«شحنة وجدانية».. مجيد طوبيا يتحدث عن لحظة إبداعه
كان لظهور الأديب الكبير مجيد طوبيا عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" من خلال صورتين نشرهما الروائي فتحي سليمان، أثر كبير على محبيه وأصدقائه، مرحبين به ومتمنين له دوام الصحة والعافية.
وسلط هذا المنشور الضوء على لحظة الإبداع لدى مجيد طوبيا وكيف كانت تتكون لديه فكرة القصة أو الرواية، كما أوضحها بنفسه في تقرير نشر بجريدة "الأخبار" 1987 قائلا: "لا أعرف كيف تتكون فكرة القصة أو الرواية بداخلي، وأظنها تنشأ على شكل شحنة وجدانية تبدأ غامضة مبهمة ثم تنضج تدريجيا حتى تنضج.. لا أقول مثل الجنين لأن الجنين يتكون بنوع من العمد والإرادة من الذكر والأنثى.
أما بذرة القصة فتظهر وتنمو بسبب عدم تواؤم الكاتب مع ما يحيط به لأن الإنسان العادي يرتاح للمألوف ويجفل من التغيير، بينما الكاتب ينقر من المستقر ويحب التجديد الذين يرى فيه خير الناس وتساعده موهبته على استشراف هذا الجديد المأمول قبل الآخرين، ومن هنا يكون سابقا لهم فيقع الاختلاف بينه وبينهم، وهذا الاختلاف يؤرقه ويحضره إلى الإبداع، وعندئذ فإن الشحنة التي كانت غامضة تصل إلى القارئ مفهمومة ومحسوسة على شكل قصة أو رواية بفضل موهبة الأديب وجهده.
وتابع "واحتضان الفكرة قد يطول عدة أسابيع أو أكثر، أما الصياغة فالقصة القصيرة قد تكتب في جلسة واحدة من ساعتين إلى أربع، وقد تكتب على مراحل خلال عدم أيام، وعموما فإنه لا توجد قاعدة، والرواية تختلف عن القصة لأسباب عديدة، روايتي الأولى "دوائر عدم الإمكان" استغرقت كتابتها عاما تقريبا، وثلاثية ريم (ثلاث روايات) فقد استغرقت عامين ونصفا تقريبا، وتبقى الرواية مسيطرة على أفكار وأحاسيس الكاتب طول مدة احتضانها وكتابتها في الصحو والنوم وكثيرا ما صحوت من نومي لأجد نفسي أحادث بعض شخصيات العمل الذي يشغلني".
أضاف: “الرواية لهذا تعتبر كارثة مالية لأنني لا أقدر على ممارسة أي عمل آخر مهما كانت إغراءاته المالية إلا بعد الانتهاء منها تماما، وقديما قالوا إن الأديب يكون إنسانا ميسور الحال حتى تلحقه حرفة الأدب”.