أستاذ علوم سياسية: المليشيات تلعب دورًا تخريبيًا فى طرابلس
قال أحمد بدران، أستاذ العلوم السياسية، إن الليبيين وحدهم ليسوا من شهدوا فوضى وحرب المليشيات وصراعهم واشتباكاتهم المسلحة بين بعضهم البعض، بل العالم كله شهد ذلك، وآخره كان الصراع الذي حدث بين مليشيات تاجوراء الضمان وأسود تاجوراء، رغم تأكيد حكومة الوحدة الوطنية على وجود جهاز أمني تابع لوزارة الداخلية ووزارة الدفاع للسيطرة على مختلف المناطق في طرابلس و الغرب الليبي، والقضاء على الميليشات الإخوانية.
وأضاف "بدران"، في تصريح خاص لـ "الدستور"، أنه بعد مرور عدة سنوات على الثورة الليبية والأزمات ما زال للمليشيات دور تخريبي في طربلس، لافتًا إلى أن الميليشيات في العاصمة الليبية ومناطق الغرب تقوم بعمليات الخطف والتعذيب، وذلك بسبب سيطرتها على معظم السجون في تلك المناطق، كما حدث مؤخرًا مع المواطن فرج التريكي الذي اختطفته ميليشيا ثوار طرابلس، في منطقة خلة الفرجان قبل أسبوعين، وحتى الآن لم يتمكن أقارب المخطوف من إخلاء سبيله من سجن الميليشيا بسبب مطالبهم بدفع فدية كبيرة مقابل إطلاق سراحه.
وشدد على أن بعض الفصائل المسلحة غير القانونية تقوم بعمليات التهريب والسرقة، مثل كتيبة النواصي، التي يتحكم زعيمها، محمد الصندوق، في جميع عمليات التصدير والاستيراد في ميناء طرابلس البحري، ويجبر رواد الأعمال على دفع مبالغ مالية كبيرة لتصدير بضائعهم من الميناء.
وأشار إلى أن ميليشيات منضوية وتدعى"بركان الغضب" كانت متواجدة في العاصمة الليبية، وعقب اجتماع لقادتها، قامت باقتحام مقر المجلس الرئاسي في طرابلس، حيث أظهرت لقطات مصورة لحظة هجوم العناصر المسلحة على مقر اجتماع المجلس الرئاسي، الذي يقع في فندق "كورنثيا" وتطويق محيطه بالكامل بالعشرات من العربات العسكرية المجهزّة وسيارات رباعية الدفع.
ونوه بأن المجتمع الدولي دعا مرارًا إلى حل وتفكيك هذه الميليشيات، معتبرًا إياها العنصر الأبرز الذي يعطل ويفشل العملية السياسية وانعدام الاستقرار والعقبة الأساسية في وجه الحكومات المتعاقبة.
وتابع أنه يجب على حكومة الوحدة أن تأخذ زمام المبادرة وتضرب بيد من حديد للسيطرة على هذه الميلشيات، خصوصًا بعد حادثة اقتحام الفندق، لافتًا إلى أن عدم اتخاذها أي إجراء بصدد إنفاذ القانون وإحلال الأمن، يثير مخاوف من أن يعيد التاريخ نفسه وأن تتكرر أخطاء الماضي.
جدير بالذكر أن اشتباكات مسلحة تدور في مناطق سكنية بين المجموعات المسلحة إثر خلافات وحتى بسبب نزاعات على مناطق النفوذ، والتي تُسفر عن مقتل سكانٍ مدنيين عُزل، وقامت "الكتيبة 444" بشن حملة لطرد مجموعة الزنتان التي تتواجد في المعسكر التابع لـ اللواء الرابع في منطقة العزيزية، وطرد مرتزقة أسامة الجويلي من العزيزية وطرابلس عموماً، الأمر الذي ردت عليه مجموعة الزنتان بإحراق 3 سيارات لأهالي المنطقة بهدف إثارة الفوضى والهلع لوقف عملية "الكتيبة 444".