مزارعو المانجو يصرخون من «الهباب الأسود».. و«الحر» المتهم الأول في الأزمة
تعددت الشكاوى من قبل مزارعي المانجو، من تهديد مرض "الهباب الأسود" لإنتاجيته هذا العام، لما يمثله هذا المرض من خطورة على تلك الفاكهة واسعة الجماهيرية، وتسببه في إفسادها.
الحاج إبراهيم محمد أحد مزارعي المانجو بمحافظة الإسماعيلية، أوضح أن الخسائر تتعدى الـ80% في إنتاج محصول المانجو، لافتًا إلى أنه منذ حوالي ثلاث سنوات تعاني إنتاجية المانجو من الانهيار الشديد، وذلك بسبب مرض الهباب الأسود.
ولفت إلى أن مزارعي المانجو حالياً يفكرون جدياً في تغيير نشاط زراعتهم لأي محصول آخر، مضيفًا:"شجرة المانجو واقفة بخسارة علينا، فالشجرة الواحدة من محصول المانجو تتكلف الكثير من الأموال".
ولفت إلى أن تكاليف الأسمدة والكهرباء والعمالة والمبيدات جميعها قد ارتفعت بشكل كبير، ما يوضح مدى الخسارة التي يتكبدها الفلاح حالياً اثناء زراعته للمانجو.
الإهمال
وأشار إبراهيم سليم أحد مزارعي المانجو في محافظة الإسماعيلية، إلى أن المتسبب في مرض "الهباب الأسود" في المقام الأول هو إهمال بعض الفلاحين للأرض وعدم "العزق" الصحيح لها موضحاً أن عدم رش المبيدات في موعدها، وعدم استخدام الأسمدة المناسبة من قبل بعض الفلاحين يجعل الأرض عرضة لذباب الفاكهة الذي ينقل الفطريات والبكتيريا بين النباتات، ومن بينها ذلك الفطر الأسود في النبات.
ولفت إلى أن العدوى قد تنتقل من أرض مصابة ومهملة إلى أرض سليمة عن طريق عدة وسائل من بينها الذباب، ولكن الإصابة في الأخيرة تكون أقل ضرراً، مرجعًا السبب وراء زيادة إصابات محصول المانجو بالهباب الأسود يرجع في المقام الأول إلى إهمال الفلاح لأرضه، نافياً أقوال البعض بأن هناك نقصاً في الأسمدة اللازمة، والمبيدات حيث قال أن الجمعيات الزراعية متاح بها تلك الأسمدة والمبيدات التي يحتاجها كل مزارع حسب مساحة الأرض التي يزرعها، ونوع المحاصيل بها.
ونوه بأن الحديث عن الخسارة في محصول المانجو من عدمه ما زال أمراً مبكراً، فلا يمكن أن تظهر مؤشرات المكسب أو الخسارة حالياً، فالتوقيت الطبيعي لجني محصول المانجو هو من 20/7 إلى منتصف شهر 8، ويعد المحصول المجني قبل ذلك هو إما نتيجة مخصبات تجعله ينمو سريعاً أو نتيجة جني البعض للمحصول وهو مازال أخضر لتخزينه في الخارج.
الخبير الزراعي: مرض خطير ويهدد المحصول
أوضح الدكتور سيد فرج الخبير الزراعي، أن العفن الهبابي مرض خطير وكادت أن تصل أضراره إلى القضاء على ما يقرب من 50% من زراعات المانجو داخل محافظة الإسماعيلية وكذلك محافظة الشرقية، وغيرها الكثير من محافظات الدلتا وصعيد مصر.
ولفت إلى أن المرض زادت شدته نتيجة التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة عن معدلاتها الطبيعية هذه السنوات، بالإضافة كذلك إلى زيادة نسبة الرطوبة لزيادة التبخير بسبب تلك الحرارة.
وألقى فرج باللوم كذلك على بعض المزارعين، موضحاً أن البعض منهم سبب في تفاقم هذه المشكلة، نتيجة اعتمادهم على أسلوب الزراعة المكثفة والتحميل على الأشجار بأشجار أخرى، وذلك طمعاً فى زيادة غلة المحصول الأمر الذي وصفه خلق حالة من التزاحم بين الأشجار على حساب التهوية والإضاءة، وذلك بالإضافة إلى إهمال عمليات التقليم الدورية والتي من شأنها فتح قلب الأشجار وتحسين التهوية ودخول الضوء إلى عمق الأشجار لتبديد الرطوبة والآفات الضارة التي تكمن داخل الشجرة.
