخر شكرا لك".
وتوفيت السيدة جيهان، قرينة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بطل الحرب والسلام، اليوم الجمعة، عن عمر ناهز 87 عامًا.
ونعت رئاسة الجمهورية ببالغ الحزن والأسى السيدة جيهان، التي قدمت نموذجًا للمرأة المصرية في مساندة زوجها في ظل أصعب الظروف وأدقها، حتى قاد البلاد لتحقيق النصر التاريخي في حرب أكتوبر المجيدة الذي مثل علامةً فارقةً في تاريخ مصر الحديث، وأعاد لها العزة والكرامة.
وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارًا بمنح السيدة جيهان السادات وسام الكمال، مع إطلاق اسمها على محور الفردوس.
