«أحلام منسية» دراما توثيقية حياتية لدعم مرضى الفشل الكلوي
من عروس البحر المتوسط لمدينة أسوان بصعيد مصر جمع عمرو إسماعيل بطل الحكاية، أحلامه وأحلام زملائه من داخل وحدات الغسيل الكلوي ليعرضها للمجتمع من خلال مسرح مهرجان أسوان الدولي في دورته الحالية.
"نفسي ابقى زي الحمام... ابقى حر" كانت هذه أول كلمات استطاعت أن ترسم أحلام عمرو اسماعيل بطل الفيلم في خلال ٩٠ دقيقة قد يستطيع بطل الحكاية ان يضحكك ويبكيك، ان يجذب انتباهك في كل مشهد دون لحظة إغفال يدخلك معه في تفاصيل حياة مرضى الفشل الكلوي من معاناة طبية ومجتمعية ايضا، من خلال فيلم أحلام منسية.
- مجتمع منفصل
كسر الحاجز النفسي المجتمعي كان هدف بطل الفيلم، فيقول عمرو إسماعيل بطل الفيلم، إن هناك شعورغ دائغم لدى مرضى الفشل الكلوي بإنهم مجتمع منفصل داخل المجتمع العام، وهذا شعور له إساس نفسي من طريقة التعامل معنا.
يواصل اسماعيل، إن هناك نظرة دائمة للشباب المصابين بالفشل الكلوي انهم غير قادرين على تحمل المسؤولية الحياتية او ليس لديهم القدرة على الإنجاب او المشاركة في الحياة العملية المهنية، وبالنسبة للفتايات بأنهن غير قادرات على إقامة حياة اسرية.
ويؤكد إسماعيل، أن كل هذه مفاهيم مجتمعية مغلوطة تجاه حياة مرضى الفشل الكلوي، فهم أشخاص لديهم حياة طبيعية كاملة ولكن فقط تتوقف لمدة ٤ ساعات بمعدل ٣ مرات أسبوعيا للغسيل الكلوي وتكون هذه بمثابة تأشيرة إكمال لحياتهم بشكل طبيعي جدا.
وهذا ما وثقته كاميرا الفيلم من خلال رصد مراحل حياتية حقيقية في رحلة المرض لبطل الفيلم استغرقت ٤ سنوات منذ عام ٢٠١٧، فأحداث الفيلم ليست درامية او من وحي خيال المؤلف ولكنها توثيقية لاحداث حقيقية من داخل وحدات الغسيل الكلوي وخارجها.
ففي حصيلة تصويرية بلغت الـ ٥٢ ساعة مابين لحظات حياتية سعيدة وحزينة وأخرى يزينها الانتصار والإنجاز، بلورت مخرجة الفيلم الحكاية في ٩٠ دقيقة فقط بعنوان احلام منسية.
فاختيار اسم الفيلم التوثيقي كان له مغزى يعبر عن أحلام مرضى الغسيل الكلوي المنسية والمسلوبة من بين أيديهم لتصبح مقيدة بمعتقدات مجتمعية مغلوطة تحرمهم من عيش حياتهم الطبيعية.
- بداية الرحلة
بدأت رحلة بطل الفيلم المرضية منذ عام ٢٠١٥، لتأخذ حياته منعطفا صحيا آخر، نتيجة اعتراض مرض الفشل الكلوي مسيرة حياته ويصبح رفيقه في كل تفاصيل حياته.
ليبلغه الطبيب المعالج "يا الغسيل، يا الزرع الكلوي"، ليتأقلم "اسماعيل" مع الغسيل الكلوي معلقا "هما 4 ساعات لازم نهون على نفسنا علشان يعدوا".
- لحظات الموت
في رحلة بطل الفيلم لحظات مؤثرة تركت أثرها في حياته كما انها لم تترك عدسة الكاميرا الا بعد توثيقها، غيرت مساره الحياتي فبعد سنوات من خضوع اسماعيل، لجلسات الغسيل الكلوي، تقنعه خطيبته وأصدقاءه بضرورة إجراء عملية زرع كلي، وبمجهوداتهم اتحدوا سويا ليجمعوا مبلغ تكلفة العملية المالي وقدره 250 ألف جنيها.
وقبل دخول غرفة العمليات حرصوا على ملء قلب صديقهم بالفرحة، من خلال تخطيطهم لمفاجأة اقامة حفل شعري، يجمعون فيه كل أصدقاءه وأقاربه، بعد فتره غياب عن إلقاءه الشعر على المسرح دامت لـ 5 سنوات بسبب ظروفه الصحية.
مفاجاة أصدقاءه كانت بمثابة الانتعاشة - كما وصفها- معلقا:" ده كبير جدا جدا عندي ومش عارف اوصفه" واصفا اياهم بأنهم كنز رحلته التي صدقوه وأمنوا بموهبته، فجميعنا أصدقاء لأكثر من 5 سنوات وسعدت بحرص بعض أقاربي وأصدقائي الذين حرصوا على حضور الحفل على الرغم إننا لم نلتق منذ سنوات.
وكما كان للمقربين دور مؤثر في دعم بطل الفيلم نفسيا، كانت لغريب آخر لا يعرفه فضل بير عندما ساعده في تحقيق حلم من احلامه لأداء مناسك العمرة بكامل تكاليفها في وقت كانت معاناته النفسية بلغت اقصاها.
- حفلات خاصة لمرضى الفشل الكلوي
يحمل الفيلم أحلام مرضى الفشل الكلوي بين مشاهده الدرامية، ليعرضها أمام الجميع في أولى محطات المشاركة المهرجانية من داخل مهرجان أسوان الدولي في دورته الحالية.
ويواصل الفيلم عرضه فيما بعد من خلال حفلات عرض مخصصة لمرضى الفشل الكلوي، ليشعروا أن هناك من استطاع أن يعبر عن حياتهم ويظهر ما يشعرون به للجميع.
- ردود الأفعال
كان لرفقاء بطل الفيلم نصيب من أحداثه الدرامية، ولكن على الرغم من رغبتهم في كسر الحاجز المجتمعي تجاههم، كان هناك رفض من بعضهم من الظهور بشخصياتهم أمام كاميرا التصوير نتيجة الخوف المجتمعي الذي ترك اثره في نفوسهم، ليعلق اسماعيل "مينفعش نعيش منغلقين على نفسنا احنا جزء من المجتمع وغير منفصلين عنه".
لكن ردود الأفعال الإيجابية منذ الإعلان عن البرومو الخاص للفيلم خاصة من المقربين المعايشين لرحلة المرض يوما بيوم، كان لها أثر كبير في رفع معنويات فريق العمل، فالفيلم بمثابة دعم نفسي لمرضى الفشل الكلوي ورسالة دعم للمجتمع المحيط بحياتنا.
- فريق العمل
الفيلم من اخراج مروة الشرقاوي، مونتاج آية عبد الكافي، الانتاج لهيثم عبد الحميد، الموسيقى التصويرية فادي طوسون، مهندس الصوت خالد واكد، الجرافيك عمر حجازي.
- الحلم
"نفسي اعيش لحد ما اشوف تغيير" كان هذا حلم عمرو اسماعيل بطل الفيلم، مطالبا صناع الدراما بتقديم مزيد من الأعمال الفنية لدعم مرضى الفشل الكلوي، لدعمهم معنويا وللتثقيف المجتمعي بطبيعة المرض الصحيحة وكيفية التعامل الحياتي معهم.