«نواحي البطرخانة».. كتاب يجسد جوانب غير نمطية لحياة المسيحيين في مصر

"نواحي البطرخانة"، مكانٌ ما رسمه وبناه الكاتب في خياله بتفاصيل إنسانية كاملة، وأدخلنا من خلال سلاسة السرد ورشاقة الكتابة في هذا المكان لنعيش بين أبطاله، ونندمج مع قصصهم المتصلة المنفصلة لنستكشف معه حياة وعادات وتقاليد وفكر وثقافة مجتمع بصعيد مصر غالبيته العددية من الأقباط المسيحيين الذين يعيشون جنبًا إلى جنب مع إخواتهم المسلمين.  

"نواحي البطرخانة"، كتاب صدر حديثًا من دار "حروف" للنشر والتوزيع للكاتب مينا عادل جيد، ويُعرض حاليًا في معرض الكتاب الدولي في نسخته ال52.

الكتاب ليس التجربة الأولى لمينا في نقل رؤيته وتجربته الخاصة عن الأقباط المسيحيين في مصر. فقد سبق وألف كتابه "كنت طفلاً قبطيًا في المنيا" في عام 2020، الذي صدر العام الماضي من مؤسسة مجاز الثقافية، واستخدم فيه المنهج الأنثروبولوجي (علم الإنسانيات) ليُقدم سيرة ذاتية له ولأسرته في المنيا من عام 1993 إلى 1999، أيّ بين عُمْر 3 ل 9 سنوات. 

وفي تصريحات خاصة لـ"الدستور" قال مينا عادل، إنه في "نواحي البطرخانة" حلَّق خارج حدود ذاته وفكك أفكاره وأفكار المجتمع الذي عاش فيه في قالب سردي قصصي شيّق، يختلف تمامًا عن الصورة النمطية التي اعتادنا عليها لشخصية القبطي المسيحي، في السينما والدراما المصرية. 

وأوضح الكاتب أن أبطال "نواحي البطرخانة" ليسوا شخصيات كاريكاتورية، يتحدثون بلغة خاصة ولهجة مختلفة، أو يسلكون سلوكًا معينًا، أو يمتهنون مهنًا بعينها، بل هم أشخاص طبيعيون، أنماط متنوعة ومتباينة من البشر، فيهم الصالح والطالح، النافع والمضر، ذو الفكر السوي والمتشدد.

يمزج الكاتب في قصصه بين أحداث خيالية تستثير الخيال وأحداث حقيقية عشناها عبر الأعوام الثلاثين الماضية، ولكن بعدما حرر تلك الأحداث من زمانها ومكانها وشخصياتها الحقيقية. 

وخصَّ مينا "الدستور" بأمثلة حصرية من داخل الكتاب، فقال إنه تناول في قصصه أحداث هامة شغلت المجتمع وأحدثت جدلاً واسعًا في الشارع المصري بأكمله، كقضية الأطفال الذين هاجروا خارج مصر بعدما حُكِم عليهم بالحبس مدة 5 سنوات بسبب المسرحية التي مثلوا من خلالها ذبح داعش للأقباط، وقضية نقل عدوى "فيروس كورونا المستجد" من خلال تناول المصلين من معلقة "المستير" في القداس الإلهي. ولكن بعد تغيير بعض التفاصيل الزمنية والمكانية والاسمية للأحداث.

الجدير بالذكر أن الكاتب مينا جيد هو من مواليد محافظة المنيا عام 1990، وقد تخرج من كلية الآداب قسم الإعلام بجامعة المنيا، حصل على دبلوم الدراسات العليا في التنمية الثقافية بجامعة القاهرة. 

كتب مينا للعديد من الصحف والمجلات والمواقع المصرية أخرهم كانت جريدة الأهرام ويكلي، وعمل معدًا لعدد من البرامج التلفزيونية الشهيرة، كما كتب السيناريو لأكثر من فيلم وثائقي وروائي قصير.