رحله الكرسي المرقسي من الإسكندرية إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية
يُشهد المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية العباسية، استقبال عظة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، منذ ظهور فيروس كورونا المُستجد ليتواصل بطريرك الكنسية القبطية الأرثوذكسية مع شعبه من المقر البابوي .
وخلال هذا التقرير تُستعرض الـ«الدستور»، تاريخ المقر البابوي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إذ روي الباحث القبطي ماجد كامل تاريخ المقر البابوي قائلاً: تعتبر الكنيسة القبطية الآرثوذكسية من أقدم الكنائس الرسولية في العالم إن لم تكن أقدمها علي الإطلاق ؛ ومن هنا أصبح الأهتمام بتاريخها وحضارتها كجزء أصيل من تاريخ مصر
المحطة الأولي: الإسكندرية: 61 -1047
وقال الباحث القبطي ماجد كامل: انه من الثابت تاريخيا ان القديس مارمرقس الرسول جاء إلي مدينة الإسكندرية عام 61م ؛وكانت الشرارة الأولي لبدء الكرازة كما يروي لنا تاريخ الكنيسة انه بينما كان يمشي ذات يوم علي البحر مفكرا ومتأملا من أين يبدأ الكرازة في هذه المدينة العظمي صاحبة الأكاديمية العظمي والمكتبة الكبري ؛ تهرأ حذائه من كثرة المشي فذهب إلي إسكافي يدعي أسمه “أنيانوس ” لكي يقوم بإصلاحه ؛وفجأة دخل المخراز في يده فصرخ بطريقة لا شعورية من شدة الألم “يا الإله الواحد ” فأنتهز القديس مرقس الرسول الفرصة وسأله هل تريد أن تعرف الإله الواحد ؛فلما أجاب بالإيجاب بدأ يشرح له قواعد الإيمان المسيحي حتي آمن وأعتمد هو وأهله أجمعين .
وأضاف: وأتخذ من منزله مركز للتبشير بالديانة المسيحية ؛ ولما أزداد عدد المؤمنين قام القديس مرقس الرسول برسامة “انيانوس” أول أسقف لمدينة الإسكندرية ؛ وبعد إستشهاد القديس مرقس الرسول عام 68 م ؛دفن جسده الطاهر بكنيسة تدعي “بوكاليا” ومقرها الحالي هو الكنيسة المرقسية بمحطة الرمل ؛وأصبحت هي المقر الرسمي للآباء البطاركة .
المحطة الثانية: كنيسة السيدة العذراء المعلقة : (1047 – 1320 )
وتابع: مع بداية الحكم الفاطمي علي مصر تم تأسيس مدينة القاهرة عام 969 م وتم نقل النشاط التجاري الي العاصمة الجديدة مما حدا بالبابا خريستوذولوس البطريرك 66 ( 1046- 1077 ) بنقل الكرسي البابوي الي كنيسة السيدة العذراء الشهيرة بالمعلقة بمصر القديمة .
وأضاف: لقد أستمرت الكنيسة المعلقة هي المقر الرسمي للكرسي البابوي حتي عهد البابا يؤانس الثامن البطريرك 80 (1300- 1320) بإستثناء فترات قصيرة كان بعض البابوات يلجأون إلي كنيسة أبي سيفين بمصر القديمة ويتخذونها كأستراحة بديلة.
المحطة الثالثة: كنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة (1320- 1660 م)
واستكمل: في عصر البابا يؤانس الثامن البطريرك الـ80 (1300- 1320 م) تم نقل الكرسي البابوي من كنيسة السيدة العذراء المعلقة إلي كنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة التي تأسست عام 350م
محطة الرابعة: كنيسة السيدة العذراء المغيثة بحارة الروم (1660- 1799 م)
وأضاف: في عصر البابا متاؤس الرابع البطريرك 102 ( 1660- 1675 م) تم نقل الكرسي البابوي إلي كنيسة السيدة العذراء حارة الروم؛ وهي كنيسة آثرية تقع في منطقة الغورية بالدرب الأحمر؛ وعنها قال العلامة المقريزي في خططه ” هي كنيسة تعرف بالمغيثة بحارة الروم القاهرة علي اسم “” السيدة مريم””؛ ولقد لقبت بالمغيثة تبركا بالسيدة العذراء التي تنجي وتغيث كل من كان في شدة ويلجأ إليها طالبا صلواتها وشفاعتها.
المحطة الخامسة: الكنيسة المرقسية الكبري بالأزبكية ( 1799 -1971 )
وتابع: ثم قام البابا مرقس الثامن بنقل الكرسي البابوي من حارة الروم إلي الكنيسة المرقسية الكبري بالدرب الواسع
المحطة السادسة: الكاتدرائية المرقسية بالعباسية 1971
وتابع: في عصر البابا كيرلس السادس وبالتحديد في 24 يوليو 1965 تم وضع حجر الأساس للكاتدرائية المرقسية الجديدة بأرض الانبا رويس بالعباسية في حضور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر
وواصل: تم افتتاحها رسميا للصلاة في 25 يونية 1968 في حفل مهيب حضره الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وجلالة الإمبراطور هيلاسلاسي إمبراطور أثيوبيا الراحل ؛ وفي هذه الكاتدرائية أيضا تمت صلاة التجنيز علي روح قداسة البابا كيرلس السادس في 10 مارس 1971
وأضاف: كما تم تجليس البابا شنودة الثالث البطريرك الـ 117 في 14 نوفمبر 1971 ؛ وأيضا صلاة التجنيز علي قداسته في 21 مارس 2012 ؛ كما تم فيها أيضا رسامة البابا تواضروس الثاني البطريرك الـ 118- أطال الله حياته – في 18 نوفمبر 2012 .
وتابع: قام قداسة البابا تواضروس الثاني بتدشين الكاتدرائية المرقسية في 18 نوفمبر 2018 حيث قام قداسته بتدشين الثلاث مذابح الرئيسية؛ وأيقونة حضن الآب ؛كما قام الآباء المطارنة بتدشين الايقونات الموجودة علي جانبي الكاتدرائية. ولقد أشترك في صلوات التدشين حوالي 107 مطرانا وأسقفا . وتم تدشين حوالي 200 أيقونة من أيقونات الكاتدرائية الجديدة.