«مى زيادة.. مقالات الأهرام».. كتاب جديد عن مركز الأهرام للترجمة والنشر
يصدر قريبًا عن مركز الأهرام للترجمة والنشر بالتعاون مع المركز الماروني الثقافي اللبناني بالقاهرة برئاسة جورج ضرغام كتاب "مي زيادة.. مقالات الأهرام" تصدير المطران جورج شيحان وتحرير عزمي عبدالوهاب، وذلك بالتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 52 والذي حددته هيئة الكتاب في الفترة من 30 يونيو وحتى الـ15 من يوليو المقبل.
وقال الشاعر عزمي عبدالوهاب عن الكتاب :" المقالات تمثل مفاجأة حقيقية لأننا سجنا مي زيادة في صورة الفتاة الجميلة وسط صقور الثقافة".
وجاء في تصدير الكتاب "مقالات مي زيادة المنشورة في "الأهرام" تكشف عن كاتبة منغمسة في قضايا الواقع الاجتماعي والسياسي، فقد قدمت رؤيتها الخاصة بمشكلة التعليم، وطالبت الشعراء بإنجاز نشيد وطني يليق بمصر، وكتبت عن البشر والمساجد، وطالبت بتغيير أسماء عدد من الشوارع، ما أثارته مي زيادة في مقالات الأهرام يبدو وكأنه كتب هنا الآن".
مي زيادة (1886-1941) أديبة وكاتبة عربية وُلدت في الناصرة عام 1886، اسمها الأصلي كان ماري إلياس زيادة، واختارت لنفسها اسم مي فيما بعد. أتقنت مي تسع لغات هي: العربية، والفرنسية والإنجليزية والألمانية والإيطالية والإسبانية واللاتينية واليونانية والسريانية.
كانت مدينة النّاصرة موطن والدي مي، فأمُّها من أصل سوريّ إلّا أنّ موطنها هو فلسطين، ووالدها إلياس زيادة أصلهُ من لُبنان، كان معلمًا في مدرسة الأرض المقدسة، كانت مهتمةً بدراسة الّلغة العربيّة، وتعلّم الّلغات الأجنبيّة، فتميّزت ميّ منذ صباها ونشرت مقالات أدبية ونقدية واجتماعية، أما عن حياتها العاطفيّة، فقد أحبّت جبران خليل جبران على الرغم من عدم لقائهما؛ حيث دامت المراسلات بينهما عشرين عامًا منذ عام 1911 وحتى وفاة جُبران في نيويورك عام 1931. سافرت إلى عدة دول وعانت من اضطرابات نفسية بعد أن أدخلها أقرباؤها إلى مستشفى الأمراض العقلية في لبنان لتلقي العلاج. بدأت ميّ زيادة أول مراحلها التّعليميّة في مدارس النّاصرة الابتدائيّة ثمّ تابعت دراستها الثانويّة في دير الرّاهبات في مَنطقة عينطورة، ثم استكملت دراستها في كلية الآداب بالقاهرة.
أبدعت مي في مَجال الصّحافة، وكانت تنشر مقالاتها في الصحافة المصرية، وتُمضي في نِهايتها بأسماء مُستعارة، كان من أسمائها المستعارة: "شجية، خالد رأفت، إيزيس كوبيا، عائدة، كنار، السندبادة البحرية الأولى". كانَ لِمي زيادة دَور في الدِّفاع عَن حُقوق المَرأة، والمُطالبة بالمُساواة، كَما أنّها استَحقّت أن تَكون رائِدة مِن رائِدات النَّهضة النِّسائية العَربيَّة الحَديثة، حَيثُ كانَت مُطلعَة عَلى تاريخ المرأة في الفَترة التي سَبَقت سَجنها فَأكثرت مِن الكِتابة والمُحاضرات والنّدوات؛ لِلمُطالبة بِحقوق المرأة.
تُوفيت مَيّ في مُستشفى المُعادي في 17 أكتوبر 1941م في مَدينة القاهرة عن عمر يُناهز 55 عامًا.