حكم الشرع في تخطى رقاب الناس وجمع الأموال بين خطبتي الجمعة
يحرص بعض المصلين على جمع الأموال بين الخطبتين للمرضى أو لبناء مسجد أو خلافه، وتعتبر من الأسئلة الشائعة التي حظيت باهتمام كبير في جروبات الفتوى عبر مواقع التواصل لمعرفة رأي الشرع فيما يقوم به الناس، وبالرجوع إلى دار الإفتاء أجابت على هذه الفتوى موضحة آراء الفقهاء في هذه المسألة.
«الدستور» ترصد خلال السطور القادمة رأي الشرع على جميع المذاهب الأربعة في جمع الأموال بين الخطبتين.
حكم الشرع في جمع الأموال بين الخطبتين
وقالت دار الإفتاء إنه لا يجوز تخطى رقاب الناس الجمعة على تفصيل في المذاهب، لافتة إلى أن الحنفية قالوا تحطى الصفوف يوم الجمعة لا بأس به بشرطين: الأول: أن لا يؤذي أحدا به بأن بطأ ثوبه أو يمس جسده، والآخر أن يكون ذلك قبل شروع الإمام في الخطبة، وإلا كره تحريما، ويستثني من ذلك ما إذا تحظى لضرورة، كأن لم تجد مكانا يجلس فيه إلا بالتخطى، فيباح له حينئذ مطلقا.
أشارت الإفتاء إلى أن الشافعية قالوا تخطى الرقاب يوم الجمعة مكروه، وهو أن يرفع رجله ويخطى بها كنف الجالس أما المرور بين الصفوف بغير ذلك فليس من التخطى.
وتابعت "الحنابلة قالوا: يكره لغير الإمام والمؤذن بين يدي الخطيب إذا دخل المسجد لصلاة الجمعة أن يتخطى رقاب الناس إلا إذا وجد فرجة في الصف المتقدم، ولا يمكنه الوصول إليها إلا بالتخطى، فإنه يباح له ذلك.
أما المالكية قالوا يحرم تخطى الرقاب حال وجود الخطيب على المنبر ولو كان لسد فرجة في الصف، ويكره قبل وجود الخطيب على المنبر إن كان لغير سد فرجة ولم يترتب عليه إيذاء أحد من الجالسين، فإن كان لسد فرجة جاز.
أوضحت الدار أنها تأخذ بالرأي الأخير، وترى أن جمع الأموال في المسجد الجمعة حال وجود الخطيب على المنبر أمر غير جائز شرعاً، لأنه فيه تخطى الرقاب وانشغال الحاضرين لسماع الخطبة عن سماعها، وكلامها أمر منهى عنه شرعا.