«القمار وإحراج نجيب محفوظ».. كواليس مثيرة من حياة الفنان عمر الشريف
كان الفنان عمر الشريف من أكبر لاعبي القمار في أوروبا وهو ما بدد أمواله مستقبلًا، لكنه لم يندم لأنه لم يكن يحب الأموال، بل كان يحب "القمار" من أجل الاستمتاع بالمكسب.
"لا أتعامل مع لعب الورق على أنه لعبة من ألعاب القمار، إنه رياضة للذهن والعقل، فأنا أمارسه على أنه لعبة دون النظر إلى المكسب المادي، فعندما أفوز أشعر بالتفوق"، هكذا تحدث الفنان عمر الشريف في حوار صحفي لمجلة "الموعد"1978، عن حبه للعب الورق" القمار" أو "البريدج".
- والدته سبب حبه للعب "البريدج"
و اشتهر عمر الشريف في أوروبا بأنه من المقامرين الكبار وقت إن كان أجره يتجاوز الـ750 ألف دولار فقد بدأ ولعه باللعبة منذ الصغر، منذ أن كان يرى والدته تنظم حلقات اللعب كل يوم في منزلهم، وكانت تفرح للغاية بالأموال التي تكسبها أثناء اللعب.
وبعدما سافر "الشريف" إلى أوروبا ليشارك في الأفلام العالمية، بدأ يمارس لعب الورق ليقتل أوقات الفراغ التي كانت ترهقه، خصوصًا بعدما انتهى زواجه من الفنانة فاتن حمامة، وعاش وحيدًا.
وأكد أنه لو لم يكن مواظبًا على لعب القمار لأصبح من أثرياء العالم، فضلًا عن أنه لم يكن يحب المال، فهو ينفقه ويبدده ليستمتع بحياته، يقول: "ربما كنت سأصبح من أغنياء العالم، لو استمعت لنصيحة والدي، ولم أتعلم طبائع والدتي".
- موقف محرج مع نجيب محفوظ في الأقصر
تعرض الفنان عمر الشريف، لموقف محرج في حفل أقيم بمناسبة إحياء ذكرى ضحايا مجزرة الأقصر في نوفمبر لعام 1997.
و حكى "الشريف" عن هذا الموقف، وقال،:" أن الدولة تحمست لإقامة مناسبة جنائزية تتذكر فيها ضحايا مجزرة الأقصر في نوفمبر 1997، وكان المكان الوحيد المناسب هو معبد حتشبسوت نفسه، حيث وقعت المجزرة".
وأضاف " الشريف":"وسط الإجراءات الأمنية المشددة لإقامة المناسبة، كان مقررًا أن يسجل أديب نوبل نجيب محفوظ كلمة تذاع في الحفل على أن يقوم عمر الشريف بترجمتها إلى أكثر من لغة يجيدها، لكن موظف الإذاعة الذي حمل الشريط فشل في اختراق حواجز الأمن المتتالية فلم يصل إلى مكان الحفل، وكان البديل أن يلقي عمر الشريف ترجمة للكلمة دون إذاعتها، لكنه اكتشف أن الترجمة مكتوبة بخط صغير، وأنه لا توجد منصة يقف أمامها ولا مصباح كهربائي قريب منه، وشعر بأن العرق يبلله تماما لكنه تصرف وأنقذ نفسه من الموقف، وألقى الكلمة ببراعته كممثل.
وكان حادث الأقصر قد وقع في 17 نوفمبر 1997، وكان عدد الذين سقطوا من السياح 58 قتيلا وعدد الجرحى 26، ففي التاسعة إلا الربع من صباح ذلك اليوم هاجم 6 رجال مسلحين بأسلحة نارية وسكاكين متنكرين في زى رجال أمن مجموعة من السياح كانوا في معبد حتشبسوت بالدير البحري، وقتلوا 58 سائحًا في خلال 45 دقيقة، وكان مرتكبو الحادث وفق التحريات الأمنية من المنتمين للجماعة الإسلامية، وكان من تداعيات المذبحة أثر بالغ السوء على السياحة في مصر.