«فوضى انتهت بانتصار الشعب».. حكايات من دفتر ثوار «30 يونيو»
قبل ثماني سنوات خرج المصريون في مظاهرات عارمة عمّت الميادين والشوارع للمطالبة برحيل محمد مرسي وجماعة «الإخوان» الإرهابية عن حكم مصر، لما عانوه في كثير من مجالات الحياة.
وفي الثالث من يوليو 2013، تحقق المطلب الشعب بعزل «مرسي» عن كرسي الرئاسة، ليعلن بعدها وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي (آنذاك) استجابة القوات المسلحة المصرية لمطالب الشعب المصري بعد محاولات عدة لدعوة جماعة «الإخوان» للتراجع عن المسار الخطير الذي تنتهجه.
في السطور التالية تحدثت «الدستور» مع عدد من المواطنين ممن شهدوا ثورة 30 يونيو منذ بداية الخروج في المظاهرات وحتى الإعلان عن الانتصار لإرادة الشعب في رحيل «الإخوان» من الحكم.
نورا كمال: خرجنا حاملين بطاقات «ارحل» حتى انتصرنا
البداية كانت مع نورا كمال، سيدة ثلاثينية، التي أعربت عن فخرها وسعادتها لكونها واحدة من الشهود على هذا اليوم، الذي وصفته بـ«العظيم»، فقد كانت كبوة كبيرة وقعت فيها مصر مع تلك الجماعة.
وعن يوم 30 يونيو، تروي «كمال» لـ«الدستور» أنها تقطن إلى جوار قصر الاتحادية في مصر الجديدة، وقبيل اليوم الموعود كانت تسير مع أصدقائها حاملة أعلام مصر وبطاقة مكتوب عليها «ارحل»، وفي يوم 30 يونيو لم تترك الشارع حتى الفجر.
محمود علي: «مرسي» واجه المتظاهرين بالرصاص الحي مثل «مبارك»
يقول محمود علي، رجل أربعيني، إنه يفخر بمشاركته في يوم 30 يونيو، وقرر ذلك لأنه رأي أن نظام «مرسي» استخدم أساليب «مبارك» في استخدام الرصاص الحي لمواجهة المتظاهرين، وترك متطرفين يهاجمون القنوات الفضائية ويكفّرون مَن يعملون فيها، كما ساءت العلاقات بين مصر ودول الجوار، وأصبح «مرسي» يتودد فقط إلى قطر وتركيا، فحكمه لم يكن سوى فوضى كان يجب أن تتوقف عند هذا الحد، لهذا اتخذ قرار المشاركة مع القوى الوطنية في هذا اليوم.
ويروي «علي» لـ«الدستور» أن المسيرات وقتها بدأت منذ 27 يونيو، حيث شارك منذ ذلك اليوم مع أقرانه سيراً على الأقدام من شارع الهرم وحتى ميدان التحرير، مرددين هتافات «يا مرسي قول لبديع مصر بلدنا مش هتضيع»، واستمر ذلك إلى أن تحقق المراد واحتشد الجميع في الشوارع المصرية منذ 30 يونيو، وحتى إعلان القوات المسلحة في 3 يوليو 2013 عن توليها شؤون رسم خارطة الطريق برئاسة المستشار عدلي منصور، رئيس المحكمة الدستورية العليا مؤقتاً لحين عمل انتخابات مدنية يكون للشعب الكلمة الأولى فيها ويختار مَن يراه يستحق قيادة بلده إلى أن جاء الرئيس السيسي وأحدث في البلاد نقلة كبيرة وفاق كل التوقعات التي وضعناها فيه.
عضو «الوطنية للصحافة»: كواليس 30 يونيو بدأت منذ أبريل 2013
وكان لنا حديث سابق مع الدكتورة فاطمة سيد أحمد، محررة عسكرية ورئيس تحرير جريدة «روزاليوسف» سابقًا، وهي الآن عضو بالهيئة الوطنية للصحافة ورئيس لجنة تقييم وتطوير الأداء الصحفي، حيث تذكرت معنا تلك الكواليس والتي بدأت منذ أبريل 2013.
تقول «أحمد»: «ظهرت أهداف الإخوان وخططهم الخفية للتنازل عن سيناء، وأيضاً كانت لهم محاولات لتمكين أفراد من حماس شراء أراضي سيناء، وذلك من خلال سرقتهم ماكينة عمل البطاقات الشخصية لاستخراج آلاف البطاقات لأفراد من حماس بالجنسية المصرية».
وتضيف: «القيادي الإخواني خيرت الشاطر أعد خططه الجهنمية الواحدة بعد الأخرى للتنازل عن أرض سيناء».