«موجة الحرارة وكورونا».. يتسببان فى وقف حال بائعى الذرة المشوى
في العديد من شوارع وميادين القاهرة، وخاصة بالقرب من مواقف السيارات، ينتشر باعة الذرة المشوي الجائلين في معظم أوقات العام، لكن يتكثف تواجدهم في فصل الصيف، حيث موسم زراعة ونضوج الذرة,
ويقف البائع أمام شوايته التي تنبعث منها الرائحة الشهية لتداعب أنوف المارين من حولها ويسيل لعابهم وكأنها تناديهم، وبحركة مستمرة يقوم بها البائع بتحريك مروحة من الريش يروض بها نارها المشتعلة لتزداد حرارتها وتطهي قناديل الذرة المتراصة فوق الشبكة الحديدية التي تفصل بينها وبين اللهب إلى أن يتم شويها ويقدمها لمريديها ساخنة.
هكذا هي العادة حيث ينجذب الكثير من المسافرين والقادمين من وإلى القاهرة للذرة المشوية، ويعشق تناولها شريحة كبيرة من المصريين باختلاف طبقاتهم، لكن مع اقتحام الموجة الحارة أجواء مصر في الأيام القليلة الماضية تحول الأمر إلى النقيض، فهجره الناس وأصبح البائع محاصرا بين حر الطقس وحر شوايته وقلة حيلته، في حالة ركود حركة البيع التي كانت تهون عليه الحر والوقوف لساعات طويلة ومجهوده المبذول.
هنا من أمام موقف عبدالمنعم رياض يقف "علي" موجهًا الهوّاية المخصصة للتهوية على الفحم لوجهه يرطب عليه من شدة الحر، وغطاه العرق وخيم على ملامحة الحزن من ركود البيع، حيث يقول: "أعمل ببيع الذرة المشوي منذ 3 سنوات وهو من الأطعمة المفضلة لدى الأطفال والكبار فهو ذو مذاق مختلف وسعر بسيط، لكن منذ مطلع الأسبوع الجاري وازدادت درجة الحرارة بشكل كبير واجهت حركة بيع الذرة ركودا كبيرا بسببها، وهو ما أدى إلى وقف حالنا، حيث لا يطيق المواطنون تناوله في ظل هذه الحرارة المرتفعة، مشيرا إلى أن انتشار فيروس كورونا كان له أيضا يد في تحجيم المبيعات وذلك بسبب خوف المواطنين من تناول الطعام خارج المنزل فضلا عن فترة الحظر وتقليل العمالة وغيرها".
وأشار إلى أنه لا يعمل بمهنة غيرها فهو منذ أن انتهي من تعليمه بحصوله على شهادة الدبلوم (مؤهل متوسط) منذ ثلاث سنوات ولم يجد سوى هذه المهنة ليعمل بها، وهي كانت ذات مردود جيد عليه قبل أن ينتشر الفيروس المستجد، ورغم كون فصل الصيف هو موسمه، إلا أن المواطنين يفضلون تناوله في فصل الشتاء فمنه مأكل ومنه يتدفئون به، لكن بعد ارتفاع الحرارة توجهت الدفة نحو المشروبات الغازية والعصائر المثلجة والمرطبات.