عمرها 70 عاما.. مصر وباكستان علاقات تاريخية تزدهر في عهد السيسي
محطات بارزة مرت بها العلاقات الدبلوماسية بين مصر وباكستان، على مدار العلاقات التاريخية بين البلدين والتي بلغت السبعين عاما، عبر تعاون ثنائي في شتى المجالات، وتعزيز التنسيق والتشاور بين القاهرة وإسلام آباد حول القضايا الاقليمية.
وأظهر استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، الفريق أول نديم رضا رازا، رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الباكستانية، بحضور الفريق أول محمد زكي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والسفير الباكستاني بالقاهرة، عن المضي قدما في تطور العلاقات بين البلدين.
تاريخ العلاقات بين مصر وباكستان
فقد افتتحت باكستان أول سفارة لها في الشرق الاوسط بعد حصولها على الاستقلال مباشرة، في القاهرة، حيث تم تعيين أول سفير باكستاني في مصر في 30 يونيو 1948.
وشهدت العلاقات تطوراً سريعاً، ففي نوفمبر 1948 قام رئيس الوزراء الباكستاني وقتها، بزيارة مصر في طريق عودته من مؤتمر الكومنولث في لندن وناقش مع قادة مصر الموقف الدولي وشئون العالم الإسلامي .
وساعد اتفاق الصداقية بين مصر وباكستان المبرم في العام 1951، على توثيق العلاقات بين البلدين، وهو ما تجلى في مساندة اسلام اباد للثورة يوليو في عام 1952، وأيدت السعي المصري للاستقلال.
موقف مصر من الحرب الهندية - الباكستانية
وباندلاع الحرب بين الهند وباكستان في عام 1965، لعبت مصر دورا كبيرا، حيث أرسل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في 8 سبتمبر من نفس العام طلباً لحكومتي البلدين بوقف فوري لإطلاق النار ، وأعرب عن استعداده لبذل المساعي الحميدة لدي الحكومتين.
وأعربت مصر عن قلقها العميق بصدد الحرب الهندية – الباكستانية عام 1971 ، وأبدت خوفها من المخاطر التي قد تهدد وحدة باكستان ، حيث انفصلت باكستان الشرقية ( بنجلادش ) عن دولة باكستان .
التعاون المشترك لمكافحة الإرهاب
ويتفق البلدان على ضرورة مكافحة الارهاب سواء على المستوى الدولى او المستوى الاقليمى، وبدأ هذا التنسيق في عام 2010، حيث قام وفد مصرى عالى المستوى بزيارة باكستان لاقامة برامج تعاون جديدة بين الجانبين فى مجال مكافحة الأرهاب.
أفق أوسع لعلاقات مصر وباكستان في عهد السيسي
وتوطدت العلاقات بين مصر وباكستان خلال عهد الرئيس السيسي، وكان لقائه مع رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، في مكة عام 2019، اثناء المشاركة في القمة العربية والاسلامية، خير دليل على استمرار العمق التاريخي للعلاقات بين البلدين.
وأشاد السيسي بالعلاقات التاريخية الثابتة التي تجمع بين البلدين، معرباً عن تطلعه لتطوير التعاون الثنائي مع باكستان في مختلف المجالات، خاصة التجارية، فضلا عن الحرص على تعزيز التنسيق والتشاور معها سياسيا إزاء مختلف القضايا الإقليمية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، الذي يعد أحد أهم التحديات المشتركة.
وفي أبريل 2020، أكد السيسى حرص مصر على الدفع قدماً بأطر التعاون الثنائي مع باكستان على شتى الأصعدة، لاسيما فيما يتعلق بالمستوى الاقتصادي وتعظيم حجم التبادل التجاري، مشيدا بتميز العلاقات الثنائية التاريخية بين مصر وباكستان.
جاء ذلك خلال الاتصال الهاتفى الذى تلقاه الرئيس السيسي من عمران خان.
من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الباكستاني عن اعتزاز بلاده بما يربطها بمصر من روابط ممتدة وعلاقات وثيقة، مثمناً دعم مصر لمبادرة باكستان الدولية لتخفيف عبء الديون عن الدول الفقيرة والنامية في ظل التداعيات الاقتصادية الناتجة عن جائحة فيروس كورونا المُستجد.
وفي فبراير الماضي، قام شاه محمود قريشي وزير خارجية باكستان بزيارة لمصر، استقبله السيسى، وعبر الأول عن الرغبة السياسية القوية لاستعادة العلاقات والتى تأثرت خلال المرحلة الماضية لظروف كثيرة مما أدى إلى قدر من انقطاع وتيرة العلاقات ولكن هذا الأمر لم يؤثر على العلاقات بين الشعبين.
كما عبر عن الشكر لمصر والرئيس السيسي على تأييد ودعم باكستان للحصول على مقعد بمجلس الأمن، وهو التأييد لكل الدول النامية لاسيما وأننا نواجه تداعيات "كوفيد 19".
والتقى به سامح شكرى وزير الخارجية، تم الاتفاق على خارطة طريق والخطوات اللازمة لاستعادة زخم علاقات التعاون بين البلدين، وكيفية استعادة التعاون وانعقاد دورات اجتماعات متلاحقة على كافة المستويات وأيضا على المستوى الوزارى وتبادل الزيارات على مستوى القمة حتى نعيد العلاقات الخاصة التى تربط بين البلدين وتوسيع رقعة التعاون.