ماذا قال «الشيخ الشعراوي» عن الاستعانة بالسحر؟
قال الشيخ محمد متولي الشعراوي إن الذي يستعين بالسحر إنما يستعين بقوة أكبر من قوة الإنسان واستعانته به تحدث خللاً في المجتمع البشري تمامًا كالذي يملك مسدساً وسط مجموعة من الذين لا يملكون سلاحاً فإن قوته تغريه على الظلم وعلى البطش.
وأضاف «الشعراوي» في كتابه «السحر والحسد» الصادر عن دار «أخبار اليوم»: «ولذلك فقد حرّم الله الاستعانة بالسحر واعتبره نوعاً من الكفر، لأن الساحر يعتقد أنه بذاته وعلمه يستطيع أن يسيطر على غيره في الكون، وإننا عند هذه النقطة قد وصلنا إلى أن هناك قوى خفية في الكون، وأن من هذه القوى السحر».
وتابع: «السحر ليس حقيقة ولكنه تخيّل لشيء غير واقع، والذي يُسحر هو أعين الناس، والسحر يدخل الرهبة في النفوس، ويجعلها تستسلم لما يريده الساحر، والساحر يستعين بقوى بحكم عناصر خلقها الله أكبر من قوة الإنسان وهم شياطن الجن».
قصة هاروت وماروت
وأشار الشيخ الشعراوي إلى أنه «إذا أردنا أن نبدأ قصة السحر، فلا بد أن نبدأها بالآية الكريمة: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) وهكذا نعرف من الآية الكريمة أن السحر أنزله الله على ملكين ببابل هما هاروت وماروت، والسحر فتنة تقود إلى الكفر، ولا يستخدم في النفع، ولكنه يستخدم في الضر، والتفريق بين المرء وزوجه، ومَن يستخدم السحر ليس له جزاء في الآخرة إلا النار، ومَن يعمل بالسحر تكون نهايته سيئة ويموت كافراً، ذلك ما قالته لنا الآية الكريمة إجمالاً عن السحر».