باحثة: «آبى أحمد» وظف الأزمات والصراعات الداخلية في ملف سدّ النهضة
قالت نسرين الصباحي، الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، إن رئيس الوزراء الأثيوبي، "آبى أحمد" عمل على استغلال الصراعات والأزمات الداخلية لخلق عدو خارجي في ظل فشله في إدارة البلاد؛ إذ كان جيش تيجراي يُسجل انتصارًا تلو الآخر، ويسيطر الآن على العاصمة ميكيلي ومعظم المناطق الإدارية في تيجراي، ومع ذلك، فإن توظيف "آبى أحمد" لأزماته الداخلية في أزمة سدّ النهضة ومُحاولة خداع المجتمع الدولي للاعتقاد بأنه صانع السلام من خلال إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد، لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، وتَجلي ذلك في مجموعة من الادعاءات الواهية لآبى أحمد.
وأكدت الباحثة في تصريحات لـ"الدستور"، أنه فى هذا السياق، أشار بيان التيجراي بشأن شروط وقف إطلاق النار مع الحكومة الفيدرالية، وفى نص البيان، "شعب وحكومة تيجراي مُستعدون دائمًا لحل التحديات بالوسائل السلمية، وكان "آبى أحمد" الذي أغلق كل السُبل السلمية، حيث بدأت هذه الحرب الدموية لإبادة شعب تيجراي، والتي أُجبرنا على المُشاركة فيها لضمان بقائنا، ولم تكن الحرب خيارنا الأول ولم تكن كذلك أبدًا".
وأشارت إلى أن شعب تيجراي تعرض لجرائم مروعة يكاد يكون من المستحيل تخيل حدوثها مثل الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، واستخدام الجوع كأداة أساسية للحرب، والعنف المروع القائم على النوع الاجتماعي،فلم يُعالج "آبى أحمد"، ظروف المجاعة ونفت الحكومة الإثيوبية مسؤوليتها بعد اتهامها بهدم الجسور لمنع وصول المساعدات الإنسانية في إقليم التيجراي، حيث أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 400 ألف شخص في منطقة تيجراي يعيشون بالفعل في ظروف مجاعةواقتراب 1.8 مليون شخص من المجاعة.
وأضافت في تصريحاتها، أن "آبى أحمد" استخدم عمدًا سلاح التجويع في الحرب وجرائم الإبادة الجماعية، وكذلك أدوات التخريب الاقتصادي، وقطع خطوط الإمداد والطرق لحصار المناطق من الوصول إلى التفاعلات التجارية مع المناطق الإدارية الأخرى في إثيوبيا. وبعدها تُعلن الحكومة الإثيوبية وقف إطلاق النار في إقليم التيجرايلخداع المجتمع الدولي بمُحاولاتها البناءة تجاه صنع السلام وإنهاء الأعمال العدائية، ومُحاولة توظيف أزماتها وصراعاتها الداخلية لصنع عدو خارجي، ولكنّ، الوضع الإنساني وجرائم الحرب والإبادة الجماعية والتطهير العرقي في البلاد، تكشف زيف هذه الوعود الفارغة.
وفيما يتعلق بملف سدّ النهضة، أشارت "الصباحي" إلى أن مصر تُطالب بالسلام وحريصة على التوصل إلى حلول سلمية، ولكنها في النهاية لن تفرط في نقطة مياه واحدة من خلال وضوح الموقف المِصري أمام المجتمع الدولي في ظل سعيها وجهودها الحثيثة للإجراءات السلمية من أجل حل هذه الأزمة في إطار حوار ثلاثي، ولكنّ إثيوبيا تُحاول الاختباء وراء مُشكلاتها الداخلية، وكل أجهزة الدولة المِصرية لديها القدرة للدفاع عن حقوق ومصالح مِصر المائية وشعبها، وهذه القضية مسألة وجودية لا تهاون فيها، وجميع الخيارات مفتوحة للحفاظ على حقوق مِصر المائية.