موسيقار الأجيال.. «عبد الوهاب» من الفنان الموهوب إلى مولانا
يشير كتاب "محمد عبد الوهاب سيرة موسيقية"، الصادر عن دار ريشة للنشر والتوزيع، للناقد والباحث الفني فيكتور سحاب، إلى لقب موسيقار الأجيال، وكيف جاء وارتبط بموسيقا عبد الوهاب وشخصه.
ويقول "سحاب": "توالت عليه الألقاب، واحد بعد الآخر: بلبل مصر، مطرب الملوك والأمراء.. فهو يستحق بجدارة اللقب المعبر عن حقيقته التاريخية: موسيقار الأجيال لماذا؟ لدي سبب عائلي خاص، يبليح لي أن اطمئن لمنح هذ الموسيقار الفذ اللقب المذكور الذي أتخذته في البدء عنوانًا لكتابي".
وأضاف:" الجيل الأول: جدي إلياس سحاب ولد عام 1867على وجده التدقيق ، بينما ولد أمير الشعراء أحمد شوقي بعده بسنه، وتوفي جدي عام1931، بينما توفي أمير الشعراء بعده بسنة عام193، إذن كان جدي من جيل أمير الشعراء وإن لم يحظ بعبقرية ما في الشعر، والعلاقة بين أمير الشعراء ومحمد عبد الوهاب مشهورة ومعروفة، فهو احتضنه وثقفه وأدخله مجالس الشعراء والأدباء والقادة وكبراء المجتمع، وزاده ثقافة وتهذيبًا، لإيمانه بموهبته وعشقه لأغنياته، وتوسمه خيرًا للمستقبل، في فنه الندي الباهر، إذن كان بعض من جيل جدي يرى في عبد الوهاب الفنان الفذ الواعد".
ويتابع: "الجيل الثاني: والدي موسى إلياس سحاب ولد عام 1906، كان من أوائل العرب الذين أدخلوا الفونغراف إلى بيوتهم في يافا، فكان أطفاله يسمتعون منذ ولادتهم إلى إسطوانات السيد درويش وسلامة حجازي وسيد الصفتي ومحمد عبد الوهاب، وفي مرحلة لاحقة في بيروت حين أصدرت شركة بيضافون مجموعة إسطوانات عبد الوهاب على أقراص ذات 45 لفة في الدقيقة، اشترى لأولاده المجموعة الكاملة بالتقسيط ، فنشأ هؤلاء الأولاد الأربعة على حفظ أغنيات الموسيقار عن ظهر قلب".
واستكمل فيكتور سحاب: "الجيل الثالث: أربعة أولاد هم "إلياس، وسليم، وفكتور، وسمير" عشقوا غناء الموسيقار الخالد وموسيقاه، وتكون وجدانهم على تراثه الأول، ثم أخذوا يتابعون بشغف إنتاجه الجديد على التوالي منذ إربعينيات القرن العشرين".
وختم فيكتور سحاب بالجيل الرابع، قائلًا: "شاء القدر أن ينشأ من أولادنا موسيقيًا محترفين هذا الفن: أبن أخي إلياس، غسان العازف والمثقف، وأبني زياد عازف العود والملحن والكاتب، وحين نتجادل مع زياد في الموسيقي، تراه لا يسمي عبد الوهاب بالاسم، بل يقول فيه: مولالنا لأنه وابن عمه غسان من عشاق موسيقاه".