«الشرق الأوسط»: تزايد الصراع بين الكاظمي والحشد الشعبي في العراق
سلطت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، اليوم الأحد، الضوء على تصاعد الصراع بين رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، وفصائل الحشد الشعبي يوماً بعد يوم.
وأشارت الصحيفة إلى أن ميليشيات مثل حزب الله والنجباء والعصائب تريد التخلص نهائياً من أحمد أبو رغيف، الضابط الرفيع في مكتب رئيس الحكومة الكاظمي والذي كُلّف في أغسطس الماضي بإدارة لجنة "الجرائم الاستثنائية" للتحقيق في قضايا فساد.
وتعتبره ميليشيات الحشد أنه المسؤول عن اعتقال العديد من قياداتها وتحديدا "قاسم مصلح" القيادي في ميليشيا حشد الأنبار.
ويعتبر مسؤولون عراقيون أن حصيلة التحقيقات التي جمعتها لجنة أبو رغيف، قادت للكشف "عن شبكة واسعة من التحالفات المشبوهة بين زعماء عراقيين وفصائل مسلحة وعصابات الجريمة المنظمة، فضلاً عن موظفين نافذين".
ووفقاً لمصادر مطلعة، صويب الميليشيات سهامها على أبو رغيف يأتي لقناعتها بأنه لن يتوقف عن تنفيذه لأوامر قبض تطال مراكز نفوذ شيعية، لكن في المقابل فإن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي كافح للصمود أمام هذه الضغوط للحفاظ على ورقة أبو رغيف.
ونقلت الصحيفة عن قيادي في الحشد بأن هذه الفصائل غير راضية تماماً على المناورات والتسويات الإيرانية في الملف العراقي، وأنها تريد المضي في خطوات عملية ضد الكاظمي رغم أن هذا الرأي لا يحظى بإجماع شيعي.
وأكدت أن هذه الميليشيات ستستثمر أزمة مصلح بمزيد من التصعيد لمعاقبة أبو رغيف والانتقام عبر تحويل استضافة أبو رغيف في البرلمان إلى استجواب ينتهي بإقالته وحرمانه من العمل في الجهاز العسكري الحكومي.
وكانت قد شهدت منطقة الأعظيمة وسط العاصمة العراقية بغداد، انتشار أمنياً مكثفاً، على خلفية دعوات من متطرفين إلى هدم مسجد ومرقد الإمام أبي حنيفة النعمان، وسط دعوات لتدخل حكومي عاجل.
ومنذ يومين، برزت دعوات من ناشطين ومدونين، على صلة بفصائل مسلحة، وجهات تابعة لإيران، لهدم معالم تراثية عراقية، مثل نصب أبي جعفر المنصور، غربي بغداد، بداعي الخلافات التاريخية مع الإمام جعفر الصادق، فيما امتدت تلك الدعوات إلى المطالبة بهدم مرقد الإمام أبي حنيفة.
وانتشر المئات من عناصر الأمن العراقي، حول محيط المسجد، ونصبوا نقاط التفتيش، ومنعوا المارة من الاقتراب، تحسباً لأية تجمعات مفاجئة من قبل الداعين لذلك، فيما أغلقت مداخل المدينة، بوضع الحواجز الإسمنتية، لتخفيف الازدحامات الحاصلة بداخلها.