«ليفربول.. المدينة والفريق».. أبرز إصدارات دار العربي في معرض الكتاب
بالتزامن مع فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، والمقام حاليا بأرض المعارض في التجمع الخامس، وتستمر حتى منتصف شهر يوليو الجاري، طرحت دار العربي للنشر والتوزيع، عددا كبيرا من الكتب الجديدة التي تتناول كافة مجالات المعرفة، ومن بينها كتاب نوعي جديد عن الروائي نجيب محفوظ، تحت عنوان "الصحفي في أدب نجيب محفوظ" من تأليف دكتور محمد حسام الدين إسماعيل.
ويعالج هذا الكتاب الذي يعد دراسة جريئة في علم اجتماع الأدب صورة الصحفي في جميع أعمال نجيب محفوظ من روايات وقصص قصيرة بدءا من رواية (القاهرة الجديدة) التي صدرت عام 1945 وحتى آخر المجموعات القصصية (أحلام فترة النقاهة: الأحلام الأخيرة) التي صدرت عام 2015 بعد مرور تسع سنوات على وفاة الروائي العظيم.
ويقدم الكتاب صورا للصحافة والصحفيين أقرب للواقعية وأعمق بكثير مما تقدمه معظم الدراسات الأكاديمية الإعلامية؛ لأن الأدب نوع كتابي عنده من الحرية أكبر من هذه الدراسات بما لا يقارن، مقدما رؤى جزلة ثاقبة عن هؤلاء الذين يُحبون أن يَسألوا لا أن يُسألوا.
ويرصد المؤلف دور الطبقة الاجتماعية التي ينتمي لها الروائي الكبير في التأثير على ثقافته ومن ثم تحديد اختياراته في الحياة ورؤيته للعالم، والتي تنعكس في تحديد أولويات ما يناقشه حين تعرضه للصحافة والصحفيين، وكذلك المحددات النفسية والاجتماعية التي يبرزها لنماذجهم التي ما زالت حية بيننا حتى الآن.
ــ "البيئة لغز المستقبل" وبعنوان جانبي: ذوبان الجليد وغرق العالم، من تأليف أندري سنار ماجنسون، وترجمة سيد عمر.
في هذا الكتاب، يحكي "أندريه سنار ماجنسون" عن الطبيعة، والبيئة، والمياه، والأنهار، والإنسان. يحكي حكاية أنهار أيسلندا التي حيكت حولها الحكايات والأساطير الإسكندنافية، وعن الجبال الشاهقة التي تنبثق منها أنهارًا ظلت تجري من قمتها لمئات بل للآلاف السنين ولم تتأثر، حتى بدأ الإنسان يكتشف قوته الجديدة؛ الثورة الصناعية. من هذه النقطة في التاريخ، تأخذ الحكاية منحى مختلف، فنذهب إلى التبت وأنهاره المقدسة التي بدأت تجف رويدًا رويدًا، وإلى الاحتباس الحراري الذي يتسبب في ذوبان ثلوج القطب الشمالي والبحيرات التي ظلت متجمدة لسنين طويلة، وبدأت تعود لحالتها السائلة، وارتفاع مستوى البحار، وما تهدد به من فيضانات وغرق لمدن كثيرة.
ثم يتنبأ "ماجنسون" بالمستقبل، ويحاول تخمين ما ستكون عليه حياة أولادنا بعد مئة عام من الآن. هل سيجدون مياهًا صالحة للشرب؟ أم أن البحار ومياهها المالحة هي التي ستسود الأرض؛ أم أن الكوكب الأزرق لن يصبح كذلك، وسيستحيل لونه أصفر أو أي لون آخر غير ذلك الذي ميزه منذ نشأ.
إن هذا الكتاب هو رحلة تؤرخ لحياة الأنهار الجليدية، ولمراحل تحولها منذ مئة عام مضى وحتى مئة عام في المستقبل.
ماركيز كما لم تره من قبل، في كتاب لــ كونراد زولواجا بعنوان "ماركيز ..لن أموت أبدا"
إن "ماركيز" لم يكن مجرد كاتب فاز بجائزة نوبل في الأدب، بل هو أكثر من ذلك. كان ظاهرة مرت بالعالم وأثرت فيه بقوة وتركته يحمل علاماتها حتى يومنا هذا، وعلى الأرجح في المستقبل البعيد.
