مزاج المصريين في خطر.. ارتفاع سعر البن يهدد عشاق القهوة
شهد سوق البن في الفترة الأخيرة، ارتفاعًا ملحوظًا في أسعاره، تسبب في إزعاج الملايين من عشاق القهوة في مصر، بالإضافة إلى تساؤلات الكثير من أصحاب المقاهي والكافيهات الذين ما إن عادوا للعمل بعد فترة كبيرة عانوا فيها من الإغلاق بسبب كورونا، وجدوا أزمة ارتفاع أسعار البن تؤرقهم.
"الدستور" تواصلت مع عدد من أصحاب مطاحن البن وأصحاب المقاهي والكافيهات لشرح سبلهم للتعامل مع هذه الأزمة، وبماذا يفسرون هذا الارتفاع في سلعتهم الأساسية.
صاحب مطحن: السبب ارتفاع أسعار الجمارك
أحمد عامر صاحب مطحن عامر بميدان الجامع، أوضح أنه بالفعل قد ارتفع سعر البن خاصة في الأسبوع الأخير، موضحاً اعتقاده أن سبب هذه الزيادة يرجع إلى قرار زيادة الرسوم الجمركية في الفترة الأخيرة، ونظراً لكون البن هو أحد المنتجات المستوردة فإذن ينطبق عليه هو الآخر كذلك قرار الزيادة.
تابع عامر موضحًا أن الزيادة في سعر البن تراوحت بين الـ 6 و7جنيهات في الكيلو الواحد، مشيرًا إلى أنها بذلك تعد زيادة كبيرة، وليست بالضئيلة على الإطلاق.
أما عن تعامله مع هذا الارتفاع، أوضح أنه لم يستطيع أن يجعل الزبون وحده يتحمل تلك الزيادة المرتفعة خاصة الزبائن أصحاب المقاهي والكافيهات الذين يشترون البن بكميات كبيرة، لكون ذلك سيجعل الزيادة عليهم مضاعفة، لذا أكد عامر أنه يتحمل جزءًا من هذه الزيادة، وجزء أخرضئيل يتحمله الزبون.
صاحب مطحن بحدائق المعادي: سوق البن يعاني الركود بسبب "كورونا"
كذلك أوضح عبد السلام أحمد صاحب أحد مطاحن البن بمنطقة حدائق المعادي، أن سوق البن يعاني الركود منذ فترة، وذلك الأمر أرجعه لعدة أسباب أولها إغلاق المقاهي والكافيهات لفترة كبيرة بسبب تطبيق الإجراءات الاحترازية في مواجهة فيروس "كورونا"، مما أدى إلى قلة سحب المنتج من السوق بشكل كبيرة، بالإضافة أيضًا إلى الأحوال الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الكثيرون بسبب تداعيات فيروس "كورونا"، والتي جعلت"الزبون"يخفض من الكميات التي كان يشتريها من البن، فمن كان يشتري كيلو على سبيل المثال أصبح يشتري نصف فقط، ومن كان يشتري ربع اكتفى بثمن كيلو، موضحًا أن البن ليس بالسلعة الضرورية للغاية، مثل الشاي والذي يعدمن الصعب على المصريين الاستغناء عنهأو حتى تقليل استهلاكه.
صاحب مطحن بالضاهر: سعر البن ارتفع 3 مرات في شهرين والأسباب لا يعرفها سوى المسيطرون
أما علي أحمد صاحب أحد مطاحن البن في منطقة الضاهر أكد أن سعر البن قد ارتفع في خلال شهرين فقط ثلاث مرات، وهو الأمر الذي يحدث نادرًا -حسب قوله- مشيرًا إلى أن تلك الزيادة تراوحت بين الخمس والست جنيهات في الكيلو الواحد، وتابع بقوله أنه لا يعرف إلى الآن لماذا تلك الزيادة المفاجئة، مشيرًا إلى أنه بعد فتح المقاهي من جديد كان يجب أن يحدث العكس أي أن ينخفض سعر البن أو يظل ثابتًا لكي تتمكن المقاهي والكافيهات من مباشرة عملها مرة أخرى بعد ركود دام عدة أشهر.
