افتتاحيات الصحف: تعامل مصر مع الأزمات بعد 30 يونيو يكشف ثوابت السياسة الخارجية
أبرز صحيفتا الأهرام والجمهورية، أن تعامل مصر تجاه الأزمات الإقليمية بعد 30 يونيو يكشف ثوابت السياسة الخارجية، كما تطرقتا إلى أن الإجراءات الاحترازية أحد أسباب النجاح في السيطرة على كورونا.
ذكرت صحيفة "الأهرام" ، في افتتاحية عددها الصادر اليوم الاثنين، أن نمط التعامل المصري تجاه الأزمات الإقليمية بعد ثورة 30 يونيو يكشف عن تبلور مجموعة من الثوابت الدائمة في تلك السياسة، عبَّر عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته أمام وزراء ومسئولي الإعلام العرب في 17 يونيو الحالي، حين أكد أن مصر لا تملك أي أجندات خاصة، ولا تهدف للسيطرة أو الهيمنة، ولا تقوم بتمويل جماعات وكيانات لزعزعة استقرار جيرانها، وأنها تسعى إلى التنمية والتعمير والبناء.
وأضافت الصحيفة - تحت عنوان "البناء الداخلي.. وثوابت السياسة المصرية"- "أنه ومن اللافت أن تنحاز السياسة الخارجية المصرية إلى هذه المجموعة من المبادئ، في ظل أقصى نقطة بلغتها القوات المسلحة من تطوير، ومن المثير أيضا أن تضع الدولة المصرية لنفسها القيود، التي تحكم حركتها الخارجية، والتي تنتصر للحسابات الموزونة لاستخدامات القوة، في منطقة اندفعت فيها بعض قياداتها إلى المغامرات العسكرية، بمجرد أن تملكها وهم زائف بامتلاك القوة".
وتابعت الصحيفة "أنه لم يعد هناك أدنى شك في أن مصر لن تقْدِم على عمل عسكري، قبل أن تستوفي كل منافذ وفرص التسوية، لذلك فما قاله الرئيس السيسي بات عرفا مسلما به بشأن السياسات المصرية، أما الجديد في سياسة مصر الإقليمية فهو اكتشاف البُعد الغائب في هذه السياسة، وهو الدور الوظيفي للعمل والبناء والتعمير الداخلي في توجيه السياسة الخارجية، وعلى الرغم مما قد يبدو عليه هذا الاكتشاف من بساطة، فإنه بمثابة كشف وطني يفوق أي اكتشافات مادية أو أثرية".
وأشارت إلى أن النخب الحزبية المصرية بقيت تستنفد طاقاتها على مدى 30 سنة في مبارزات كلامية مع بعضها البعض ومع النظام وفي التنافس في الانتخابات، وظلت الأحزاب أسيرة الخطابات الفوقية، ولم تكن تدرك أنه تحت أقدامها يمكن أن تتدفق شرايين الفكر والحياة، بتقديم نماذج في أوساط المجتمع بالعمل والجهد والبناء.
وتساءلت الصحيفة "أين كانت مصر والأحزاب قبل 30 يونيو من مشروعات: قناة السويس الجديدة، والمنطقة الاقتصادية، والعاصمة الإدارية، والعشوائيات ومشروعات الإسكان، وتطوير القرى، واستصلاح ملايين الأفدنة، وتبطين الترع، وفيروس "سي" ومشروع مليون صحة، ومشروعات الطرق والكباري والموانئ والمطارات والبحيرات، ومشروعات سيناء والثروة السمكية، ومدن الأثاث والصناعة والدواء والروبيكي، والمناطق الصناعية، ومحطات الكهرباء؟ .. كل ذلك في الوقت الذي يجرى فيه أكبر تحديث بالقوات المسلحة".
وأكدت "الأهرام" أنه بذلك أصبحت السياسة الخارجية المصرية محصنة بالثوابت، التي رسختها، ليس فقط خبرات الحروب التي خاضتها مصر قبل 1973، وإنما تلك الخبرات الجديدة في التعمير والبناء الداخلي بعد 30 يونيو، التي أكدت أن الاتجاه نحو البناء والتعمير -وليس الحروب- هو أكثر ما يدفع الدول إلى التماسك الداخلي، والمجتمعات إلى التفاؤل والسعادة، والواقع الإقليمي إلى إعلاء قيم السلام والاستقرار.
وذكرت صحيفة "الجمهورية" ، في افتتاحية عددها الصادر اليوم الاثنين، أن الإجراءات الوقائية والاحترازية التي اتخذتها وزارة الصحة كانت أحد أسباب النجاح في التحكم والسيطرة على انتشار فيروس كورونا.
وأوضحت الصحيفة - تحت عنوان "إجراءات الحماية"- أن ذلك تم من خلال تطبيق خطة متكاملة للحماية من الفيروس، ووضع الخطط اللازمة لإدارة العملية التعليمية من خلال بيئة صحية مؤمنة ضد انتشار الأمراض المعدية خاصة فيروس كورونا وذلك على كافة المستويات من المنشآت والإدارات والمديريات التعليمية.
وأشارت إلى وضع وزارة الصحة المعايير والشروط الصحية الواجب توافرها لتأمين إجراء امتحانات الثانوية العامة، حيث يتم تطبيق الإجراءات الوقائية على جميع عناصر العملية التعليمية والتي تشمل الطلاب والعاملين والمراقبين والمشرفين والزائرات الصحيات وتعقيم العناصر المادية ونقاط الدخول والتجمع والخروج مثل البوابات والسلالم والفصول الدراسية وخط سير الطلاب.
وأضافت الصحيفة أنه يتم أيضًا في العملية التعليمية الالتزام بالكمامات واتباع تعليمات مكافحة العدوى وتطهير الأسطح المعرضة للتلامس ودورات المياه والحرص على التباعد مع الالتزام بالنظافة العامة وتوفير المناديل الورقية والتخلص الفوري من النفايات بطريقة آمنة، والتزام كل طالب بالكمامة طول فترة الامتحانات وتطهير الأيدي بالكحول والحفاظ على التباعد الاجتماعي وتأمين عملية خروج ودخول الطلاب.
كما نوهت ببرنامج وخطط وزارة الصحة للتأمين الطبي للعديد من المؤتمرات والمناسبات القومية والدولية وتطبيق الخطة المحكمة والمتكاملة للحماية من الفيروس ورفع درجة الاستعداد والجاهزية لمواجهة فيروس كورونا.