الأدب الروسى المعاصر ندوة نقاشية مفتوحة بمشاركة وفد الكتاب والأدباء الروس
تستقبل قاعة الندوات التابع لــ"البيت الروسي" بالقاهرة٬ في مقره الكائن بشارع التحرير٬ في السابعة من مساء اليوم السبت٬ ندوة نقاشية مفتوحة تحت عنوان "الأدب الروسي المعاصر"٬ والتي يشارك فيها وفد الكتاب والأدباء الروس المشاركين في الدورة الثانية والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
ويدير اللقاء شريف جاد، مدير النشاط الثقافي بالبيت الروسي٬ ويشارك فيه كل من الكتاب والأدباء: ناتالي كورنوج٬ ديمتري سترينشيف٬ الدكتورة سامية توفيق٬ والدكتور محمد نصر الدين الجبالي٬ الملحق الثقافي السابق بسفارتنا في روسيا٬ وأستاذ اللغة الروسية وآدابها بجامعة عين شمس.
وبحسب الدكتورة مكارم العمري، عميدة كلية الألسن الأسبق، إن الأدب الروسي شاهد علي العصر٬ يتناول دراسات متفرقة خلال فترة السوفيتية، ويغطي قضايا منفردة في تاريخ تطور الأدب الروسي، تشمل أدباء مختلفين معظمها يتمحور عند بعض القضايا التي تتناول الأدب الروسي عقب الثورة الاشتراكية في السبعينيات.
ويتميز الأدب الروسي المعاصر بأنه مرآة حقيقية للواقع، وارتبط بالأحداث والنضال، فله احترامه بين القراء، حيث يتمتع الأديب بمكانة كبيرة في روسيا، فكلمة الأدب الروسي مؤثرة.
كما أن الأدباء الروس كانوا يعانون من المطاردة والزج في السجون والتعرض للمنفي، لأن الأديب كانت كلمته مسموعة، وتحت مجهر الحكام، وكان عليهم حصار ليس فقط في الفترة السوفيتية فقط وإنما قبل الثورة، و كذلك الحرب الروسية اليونانية.
بداية من القرن العشرين كان هناك تنوع كبير في الأدب قبل الثورة ووجود تيارات حداثة، وجمعيات أدبية متنوعة أثرت في الأدب الروسي. إضافة إلي أن مذهب الواقعية الإشتراكية بعد ظهوره تم الحصار علي الأدب الروسي وتحديد الأطر الخاصة بهذا المذهب جعل بألا يكون هناك نقد للواقع نهائيا وهذا يعتبر حصارا شديداً للأدب الروسي.
ويري الدكتور محمد نصر الدين الجبالي إن أهم الاتجاهات الأدبية المعاصرة في روسيا "ما بعد الحداثة" و يتمثل في إعادة تقييم المعايير الجمالية ومزج الأساليب واللغات والثقافات والاقتباسات الساخرة من التجارب الفنية العالمية. وعلي الرغم من أن الاتجاهات الحديثة في الأدب الروسي قد تخطت مرحلة ما بعد الحداثة وتمضي قدما إلا ان هذا الاتجاه ما زال صامدا وخاصة بين النخبة من المثقفين.
وتتمحور أهم الموضوعات التي يتناولها الكتاب الروس المعاصرون بين الحديث عن الأساطير (فلاديمير أرلوف وأناتولي كيم و أليكسي سلابوفسكي وفلاديمير سوروكين و تاتيانا تولستايا) أو تناول القرية الروسية (يفجيني نوسوف و فاسيلي بيلوف وفالينتين راسبوتين و بوريس يكيموف) أو الفانتازي (مانويل سيمينوف و سيرغي لوكيانينكو وميخايل اوسبينسكي) والمذكرات المعاصرة (يفغيني جابريلوفيتش و دافيد سامويلوف وليف رازجون)، بالإضافة إلى الأدب البوليسي الذي ما زال مزدهرا (ألكساندرا مارينينا وبولينا داشكوفا وبوريس أكونين).
وهكذا نخلص إلي أن الأدب الروسي المعاصر يعيش مرحله البحث عن الهوية ويحاول إثبات قدرات ومواهب الأدباء الجدد علي مواصله التقاليد العظيمة في الأدب الروسي وتحقيق اكتشافات إبداعية جديدة. كما يمكن القول أن وفرة الكتاب الشباب الواعدين يبعث علي التفاؤل بمستقبل الأدب الروسي خلال النصف الأول من القرن الحادي والعشرين.