«فوكو: مقدمة قصيرة جدًا» يقدم رؤية عميقة عن مفكر فرنسي
يصدر قريبا عن الكتب خان، كتاب "فوكو: مقدمة قصيرة جدًا" من تأليف الأمريكي جاري جاتنج، وترجمة علاء الدين محمود، ومن المقرر طرحه بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ52، التي ستنطلق خلال الفترة من 30 يونيو الجاري وحتى 15 يوليو المقبل، بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية بالتجمع الخامس.
يقدم الكتاب رؤية عميقة ومكثفة، عن "ميشيل فوكو" (1926-1984)، المفكر الفرنسي الذي رفض أن يُلقب بالفيلسوف، وحرص دائمًا أن يخفي وجهه أوهويته، أوكما قال:"يكتب كي لايكون له وجه.
يضم الكتاب عشرة فصول تسعى للبحث عن الخط الفكري الرئيسي لفلسفته وهمومه السياسية، يقدم تعريفًا موجزًا بفوكو وأهم أعماله، بداية من اهتمام فوكو بالأدب الطليعي، ودراساته لكتاب مثل "ريموند رسل، بلانشو، باتاي"، وسعيه الدائم لقراءة وتحليل الخبرات المتطرفة، "خبرات الحد" كما أطلق عليها، مثل (الجنون ، الموت، التعذيب ، الشذوذ، الجريمة والعقاب).
يحاول الكتاب أيضًا فهم وقراءة الجانب السياسي لدى فوكو، والذي ظهر جليًا مع مظاهرات الطلبة سنة 1968 في فرنسا، ونقده للأفكار الماركسية التي اعتنقها في شبابه، وكذلك الظاهرتية والوجودية. كان فوكو ناشطًا سياسيًا بمعنى ما، باحثًا عن القيم التي تنتجها السلطة ومحللاً لأنماطها القديمة والحديثة.
ويتتبع المؤلف الأفكارالرئيسية التي شغلت فوكو وهيمنت على عمله الفلسفي بداية من "أركيولوجيا المعرفة" وحتى نصوصه المخطوطة التي رفض نشرها بعد موته. منذ كان طالبًا نابغًا ومفكرًا بارزًا وحتى أصبح ناقدًا للأفكار الطوباوية. وانغماسه في الخبرات المتطرفة من مخدرات وجنس، ووفاته قبل سن الستين تاركًا كتبه وأفكاره تشغل المفكرين والباحثين.
ميشيل فوكو، مفكر فرنسي، درس الفلسفة والتحليل النفسي، واعتنق الشيوعية في شبابه، قدم رسالة الدكتوراه تحت إشراف أحد الأساتذة بالسوربون، وسرعان ما حظيت أطروحته بعروض مؤيدة من كبار المثقفين في فرنسا، كتابه "الكلمات والأشياء" 1966 جعله أبرز المرشحين لخلافة سارتر باعتباره "كبير المفكرين الفرنسيين". عمل فوكو في "الكوليج دي فرانس" النخبوية والاجتماعية.
علاء الدين محمود، مترجم وكاتب، حصل على الدكتوراه في الأدب المقارن من جامعة عين شمس عام 2013، ونال منحة "باحث زائر" إلى جامعة ولاية أوهايو من مؤسسة فولبرايت، نشر العديد من المقالات في مجلة "فصول"، "وجهات نظر"، ومن ترجماته "بلزوني في مصر".