وذكر أن الفطريات التي تسبب “العفن الهبابى” لا تعتبر فى حد ذاتها مسببات مرضية، لكن هيفاتها وأكياس جراثيمها السوداء تحجب الضوء عن الأوراق، مما يقلل من عملية البناء الضوئى، وبالتالى تقل كمية المواد الكربوهيدراتية التي ينتجها النبات، حيث إن الأوراق تعد المصنع الرئيسى لغذاء النبات،
ارتفاع درجة الحرارة السبب
وقال أسامة الجحش نقيب الفلاحين، إن درجة الحرارة المرتفعة بهذا الشكل الكبير والذي لم يسبق للبلاد التعرض لها من قبل-على حد قوله- هو السبب الرئيسي المسئول عن مرض الهباب الأسود الذي يصيب محصول المانجو، مضيفًا:"إحنا مش قادرين نتحمل الحر فما بالك بالنبات".
وتابع أن أغلب مزارعي المانجو هم كبار المزارعين بالأسواق، والذين لا يعتمدون فقط على التسويق المحلي بل على التصدير أيضاً، لذا فلديهم من الوسائل الكافية لمواجهة هذا المرض.
عضو مجلس النواب: تقاعس الجهات المسئولة عن توفير المبيدات الحشرية وغياب دور الإرشاد الزراعي وتوعية الفلاحين هي السبب
وتقدمت آمال رزق الله عضو مجلس النواب بطلب إحاطة، بشأن انتشار مرض الهباب الأسود الذى أصاب محصول المانجو، ووجهت اللوم لتقاعس الجهات المسئولة عن توفير المبيدات الحشرية وغياب دور الإرشاد الزراعي وتوعية الفلاحين.
وأكد أنها من أسباب انتشار مرض "الهباب الأسود" الذي التهم عشرات من حدائق المانجو المثمرة بقرى أبو دهشان والسبع أبار والسماكين بالإسماعيلية، وسط توقعات بضعف الإنتاج وخسائر بالجملة يواجهها الفلاحون خلال موسم 2021.
وتابعت أن محصول المانجو وهو المصدر الرئيسي للفلاحين بالإسماعيلية يتعرض للتدمير بسبب مرض الهباب الأسود وهو مرض يصيب الأشجار ناتج من انتشار حشرة المن وهي حشرة تترك سائل لزج عفن يتسبب في سد مسام الأوراث ويمنع عملية التمثيل الغذائي الضوئي وبالتالي يؤثر على عملية الإثمار وإنتاجية المحصول.
وأضافت أن المرض يقضي على شيحة الشجرة وعلى أزهارها حتى وصل نسبة الإزهار في نوع المانجو الزبدة صفر % داخل بعض الحدائق.
القضاء على الحشائش
من جهته قال المهندس محمود عبد القادر مدير عام المكافحة الزراعية بالإسماعيلية أنه يجب تقليل ارتفاع الأشجار، بحيث لا يزيد عن 5 أمتار لكي تسهل عملية المكافحة، مع القضاء على الحشائش الموجودة في البستان، لأنها مأوى للآفات والأمراض والحشرات الماصة، وعدم تحميل محاصيل أخرى أسفل أشجار المانجو.
الزراعة ترد
كما ردت مديرية الزراعة على بعض الاتهامات الموجهة إليها بالتقاعس عن دورها في مواجهة مرض "الهباب الأسود" مع الفلاحين أن الوزارة نجحت في القضاء على المرض الذي كاد أن يقضى على المحصول لهذا العام التي تشتهر به المحافظة دون غيرها، وذلك من خلال عقد أكثر من 100 ندوة إرشادية وحقلية وتوفير الصابون الزراعي والزيوت المعدنية اللازمة لمكافحة المرض والحشرات القشرية والبق الدقيقي.
والمانجو تعتبر ملكه الفواكه ذات قيمه غذائية عالية ،والمساحة المنزرعة تصل إلى 289020 فدان، كما تعد المانجو ذات أهميه اقتصاديه كبيره وتحتل المرتبة الثانية في المساحة بعد الموالح، إذ تتركز زراعه المانجو في مصر في محافظة الإسماعيلية نحو107491فدانًا، ومحافظه الشرقيه27831 فدانًا والنوبارية 46853 فدانًا والسويس 15483 فدانًا والبحيرة 15368.