وعلى غير ما هو معتاد في معظم ما نُشِر عن "ماركيز"، سيحكي هو عن نفسه، عن ذكريات طفولته، وكل ما مر به منذ أن كان في بيت جدته وجده وكيف نشأ هناك، وحتى رحلته في كتابة أشهر رواياته وقصصه التي نُشِرت، مثل "خريف البطريرك"، و"في ساعة نحس"، و"الحب في زمن الكوليرا"، وبالطبع أشهرها "مئة عام من العزلة". مثلًا سنعرف أن روايته الأشهر تلك ليس لها نص أصلي بسبب عدد المسودات التي كتبها "ماركيز" لخوفه من أن تضيع منه.
سيحكي عنه كذلك أصدقاؤه، مثل "خوليو كورتاثر"، و"فوينتس"، و"ماريو بارجاس يوسَّا"، و"خوان رولفو"، وغيرهم من مؤلفين أمريكا اللاتينية المشاهير، وحتى "ميلان كونديرا" سيكتب عنه وعن قراءته للنسخة غير المحررة من الترجمة التشيكية لـ"مئة عام من العزلة".
ــ "ليفربول .. المدينة والفريق" من تأليف طارق الجويني
وعن الكتاب يقول الناقد محمود عبد الشكور: ليست لدينا كتب كثيرة تتعامل مع كرة القدم بهذا المنهج الذي قدمه هذا الكتاب الممتع، وأعني بذلك أن تبدو اللعبة وأبطالها كدراما إنسانية متكاملة، وأن ننطلق من الرياضة الى قراءة التاريخ والظروف الإجتماعية والإقتصادية، أي باختصار أن تكون كرة القدم جزءا من الحضارة الإنسانية بكل جوانبها المعقدة والمتشابكة.
يتابع موضحا: ما إن بدأت في قراءة كتاب "ليفربول .. المدينة والفريق"، حتى تبينت هذا المنهج المميز في كل صفحاته، فالمعلومات التفصيلية حاضرة وغزيرة، عن مدينة ليفربول، وناديها الكروي الشهير، الذي أحبه المصريون بدون شروط مع انتقال محمد صلاح، لكن هذا ليس كل شيء، وإنما تكتب الحكايات وتسرد بطريقة درامية شائقة، تستقصي التاريخ، وموسيقى البيتلز، وكواليس النجاح والفشل، وطرق الإدارة والتدريب، وعلاقة الجمهور باللعبة، وظاهرة العنف والشغب، حتى عندما يتحدث طارق الجويني عن شخصيات بارزة مثل محمد صلاح أو يورجين كلوب، فإنه يرسم بوتريها إنسانيا للشخصية، وليس كرويا فقط، الجانب الإقتصادي أيضا في قلب الصورة، وفي النهاية نحن في مدينة كاملة، ولسنا داخل الملعب، أو في حجرات الملابس فقط.
ويؤكد: لا توجد رياضة خارج مكانها وزمانها وظروف عصرها، هذا ما يؤكده الكتاب، وما تترجمه السطور والصفحات، لذلك سترى مدينة ليفربول حية ونابضة، وستقرأ عن أفراد فريق البيتلز الذين خرجوا منها، وستعرف قصة بناء ملعب ليفربول، وسر نشيده الذي يردده جمهوره، مثلما ستتعرف بالتفصيل عن حكايات أبرز المدربين، لحظات التفوق والإنكسار، وأوقات الهزيمة. من أمتع فصول الكتاب ذلك الجزء عن تحليل ظاهرة الهوليجانز، وهم المشجعون الإنجليز الفتوات والمتعصبين، والذين اشتهروا بالعنف، والذين كانوا يعتبرون مباريات الكرة معارك بدنية دموية، وهناك أيضا مساحة لكوارث حقيقية، أدت الى مقتل العشرات، سواء في مبارة لليفربول في بلجيكا، أو مباراة أخرى في بريطانيا.السياسة كذلك لها حكايات، نقرأ مثلا عن مارجريت تاتشر وسر عدائها لليفربول، المدينة وجمهورها، وهي قصة غريبة تؤكد بأن كرة القدم صارت موضوعا له دلالات ثقافية واجتماعية وسياسية، بقدر ما له من دلالات رياضية."ليفربول.. المدينة والفريق" كتاب لايرضي هواة كرة القدم فقط، ولكنه يرضي أيضا هواة الدراما الإنسانية في صعودها وهبوطها، ويجعل الملعب باتساع الدنيا وحكاياتها، لأنه يتحدث عن البشر، عن الإنسان وراء اللعبة، مثلما يتحدث تفصيلا عن الكرة وعالمها الساحر.