كيف يؤثر استخدام السوشيال ميديا على حياة الفنانين بشكل سلبى؟
ما بين ليلة وضحاها تستطيع "السوشيال ميديا" التأثير على شخصيات كثيرة في المجتمع، ويمكن أن يكون التأثير إيجابيًا أو سلبيًا، وفي الحالتين تتأثر حالتهم النفسية.
وبالرغم أن أبرز سلبيات "السوشيال ميديا" أنها تمنع عملية الاتصال المباشر بين أفراد المجتمع، وخلق بعد اجتماعي يتزايد كلما تقدمت تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، إلا أن الأمر يختلف مع الفنانين، في الماضي كان التواصل الجماهيري مع الفنانين إما عن طريق الخطابات والأوتوغرافات والاتصال التليفوني للتعبير عن الإعجاب أو طرح بعض الأسئلة، أو ربما حالف المعجبين الحظ بالحصول على صورة موقعة من فنان.
رغم ذلك كان لدى الفنانين مضايقات بسيطة تتناسب مع ثقافة المجتمع في ذلك الوقت، عن طريق المعاكسات التليفونية، وكان ذلك الأمر المزعج للفنانين يجسد في السينما وكان يطلق على المتصل "المعجب الولهان أو الولهانة"، ويكتفي الفنان برفع سماعة الهاتف لفترة، ووصل الأمر إلى التطفل على منازل الفنانين وتهديدهم بالقتل كما فعل عزيز أو "مجنون سعاد حسني" بدافع الغيرة فور علمه بخبر زواجها من المخرج صلاح كريم.
أصبح التواصل الآن بين الفنانين والجمهور متميزًا وسريعًا من حيث العرض وتلقي ردود الأفعال، ولا تخلو تلك الردود من بعض الإساءات كالتطاول اللفظي، وقد يصل الأمر إلى التراشق بين الطرفين، الأمر الذي جعل بعض الفنانين يستعينون بأشخاص تتحمل مسؤولية صفحات التواصل الخاصة بهم.
هالة صدقة: البعض أساء استخدام السوشيال ميديا
وقالت الفنانة هالة صدقي إن "التواصل في الماضي مع الجمهور كان عن طريق الأوتوغرافات أو صور شخصية تحمل توقيع أرى أن السوشيال ميديا استطاعت أن تصل الجمهور بالفنان ومعرفة أخباره الفنية ومشاركته بعض اللحظات السعيدة أو الحزينة في حياته، وهذا الأمر إيجابي، ولكن هناك بعض الأشخاص أساؤوا استخدامها".
وأكدت هالة صدقي، في تصريحات لـ"الدستور"، أنه يمكن للسوشيال ميديا أن ترفع من شان فنان أو تدنو به إلى الهاوية، كما لاحظت في الآونة الأخيرة أمر غريب وهو أن شركات الإنتاج تختار الفنانين والفنانات عن طريق عدد المتابعين لصفحاتهم متجاهلين قدر موهبتهم الفنية التي لا تتناسب لإسنادهم أعمال البطولة، رغم أن لدينا فنانين كبار لا ينظر أحد لهم أو لموهبتهم العظيمة لماذا؟ لأن "السوشيال ميديا" قررت ذلك واستطاعت تغيير الخريطة، متابعة: "لا أفضل الاستعانة بأحد يدير صفحتي فيجب أن تكون الردود على الجمهور تعبر عن وجهه نظري وتحمل أسلوبي الخاص".
فريال يوسف: السوشيال ميديا وسيلة للمعاكسات والتنمر
فيما تقول الفنانة فريال يوسف إن "استخدام السوشيال ميديا يختلف من شخص لآخر سواء كان الغرض تسويقي أو معلوماتي أو خبري، كما أصبحت السوشيال ميديا وسيلة للمعاكسات والتنمر والانتقاد بشكل هجومي، ولكن هناك انتقاد بناء أسعد به وانتقاد هدام مجاني اتجاهله".
وأوضحت أن استخدامها "للسوشيال ميديا" معقول وليس بالضرورة مشاركة أحداث حياتها بشكل يومي كما يفعل البعض فيجب أن يكون لديها مساحتها الخاصة كإنسان ومشاركة الجمهور ما أريد".
