«مشكاة وقنديل».. إبداعات ورش الزجاج اليدوي شاهدة على التاريخ بأيادي «أسطوات مصر»
تعتبر صناعة الزجاج اليدوي من أقدم الصناعات الشاهدة على التاريخ منذ العصور القديمة، لاسيما صناعة قناديل ومشكاة الأنوار التي شهدت ازدهارا في العصر الإسلامي، فزينت المساجد واستخدمها السلاطين في قصورهم و نقشوا عليها أسمائهم و آيات الذكر الحكيم ولاتزال حتى الآن هي ثمة الأماكن الأثرية ذات الطابع الديني.
- أقدم ورش لصناعة الزجاج اليدوي في مصر
و دار الزمن على هذه الحرفة حتى دخلتها الميكنة وتحولت اتجاهاتها إلى فنون أخرى واصبح الصناعة اليدوية منه نادرة، و في قرية ميت نما التابعة لمركز قليوب بمحافظة القليوبية، تقع أقدم ورش صناعة الزجاج اليدوي حيث يتوارث الأبناء عن الآباء والأجداد هذه المهنة التراثية والتي يعتزون بها ويفتخرون بالانتساب إليها.
- مهنة تمثل حالة عشق بين الصانع وصنعته
وقال أحمد عبدالله، أحد العاملين في مهنة تشكيل الزجاج، أنها مصدر رزق لهم ولعائلتهم منذ زمن أجدادهم فهي ليست مجرد مهنة يمتهنونها فحسب بل هي تمثل حالة عشق بين الصانع وصنعته ورغم أن في أحيان كثيرة كانت تواجه المهنة ركودا وغلاء في موادها الخام لكن كل ذلك لم يثنيهم عنها وعن حبهم لها، وأضاف يقول "منعرفش نعمل حاجة غيرها هي بالنسبة لنا مش مجرد عمل بس بل هو فن عايش جوانا".
- مراحل عملية صناعة وتشكيل الزجاج يدويا
من جانبه أوضح محمد عبد الوهاب، المراحل التي تمر بها عملية صناعة وتشكيل الزجاج يدويا، قائلاً:"يتم تقطيع الخام على حسب ما يراد الصناعة منه فلكل قطعة مقاس خاص، ثم يتم تشكيلها بعد تعرضها للنار وذلك من خلال صنعة معينة ثم بعد ذلك يتم طباعة العبارات والآيات بطريقة يدوية، حيث تكتب على قوالب جاهزة ويتم وضع الحبر عليها بألوانه المختلفة لتخرج في النهاية بشكلها النهائي".
وأضاف:"لا تقتصر صنعتنا على المشكاة فقط بل نقوم بصناعة أكواب وكؤوس وموقد "سبرتاية" للقهوة، وأيضا المنتجات الخاصة بـ "الكريسماس" يتم تصديره للخارج لأنه ليس له استعمال في مصر كذلك وغيرها من القطع الفنية ذات الجودة العالية.