وتابع أن السبب الحقيقي وراء هذا الارتفاع لا يعرفه سوى المسيطرون على سوق استيراد البن الذي وصفهم بالقلة المسيطرة، ولكن أصحاب محال المطاحن الصغيرة لايعلموا عن الأمر شئ وما بأيديهم سوى الاستسلام لمثل هذه الزيادات المفاجئة، مشيرًا إلى أنه إلى الآن لم يرفع بمحله من سعر البن على الزبون، وذلك خشية أن يعزف عن الشراء فيزداد الأمر ركودًا أكثر مما هو عليه، لذا فقد فضل أن يتحمل هو هذه الزيادة مقابل المكسب الضئيل، وذلك حتى لا يتوقف تمامًا عن العمل.
صاحب مقهى: صعب حاليًا زيادة سعر فنجان القهوة على "الزبون"
أما سمير محمد أحد أصحاب المقاهي الشهيرة بمنطقة المعادي أوضح لـ"الدستور" أنه بالفعل فوجئ بزيادة في أسعار البن في الفترة الأخيرة، ولكنه لم يضيف تلك الزيادة على الزبون ويتحملها هو فقط موضحا أن رفع قيمة فنجان القهوة فجأة على الزبون بعد فترة من الإغلاق قد يؤدي إلى نتيجة عكسية وهي عزوف "الزبون" عن الإتيان إلى المقهى قائلًا " إحنا لما صدقنا الدنيا ابتدت تتحرك شوية بعد فترة من القفل".
والجدير بالذكر أنه قد ارتفعت أسعار البن بنسبة تقارب %8.4 خلال الفترة الحالية، ليصل سعر الكيلو السادة بين 92 إلى 100 جنيه خلال يونيو الجارى، مقابل 84 إلى 94 جنيه للكيلو خلال الشهر الماضى، فيما ارتفعت أسعار البن المحوج من 108-110 جنيهات للكيلو إلى ما بين 120 و135جنيها حاليًا.
رئيس شعبة البن: التغييرات المناخية في البرازيل هي السبب
من جانبه أوضح حسن فوزى، رئيس شعبة البن بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن ارتفاع الأسعار يعود إلى زيادة أسعار البن فى البورصات العالمية، وأضاف أنه من المحتمل زيادته مرة أخرى في خلال شهر أغسطس، موضحًا أن سعره قد زاد على المنتجين فى حدود 22%.
أما عن سبب وراء تلك الزيادة فأشار إلى أنه التغييرات المناخية فى بعض الدول المنتجة خاصة فى ظل تأثير المناخ على محصول البرازيل والهند، والتي تسببت في تلك القفزات في سعره موضحًا أنه قد حدث جفاف في محصول البرازيل مما نتج عنه تراجع المعروض وارتفاع الأسعار محليًا، بالإضافة إلى حدوث عواصف في الهند أثرت أيضًا على المعروض هناك.
وجدير بالذكر أن مصر تستورد البن من عدة دول هى البرازيل والهند وإندونيسيا وفيتنام وكولومبيا، ويبلغ حجم استهلاك مصر من القهوة قرابة 60 ألف طن سنوياً.
وتعتبر القهوة ثانى أكبر سلعة تجارية فى العالم بعد النفط، حيث يتم استهلاك حوالى نصف تريليون كوب سنويًا، كما أنه يوفر مادة الكافيين للمشروبات (الكولا)، والمستحضرات الصيدلانية، ومستحضرات التجميل.
وتحتل مصر المرتبة الخامسة بين الدول العربية، كأكبر الدول المستهلكة للقهوة، حيث بلغ حجم استهلاك المصريين من القهوة خلال العام المالى 2019/2020 نحو 38.82 ألف طن فى مقابل 38.58 ألف طن خلال 2018/2019 بنمو %0.6 وفقا لإحصائيات منظمة القهوة العالمية “ICO”.