وأضافت: كما ألاحظ أن هناك تقليد أعمى للغرب وهذا أمر سلبي و يمكن الندم عليه بعد فترة لأنه ليس نابعًا عن شخصية الإنسان الأساسية، من أبرز السلبيات أن الجمهور يعتقد أنه يستطيع التحدث مع الفنان و كأنه يعرفه بشكل شخصي وهذا خطاء، أصبحت الانتقادات منحصرة في الشكل و الملابس والحياة الشخصية، وذلك من خلال تعليقات مسيئة اراها لدى بعض الزملاء، أما عن الإيجابيات فنستطيع من خلالها التسويق للأعمال الفنية الجديدة، سوف افتقد "السوشيال ميديا" إذا اختفت لأنها تقربني من أشخاص أحبهم و تقلل المسافة الفعلية بيننا، ولكن يمكن تأقلم البشرية على ذلك، ويجب ان يكون التفاعل بشكل مباشر بين الجمهور و الفنان دون وسيط.
استشارى نفسى: السوشيال ميديا مهمة للفنان
وفي هذا الصدد يقول الدكتور إبراهيم مجدي، استشاري الطب النفسي، إن الفنانين يسعون إلى تحقيق الترند من أجل الشهرة ويغفلون أنهم نجوم ومشهورين بالفعل، يجب أن يظهر الفنان على "السوشيال ميديا" بشكل يتسم بالحكمة أو خفه الدم أو الأعمال الإنسانية وليس الدخول في اشتباكات تصل للصراعات.
وأكد "مجدي"، في تصريحات لـ"الدستور"، أن "السوشيال ميديا" مهمة للفنانين ولكن يجب أن تدار بشكل سليم ومحترف، وليس لدينا في مصر مؤسسات تصنع نجمًا.
فيسبوك: بداية "السوشيال ميديا" مع الفنانين من خلال فيسبوك والعلاقة غير المباشرة مع الجمهور من خلال طرح فيديوهات أو لايف، ولدى بعض الفنانين أشخاص أو شركات قائمين على صفحاتهم ولكن يمكن أن يواجه الفنان مشكلة وهي ظهور شخصية القائم على الصفحة بدلا من شخصية الفنان.
الإنستجرام: وهو لمن يحبون العرض والمظاهر، يتضمن عرض فيديوهات أو صور فقط وأشهر من استخدمت الإنستجرام الفنانة فيفي عبده من خلال الفيديوهات التي تطرحها، ويمكن للفنان إداره الإنستجرام بنفسه، والفنانات هن أكثر استخداما للإنستجرام و يوجهون انتقادات كثيرة وتصل للمشاكل في بعض الأحيان لأن الفنان محترف تمثيل وليس محترف في التعامل مع الجمهور.
التيك توك: بدأ التفاعل عليه بشكل ملحوظ من قبل الفنانين خلال جائحه كورونا ويمكن أن يتحول إلى تريند تستخدمه الصحف والمواقع.
تويتر: يتضمن الفنانين الأكثر ثقافة سواء كانت آرائهم سياسية أو حكم أو آراء في الحياة وهم الفئة الأكثر ثقافة من الفنانين وعددهم قليل ومن أبرزهم الفنان نبيل الحلفاوي والفنان خالد الصاوي والفنان أحمد حلمي والفنان فتحي عبد الوهاب.
الكلوب هاوس: فهو نظام قائم على الصوت وليس النص، مما يجعله يبدو وكأنه "بودكاست" تفاعلي أو مكالمة جماعية، يتفاعل عليه بعض الفنانين يستعرض أسلوبهم في عرض الكلام، ويستضيف بعض الصحفيين فنانين عليه وأصبح عليه تفاعل ملحوظ.
تتطلب إدارة "السوشيال ميديا" محترفين يجيدون التسويق الفني بالإضافة إلى مستشار إعلامي يوجهه الفنان بشكل سليم علي كيفية الرد على الجمهور، ومن أبرز الفنانين الذين يقعون تحت هذا الخطأ الفنان محمد رمضان يجب ان يستعين بمتخصصين لتوجيهه بشكل سليم على كيفية العرض والرد السليم على الجمهور سواء من خلال الفيديوهات التي يطرحها أو الكلمات المكتوبة ربما يحقق محمد رمضان انتشارًا كبيرًا ولكن يقابل هذا الانتشار خسارته لجمهور أكبر، أما جيل الفنانين الوسط ليس لديهم "سوشيال ميديا" ولكن لهم حساب خاص يقومون بإدارته بشكل شخصي.
